[ نبتة "القات الهرري" تغزو أسواق مدينة عدن ]
أثارت واقعة استيراد جديدة لنبتة "القات الهرري" من أثيوبيا إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالة من الجدل السياسية والشعبية والتي اخذت في التصاعد منذ يومين.
وبدأ الأمر قبل ثلاثة أيام عقب نشر بعض الأشخاص أخبارا تفيد بوصول كميات من "القات الهرري" الاثيوبي إلى عدن، ولاحقا تواردت مقاطع الفيديو والصور لتلك النبتة التي تباع خلال اليومين الماضيين في أسواق عدن بأسعار منافسة للقات اليمني.
وحظيت واقعة الاستيراد بجدل واسع النطاق حيث رحب متعاطو القات بهذه الخطوة، فيما اعتبرها آخرون بأنها كارثية وستضيف أعباء جديدة للاقتصاد اليمني المتعثر أصلا.
وندد آخرون بالخطوة وقالوا انها تعكس حجم سيطرة قوى الفساد على مفاصل الاستيراد في عدن ودعوا لوقف عملية الاستيراد هذه.
خبراء في الاقتصاد يرون أن الخطوة إيجابية ستعمل في الحد من زراعة القات، حين يخسر المزارعين ويعزفوا عن غرسها ويتحولوا إلى زراعة أشجار البن والقمح وغيرها من الفواكه والخضروات.
وتوقع اقتصاديون أن يتسبب استيراد القات بصورة يومية من أثيوبيا في مفاقمة الشحة في موارد النقد الأجنبي بعدن، ودفع الريال إلى مزيد من التراجع ليتجاوز حاجز 1681 ريالا للدولار الواحد.
الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، وفيق صالح، يرى أن فتح الباب أمام استيراد القات الهرري سيعمل على مزيد من الاستنزاف للعملة الصعبة.
وقال صالح "من أبسط البديهيات وفق الأعراف الاقتصادية أن أي حكومة لديها شحة شديدة في موارد النقد الأجنبي، تعمل على تنظيم عملية الاستيراد وفق ضوابط محددة، حتى لا يزداد الضغط والطلب على العملة الصعبة في السوق المحلية".
من جانبه قال الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، ماجد الداعري، "أنا وكل جوارحي وأفكاري مع استيراد القات الحبشي، كونه أرحم صحيا وماديا للمستهلك، وأقل استنزافا ماليا للعملة الصعبة من السوق".
وأضاف "فكرتي أن الحبشة اليوم بلد مسالم وأولى وأحق بأي مصلحة من جار يصدر لنا الموت وكل الآفات ويستفيد منها دون شعبه المغلوب على أمره"، في إشارة منه إلى جماعة الحوثي التي تسيطر على أغلب المناطق الشمالية التي تزرع القات وتصدره لجنوب البلاد.
الصحفي طلال الشبيبي غرد بالقول "القات "الهرري" القادم من أثيوبيا في عدن، وارحبي يا جنازة إلى فوق الأموات، في إشارة إلى تدمير الاقتصاد في البلاد واستنزاف العملة الصعبة.
من جهته علي النسي، غرد بالقول "غزى القات الهرري القادم من ارتيريا واثيوبيا اسواق القات في عدن أول ايام العيد، وشهد اقبال كبير بسبب انخفاض سعره مقارنة بالقات المحلي وهو ما يعتبر مؤشر خطير لتدمير الاقتصاد بسبب تصرفات تجار القات المحلي والمستورد".
بدوره قال علي السنيدار "تدمير الوطن وتدمير العملة التي هي منهارة أصلا، قد نحن مدبرين بالقات حقنا، قالو يصدروا قات هرري إلى عدن وشوية وقد هو في صنعاء".
في حين قال عادل الشبحي، "للأسف.. يتصدر القات جميع السلع الغذائية والاستهلاكية في اليمن قائمة السلع الأكثر إنفاقا ولا مجال لمنافسته والفرق كبير مع السلع الأخرى".
وأضاف "للأسف فالقات هو السبب الأول في سحب العملات الأجنبية من عدن وحضرموت ومأرب وبقية المحافظات إلى صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين".
أما غالب العنسي فقال "القات الحبشي (الهرري)، الجنابي الصيني (الخنجر اليمني).. شيئان إذا غزيا السوق اليمني، سيكون ذلك لصالح المواطن".
وقال "أولاً: سيجعل المزارعين يعزفون ويبتعدون عن زراعة القات، لأن ما فيه خراج مع القات الهرري الرخيص، ومعها سيبحث عن بدائل مربحة كزراعة البُن والفواكه والحبوب".
أماني ردمان كتبت "للمعلومة القات الذي يتم استيراده من مناطق الحوثي، يتم استيراده بالعملة الصعبة، لأن الحوثي لا يقبل العملة الوطنية الطبعة الجديدة".
وقالت "يضطر موردو القات إلى شراء العملة الصعبة لاستيراد القات، مما يجعل سعر صرف الريال اليمني في تدهور مستمر".
وأضافت ردمان "القات الهرري يكلف ربع القيمة مما سيساهم بالحفاظ على ثلاثة ارباع العملة الصعبة"، حد قولها.