في مدينة تعز،،  شهر رمضان كأنه لم يصل إليها، ذلك واقع ملموس في المدينة التي يعصف بها القصف والغبار والبارود.
 
فسكانها محرومون من كل شيء، حتى من أبسط حقوقهم، كما أنهم أهدافا مشروعة لنيران القناصة، وقذائف المدفعية، وصواريخ الكاتيوشا، التي كثف مليشيا الحوثي والمخلوع من استخدامها ضد المدنيين منذ الساعة الأولى ليوم الإثنين، أول أيام رمضان المبارك.
 
ويأتي رمضان هذا العام وسكان مدينة تعز في مأساة مستمرة منذ أكثر من عام وحتى الآن، "قصف وقتل وتشريد"، فمع بداية شهر رمضان جديد ازداد بطش مليشيات الحوثي والمخلوع صالح إجراماً ضد المدنيين.
 
فتزامنا مع أول أيام شهر رمضان، فلا بوادر لاتفاق بين الاطراف المتفاوضة في الكويت، أو غيرها، بل ازداد القصف على المدنيين، مجازر في أحياء متفرقة بمدينة تعز وقصف متعمد وحصار من جميع مداخل المدينة.
 
مليشيا الحوثي المتحالفة مع المخلوع صالح تأبى أن تترك اهالي مدينة تعز يصومون شهر رمضان في طمأنينة وامان وتواصل ارتكاب مجازرها الدموية وتجعل الاهالي ان يعيشون تحت وابل الصواريخ والقذائف وتضيف لنفسها جريمة جديدة في سجل جرائمها الدموية التي لم ينجو أحد منها.
 
استهداف المنازل
 
المليشيات الانقلابية تتعمد استهداف المنازل، نهارا وليلا خاصة منذ بداية شهر رمضان الفضيل، وهو ما تعرضت له الأحياء الواقعة في قبضة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، حين دمرت بعض المنازل الواقعة على خطوط الجبهات التي تشهد قتالاً، فيما ينظر سكان المدينة بغضب لاستهداف المليشيات لما تبقى من منازل لم تدمر.
 
استقبل نحو مليون مواطن أول يوم من شهر رمضان هذا العام، بمدينة تعز تحت وطأة الجوع والبؤس، الناجم عن الحصار المفروض عليهم من قبل مليشيات الحوثي وصالح
 
  إصرار
 
وتعليقا على أوضاع اهالي مدينة تعز في أول أيام رمضان، قال طه الشميري أحد أهالي حي وادي القاضي بتعز لـ"(الموقع بوست)، إنه رغم القصف البربري والعنيف من قبل مليشيات الحوثي وصالح طيلة الأيام الأخيرة وبشكل متواصل، إلا أن هناك إصرار من اهالي مدينة تعز على صيامه شهر رمضان.
 
وتابع الشميري: "قذائف وصواريخ الحوثي والمخلوع صالح لن تمنعنا من صيام رمضان ولدينا عقيدة النصر، وبإذن الله ستنتصر تعز مهما تعرضت للخذلان.
  
وأضاف: "أما عن الحياة المعيشية، فيعاني سكان مدينة تعز من أوضاعا صعبة للغاية، إذ لا مساعدات، ولا أدوية، الحياة صعبة، وتزداد يوماً بعد آخر قساوة ومرارة".
 
جرائم الانقلابيين
 
قال ناشطون حقوقين لـ(الموقع بوست)، إن "المجتمع الدولي يقف متفرجاً وصامتاً على جرائم مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في تواطئ متواصل معهم".
 
وتزامنا مع أوائل أيام شهر رمضان، تحدثت تقارير إعلامية عن تجاوز عدد شهداء مدينة تعز خلال الأسبوع هذا 35 شهيد واكثر من 120 جريح من المدنيين اغلبهم نساء واطفال جراء قصف الانقلابيين الأحياء السكنية.
 
واعتبرت التقارير أن الأسبوع هذا كان أعنف أسبوع في مدينة تعز، من حيث كثافة القصف العشوائي على الأحياء السكنية بتعز.