[ وفاة مسن يمني حراء التعذيب في سجون الانتقالي بأبين ]
لاقت جريمة قتل مواطن جراء تعرضه للتعذيب الشديد في أحد السجون التابعة لمليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في محافظة أبين، تنديدا حقوقيا وإعلاميا واسعا.
وأمس الأحد، توفي المسن محمد حسن مهدي بعد يوم من الإفراج عنه من سجون الحزام الأمني التابع للانتقالي في مديرية جعار، واختطف الضحية نهاية يونيو الماضي أثناء ما كان في طريق عودته إلى محافظة إب، قادما من شبوة لقضاء إجازة العيد.
والمسن مهدي البالغ من العمر خمسين عاما وينحدر من أبناء العدين بمحافظة إب (وسط اليمن) مصاب بحالة نفسية ويعاني من الصمم أيضا، تعرض لتعذيب وحشي وعمليات حرق واسعة في جسده.
الجريمة لاقت تنديدا واسعا بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون حملة تضامن واسعة على الوسم #محمد_حسن_عبده #جريمه_تهز_اليمن، تنديدا بجرائم مليشيا الانتقالي وانتهاكاتها الجسيمة بحق المدنيين والمناوئين لها.
ودعت منظمات حقوقية، إلى تحقيق فوري في وفاة المختطف "مهدي" ومحاسبة الجناة لينالوا جزاءهم العادل.
وطالبت منظمة "رايتس رادار" للحقوق والحريات السلطات المحلية بمحافظة أبين بتحقيق عاجل في أسباب وفاة مهدي، واعتبرت ما تعرض له الضحية انتهاكاً صارخاً يضع السلطات الإدارية المعنية في محافظة أبين أمام اختبار أخلاقي وقانوني لتحقيق العدالة وضمان أن يقدم الجناة للعدالة.
من جانبها حملت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات السلطات المحلية والأمنية بمحافظة أبين كامل المسؤولية كما دعت إلى سرعة التحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة.
من جهته دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) النائب العام للتوجيه بسرعة اتخاذ إجراءات للتحقيق في هذه الواقعة، وإيقاف مرتكبيها والمسؤولين عنها ومحاسبتهم عبر أجهزة القضاء، وعدم السماح بإفلاتهم من العقاب.
وقال إن هذه الواقعة هي جزء بسيط من ممارسات كثيرة ارتفعت وتيرتها في مناطق سيطرة الانتقالي، نتيجة غياب مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن والقضاء، واستمرار الإفلات من العقاب، الأمر الذي مكن مرتكبي الانتهاكات من مواصلة جرائمهم.
وفي السياق ذاته قال مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي "جريمة وحشية تقوم بها مليشيات الحزام الأمني في محافظة أبين بحق موطن يمني من أبناء محافظة إب كان في طريقة إلى أهله".
وأضاف "تم اختطافه وتعذيبه بطريقة وحشية لا يقبل بها أي شخص يمتلك ذرة إنسانية، تم تعذيب الرجل حتى فارق الحياة والجناة معروفين، ولكن لم يتم اتخاذ أي اجراء بحقهم".
ودعا الرحبي كل يمني صاحب ضمير حي لأن يقف مع الشهيد ونرفع الصوت جميعا للمطالبة بأخذ حق الشهيد من المجرمين القتلة، الذين نزعت منهم الإنسانية وتجردوا من كل الأخلاق والقيم والمبادئ، إنهم إرهابيين وقتله ومجرمين ويجب تقديمهم للمحاكمة العادلة العاجلة".
الناشط عامر ثابت العولقي من أبناء محافظة شبوة كتب "هذا الحاج الطيب من إب، والبعض يعرفه من سكان مدينة عتق له سنوات يشتغل عندنا وهو مسكين بعد حاله، ما قد أحد اشتكى منه ولا أشتكى من أحد، طالب الله على أسرته مثل حال الآخرين".
وقال إن ما حدث له على يد مليشيا الانتقالي جريمة تقشعر لها الأبدان، مضيفا مخاطبا الانتقالي: طيب لماذا وبأي حق يا مجرمين تعذبوا هذا الحاج المسكين الذي ما عنده لأحد شيء وعادكم تريدوا ربنا يرحمنا ويرفع عنا البلاء وهذا أفعالكم القبيحة قاتلكم الله يا مجرمين!
وختم العولقي منشوره بالقول "اللهم إنا نبرأ إليك من كل فعل لا يرضيك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وحسبنا الله ونعم الوكيل".
الاكاديمي كمال البعداني قال "قبح الله مليشيات الانتقالي لا دين يردعهم ولا قبيلة تمنعهم ولا أخلاق تُهذب سلوكهم ، أولاد شوارع ، قُطاع طرق يفتقرون لأبسط مقومات الانسان".
وأضاف "قاتلهم الله وقاتل الله رشاد العليمي الذي يرضى بمثل هكذا وضع ، وقبح الله تحالف الغدر والخيانة الذي سلم هذه المليشيات مقاليد الأمور وحارب كل من يمت بصله للنظام والقانون".
وتابع "هذا المسكين ليس الضحية الاولى لهذه المليشيات ولن يكون الأخير، الصهاينة لا يفعلون مثل افعال مليشيات الانتقالي ، انهم عُصارة الماركسية ودموية الفاشية".
الناشط محمد العولقي دعا إلى محاسبة ومعاقبة الجناة وقال "أنا شخصيا أعرف المواطن محمد حسن عبده مهدي قائد الملقب (حنش) من أبناء محافظة إب يعمل في مدينة عتق منذ سنوات عديدة حالة حال نفسه، وأثناء سفرة تم اعتقاله في إحدى النقاط في أبين عن طريق الاشتباه، وظل أهله يبحثون عنه من لحظة غيابه، وأثناء الاعتقال تعرض للتعذيب بهذه الطريقة الوحشية ليفارق الحياة فور خروجه من السجن في أحد المستشفيات".
وأضاف "حسبنا الله ونعم الوكيل، نبرأ إلى الله مما يعمل الظالمون، حتى وإن كان عنده مليون تهمة هناك نظام وقانون، يجب محاسبة ومعاقبة مرتكبيها".
عبدالله الوحيشي وجه الاتهام إلى القيادي في الانتقالي مختار النوبي وقال "كل عمليات الخطف والتعذيب والقتل في أبين يتحملها القيادي في الانتقالي المدعو مختار النوبي".
وأشار إلى أن النوبي يعمل ضمن خلية الامارات في جنوب اليمن.
في حين كتب الإعلامي سمير الصلاحي، "أخر انتصارات الإمارات في جنوب اليمن، تعذيب مواطن يمني أعزل حتى الموت في محافظة أبين، التهمة : شمالي".
وأردف "المجلس الانتقالي انتصر للجنوب العربي باختطاف مواطن غلبان أصم وأبكم عابر طريق في محافظة ابين، في 9 يوليو اختطفوه بتهمة انه شمالي من محافظة إب ثم تناوبوا عليه عسكر الانتقالي ركلا وضربا بالعصي والبيادات واعقاب البنادق وحرقا بأعقاب السجائر واسلاك الكهرباء حتى فارق الحياة بين أيديهم بعد خمسة أيام من التعذيب الذي يندى له جبين البشرية".
كذلك الإعلامي بشير الحارثي ابدى استغرابه من ردود مناصري الانتقالي وتبريرهم للجريمة قائلا "المتابع لردود أنصار المجلس الانتقالي وناشطيه في مواقع التواصل حول جريمة قوات الحزام الأمني يصاب بالذهول".
وأضاف "أي بشر وأي جينات يحمل هؤلاء القوم، يدافعون عن المجرمين والكلاب المسعورة من الحزام الأمني بكل جرأة، وبدلا من إدانة الجريمة ومناصرة الضحية بالقصاص من القتلة يذهبون للدفاع عن المجرمين ويسخرون من الضحية بل ويحاولون انكارها بالكذب والتدليس، والبعض منهم ذهب أبعد من ذلك بإنكار حدوث الجريمة، والبعض الآخر يقول يستحق ويستاهل أكثر".
وتابع الحارثي مخاطبا أتباع الانتقالي: يا هؤلاء أين الإنسانية أين المروءة أين الرحمة أين العرف والقيم والعادات والتقاليد لقد تنصلتم من كل قيم الانسانية أين عقلاء هؤلاء القوم أين كبارهم أين آباءهم؟
وزاد "هذا السقوط في وحل العنصرية والاحقاد ستغرقكم أنتم أولاً في مستنقعها بل ستدفنكم في وحلها".