توالت ردود الأفعال الواسعة، في مختلف الأوساط اليمنية، على حادثة قيام مجاميع مسلحة في عدن مساء أمس الأحد بمحاصرة قيادات مقاومة تعز في أحد الفنادق بالعاصمة المؤقتة، أثناء إقامتهم فيه، بعد تلقيهم دعوة من قيادة التحالف والحكومة الشرعية لزيارة المحافظة للتشاور حول الوضع السياسي والعسكري في تعز.
 
ورأى مراقبون أن هذا العمل "الشنيع"، المتمثل بمحاولة استهداف قيادات المقاومة الشعبية في تعز، لن يخدم سوى الطرف الإنقلابي، ممثلا بمليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
 
بيان إدانة واستنكار
 
 من جهته، أدان مجلس المقاومة بتعز بشدة، قيام أطقم ومجاميع مسلحة بمحاصرة قادة المقاومة والجيش الوطني بمحافظة تعز في فندق دار التوحيد بعدن أثناء إقامتهم، بعد أن تم استدعائهم لمقابلة رئيس الوزراء وقيادة التحالف بعدن.
 
وحمل البيان التحالف والحكومة والسلطة المحلية بعدن مسؤولية سلامة قادة المقاومة والجيش وقيادة المشترك، الذين حضروا إلى عدن لمناقشة قضية تحرير تعز مع شركاء المعركة.
 
وأضاف بيان مجلس مقاومة تعز: "بدلاً من المضي في مناقشة عملية التحرير، يُقابلوا بهذه الطريقة غير المفهومة والمريبة"، مشيرا إلى أن هذه الحادثة، تلقي بظلالها القاتمة على نوايا البعض، وتكشف أسباب تعثر تحرير اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص.
 
ووجه البيان دعوة لقيادة دول التحالف والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف، إلى ضرورة إعادة النظر بما يجري في الميدان، وتلافي الأخطاء والخطايا التي تربك عملية التحرير، وتؤدي إلى التعثر وخسارة فرص التحرير، بما يصاحبها من خسارات في صفوف التحالف ومكاسب مجانية لقوى الانقلاب.
 
تبرير كاذب
 
وتعليقا على الحادثة، قال الكاتب الصحفي عبدالباسط القاعدي ساخرا، في صفحته على موقع "فيسبوك": "بالأمس التقى قادة مقاومة تعز مع رئيس الوزراء وتداولت الخبر كافة وسائل الاعلام واليوم يأتي وزير الدولة "البلا بريك" يبرر الهجوم على قادة المقاومة بسبب عدم التنسيق مع قوة الحزام الأمني".
 
وردا على التوضيح الصادر عن هاني بن بريك، المشرف العام لقوات الحزام الأمني بعدن حول الحادثة، قال القاعدي: "حتى الكذب يحتاج الى بهارات يا هذا! ".
 
عدم التنسيق
 
وكان بن بريك، قال إن ما حدث يوم أمس، لقيادات مقاومة تعز، كان بسبب عدم التنسيق مسبقا مع قوات الأمن بعدن.
 
وأضاف بن بريك في صفحته على موقع "فيسبوك" "أن ما حدث اليوم من قوات الحزام الأمني في عدن مع بعض قيادات المقاومة في تعز الذين وصلوا عدن كان بسبب عدم التنسيق وإخبار قيادة عدن بقدومهم".
 
واستطرد قائد الحزام الأمني قائلا: "لابد أن يكون في الحسبان أن من يدخل عدن ويضبط بالسلاح دون تنسيق سيعرض نفسه للتوقيف والمساءلة كائن من كان والإجراءات على الكل".
 
خيانة
 
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن كل ممارسات الخيانة قاموا بها للنيل من مقاومة تعز وأبناء تعز، كان أكثرها قبحا الترحيل الشامل، في إشارة منه لحملات الترحيل التي قامت بها سلطات الأمن بعدن لأبناء محافظة تعز.
 
وأضاف التميمي في منشور بصفحته على "فيس بوك": "ها هم اليوم يصعدون الموقف إلى حد الاستهداف الصريح والغدر البواح"، مضيفا: "نعم هو هذا الذي حدث اليوم في عدن بتوقيع الامارات واستهدف مناضلي تعز".
 
وأوضح بأن مقاومة تعز، انتصرت منذ الأيام الأولى للحرب، مشيرا إلى أن هذه هي الحقيقة، وأنهم الآن يحاولون هزيمة موئل الثورة والتغيير إلا أنهم فشلوا، ولهذا لجأوا إلى هذا السلوك المشين، حسب قوله.
 
 عمل منسق
 
من جهته اعتبر الناشط أحمد هزاع أن ما حدث في عدن يوم أمس الأحد، سيظل وصمة عار على الجميع دول التحالف إلى الشرعية الى الحكومة الى مقاومة عدن.
 
وأضاف هزاع في صفحته على "فيسبوك": "ما يحدث من هجوم شرس على تعز وقصف مكثف طوال الليل والصباح، وما يحدث لقيادات المقاومة بعدن هو عمل منسق لا تريد الخير لتعز ولا للمقاومة ولا نجاح التحالف ككل".
 
وأشار إلى أن هناك رابط بين اعتقال قائد مقاومة حضرموت والتهجم على قيادات مقاومة تعز في محافظة عدن في نفس اليوم ونفس الساعة، لافتا إلى أن المخطط والمنفذ واحد.
 
وتابع الناشط هزاع: "تعز المشروع المدني محاصر من جميع قوى التخلف شمالا وجنوبا وإقليماً، وهذا ما يحدث".
 
الجميع يطعن تعز
 
بدوره، سخر المحلل السياسي باسم الحكيمي مما قاله مشرف الحزام الأمني بعدن هاني بن بريك، معلقا على ذلك بالقول: "قلنا لكم هذا العبيط لا يعرف حتى يكذب".
 
وقال الحكيمي في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك": " قيادة تعز لهم ٥ أيام في عدن ومقيمين في الفندق وقابلوا أمس رئيس الحكومة، واليوم يأتي بن بريك يتحدث بأن القيادة لم ينسقوا معهم لدخولهم عدن!!"، مضيفا: "لا تستغربوا فالحراكيين هم حوثيو الجنوب".