تستغل دولة إيران الداعم الأبرز لمليشيا الحوثي، المناسبات المختلفة، لجمع التبرعات لذراعها في اليمن، وتغذية الحرب التي أشعلت فتيلها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، تنفيذا لمصالح داعميها.
 
مؤخرا أعلن نائب رئيس لجنة الإغاثة في مؤسسة الإمام الخميني في محافظة كرمان الإيرانية، حجة الله مصطفى طاهري، أن 98 مكانا سيتم فيه جمع التبرعات الخيرية في المحافظة، بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي وافق 1 يوليو/ تموز الجاري.
 
وقال" طاهري" في خبر ترجمه(الموقع بوست) إنه أطلق العام الماضي، 86 مكاناً من أجل جمع التبرعات لمساعدة الشعب المظلوم في فلسطين واليمن، في طرق مسيرة القدس التي يقومون بها منذ أكثر من ثلاثين عاما، وجمعت أكثر من مليار و489 مليون و731،000 ريالا، من خلال التبرعات من هذه الأماكن، وإن حجم المساعدات التي تم جمعها لليمن، بلغت مليار و286 مليونا و674000 و210 ريالا (ما يعادل 41 مليونا و889 ألف دولارا) لمساعدة اليمنيين.
 
وتعمل إيران على جمع التبرعات لحلفائها في اليمن، عن طريق بعض اليمنيين المواليين للحوثيين في خارج اليمن، وعن طريق وفود تابعة لهم، فمطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، زار وفد رفيع في المليشيا يرأسه رئيس" ما يسمى" رابطة علماء الدين شمس الدين شرف الدين، ويعتقد أن زيارته كانت لذات الغرض.
 
جولة جديدة من الحرب
 
في السياق ذكر الباحث في الشئون الإيرانية والخليجية عدنان هاشم أن تبرعات إيران لمليشيا الحوثي، في مواسمهما المتعددة، ومناسباتها الدينية والقومية، تعني أن الحرب القادمة تحتاج إلى المزيد من الأموال، وعلى إيران تقديم الكثير للمليشيا من أجل مصالحها في اليمن.
 
وأكد ارتباط إيران الوثيق بمليشيا الحوثي، مضيفا لـ(الموقع بوست): "الحركة الحوثية أنشأتها إيران، فشعاراتهم شعارات إيران، ومنهجهم منهجها، ووفودهم العديدة تتواجد في إيران، وطلاب المليشيا يدرسون في كبرى الجامعات المعنية بالفكر الاثني عشري، كمنهج جديد يراد أن يكون في اليمن"، واستطرد" وكما اعترف حزب الله في خطابه الأسبوع الماضي، بأن كل تكاليف وما تنفقه الحركة في لبنان يأتي من طهران، لا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يعلن في الحوثيين ذات الاعتراف مجددا".
 
ولا يعتقد الكاتب" هاشم" أن يكون جمع التبرعات مرتبط بنزيف مليشيا الحوثي" الحاد"، لكن ذلك يمثل" عقدة" تمويل الحرب الضروس التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي أمس السبت 2 يوليو/ تموز، لافتا إلى أن الحرب في العادة، تستنزف الأموال، وأي حرب قادمة تحتاج تحشيد الجهود من أجل جمع عدد من الأمور.
 
مصادر تمويل أخرى
 
وكان رئيس الوزراء أحمد بن دغر قال يوم أمس السبت 2 يوليو/ تموز إن المليشيا الانقلابية تقوم بتحويل 25 مليار ريال شهريا للمجهود الحربي، من إجمالي 75 مليارا، هو ما ينفق على المرتبات والأجور والخدمات بما فيها الكهرباء والصحة.
 
ويفيد نشطاء، أن المليشيا الانقلابية، تعمل على ابتزاز المختطفين لديها، بفرض مبالغ كبيرة على ذويهم للإفراج عنهم، كما عملت المليشيا على رفع رسوم أي معاملات رسمية تتم عن طريقها، وكذا فرض مبالغ مالية بالقوة على أبناء بعض المحافظات، لتمويل ما يسمى" المجهود الحربي"،  وهو ما أثبتته وثيقة تم تداولها قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، بينت تهديد المليشيا المدنيين بالسجن في محافظة بذمار.
 
ومطلع العام الجاري ذكر وزير النقل اليمني السابق بدر باسلمة، إن عائدات تنظيم القاعدة من تهريب المشتقات النفطية تصل إلى (4.651 مليار دولار)، وأشارت مصادر، أن تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على ميناء المكلا في حضرموت، كان يقوم بتوريد إيراداته النفطية للبنك المركزي الخاضع لسيطرة المليشيا.
 
غضب في الداخل الإيراني
 
وكانت أصوات في الداخل الإيراني، بدأت بالاعتراض على الدعم الكبير الذي تقدمه إيران لأذرعها في المنطقة، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة البطالة في البلاد، إذ وجه الضابط السابق في ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني محمد مهدوي فر، رسالة إلى زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، تحت عنوان" سيد حسن أموالنا نضبت من سنين"، انتقد فيها الإنفاق على "حزب الله"، مقابل تجويع الشعب الإيراني.
 
وذكر موقع "سحام نيوز" الإلكتروني المقرب من التيار الإصلاحي في إيران، أن "فر" تساءل" لماذا يجب تجويع شعبنا؟ ولماذا يمرض شعبنا ولا يجد ثمن العلاج؟ ولماذا يحرم شبابنا الموهوبون من التعليم بسبب الفقر، ومن يتخرج يعاني من البطالة، والذين يعملون لا يحصلون على رواتبهم، وعندما يحتج العمال يتم جلدهم؟ ثم كل مال هؤلاء الناس الذي تحدثت عنهم يذهب لتوفير نفقات معيشتك، وربما لتنشغل يوما ما في جهادك المقدس، هل العدل والإنصاف يحكم بهذا؟".