[ إرشيف ]
دعا ناشطون وإعلاميون محسوبون على الحراك الجنوبي إلى تظاهرة شعبية في 10 رمضان، تنطلق إلى أمام القصر الرئاسي بمنطقة المعاشيق، للمطالبة بمغادرة الحكومة الشرعية العاصمة المؤقتة عدن.
وتأتي هذه الدعوات بعد أيام قليلة من وصول رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، برفقة عدد من وزراء الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، في زيارة هي الأولى منذ توليه منصب رئيس الحكومة.
دعوات التظاهر ضد تواجد الحكومة في عدن، جاءت بحسب المنظمين لها، على خلفية تردي الخدمات الأساسية، وخصوصا أزمتي الكهرباء والمشتقات النفطية.
التظاهرة خدمة مجانية للانقلابيين
وتعليقا على تلك الدعوات، قال رئيس تحرير موقع "هنا عدن"، الصحفي أنيس منصور إن التظاهرة حشد لها إعلام الانقلابيين بوضوح، مشيرا إلى أنها تصب في خدمتهم.
وقال أنيس منصور في حديث لـ(الموقع بوست)، إن أي تحرك في الوقت الحالي ضد الشرعية والحكومة، هو لإعاقة الشرعية، وعرقلة مهامها، مثل عمليات التحريض ضدهم باستغلال المظلوميات أو الحقوق، وغيرها.
وأضاف منصور: "يجب الاستفادة من تواجد الحكومة الشرعية بالعاصمة المؤقتة من خلال تحقيق مكاسب خدماتية بدلاً من الضجيج والفوضى".
وأشار إلى أن الحكومة بحاجة إلى التفاف شعبي وسياسي واسع، مضيفا: "وعلينا أن نقيس الأمور بمقياس المصالح ونسأل من هو المستفيد من التحريض ضد الحكومة!!".
استرزاق وانحراف سياسي
أما الصحفي رعد الريمي فيقول: "أن الدعوات التي أطلقت للتظاهر في العاشر من رمضان عُلم مصدرها وإن كنا نصر على التغافل عن البوح بمصدرها، وخاصة إذا علم أن مصدرها استرزاق مادي وانحراف سياسي".
وأضاف الريمي في حديث خاص لـ(الموقع بوست): "الغرض الاساسي من التظاهرة هو جر المواطنين الى صدام مثل ما صنع في كثير من التظاهرات من قبل في مدينة عدن".
ولفت إلى أن هذه التظاهرات، تأتي في ظل ظروف بدأت تشهد تحسناً نسبيا في بعض الخدمات، مضيفا: "أي أن الخدمات لا ترتفي إلى مستوى الثناء، ولكن مقارنة لا يجدر بنا نكرانها البتة وأن التحسن فيها بدا جليا وواضحاً".
وأوضح أن تظاهرات مثل هذه الغرض منها "خدمة الأعداء وخاصة في وضع كوضع اليمن في الخارج فحينما ينقل أن للعالم أن مناطق تحت سيطرة الحوثي وأخرى تحت سيطرة الشرعية، وأن التي تقع سيطرة الشرعية يخرج فيها مواطنيها للتظاهر وفي الجانب الاخر من المناطق يلتزم مواطنيها الصمت".
بدوره قال الصحفي عبدالخالق الحود: "إن هذه الدعوات اطلقها بحسب متابعتي العديد من النشطاء ومنظمات مجتمع مدني من أبناء مدينة عدن عقب إعلان الحكومة عجزها عن حل المشكلات المستفحلة في عدن تحديدا وبقية محافظات الجنوب المحررة وذلك قبل اعتزامها العودة من الرياض".
وأشار في حديثه لـ(الموقع بوست)، إلى أن استباق الحكومة بالتبشير بذلك العجز بتصريحات أطلقها رئيس الوزراء نفسه عندما قال لمسؤول محلي في عدن بأنه " لا يستطيع أن يقدم فلسا واحد لتغطية العجز في خدمة الكهرباء أو ايجاد حلول بشأن توفير المشتقات النفطية".
ويضيف أنه في المقابل يخشى نشطاء أخرون أن تستغل هذه الدعوات من قبل جهات معادية وتخرجها عن إطارها السلمي بافتعال مشكلات أو إطلاق نار أو حوادث قد تعقد الوضع المعقد اصلا في عدن.
ويختتم حديثه بالقول "إن على الحكومة أن تتصرف وتقوم بواجباتها أو لتسلم الأمر لمن هم أهل للثقة فإعلان العجز لا يعفيها مطلقا من تحمل المسؤولية والا فالبقاء بلا حكومة أوفر وادعى الى أن يفكر الآخرون بحلول يمكن أن تكون مجدية".