أثارت مقابلة خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، السابق، مع تلفزيون "بي بي سي" البريطاني، ردود ساخرة، وانتقادات لاذعة في أوساط الناشطين والسياسيين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهاجم بحاح في حوار مطول، مع قناة "بي بي سي"، مساء الأحد، الرئيس هادي، وحزب الإصلاح، وأيضا المقاومة الشعبية، متهما الجميع بإرباك المشهد السياسي برمته.
وفي السياق قال المحلل السياسي فيصل علي مخاطبا بحاح: "جاي تتكلم عن تعز.. وكأنك من أبطال التحرير، أو خضت المعارك من قبل، مضيفا الغريب أن هذا الكائن كان رئيس وزراء الانقلاب والشرعية".
وأضاف "علي" بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "والله ما يصلح بواب عند باسندوة، والجميع يعلم ذلك"، مشيرا إلى أن بحاح "لا يدرك حجم اللعبة في تعز ولا يدرك أن تحرير عدن كان ضمن صفقة بريطانية إيرانية إماراتية بالاتفاق مع المخلوع صالح"، حد قوله.
من جانبه علق الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر في صفحته على موقع "فيسبوك" بالقول: "قولوا لبحاح يبطل شغل الطباين النكديات والهرمات.. خصوصا وأنه قد كان شريكا مباشرا لكل مسؤولي الشرعية الذين خذلوا تعز حين كان نائبا للرئيس ورئيسا للحكومة".
الكاتب الصحفي وفيق صالح من جهته قال معلقا على مقابلة بحاح: "ترهات بحاح على قناة بي بي سي هي إفراز للصدمة المكبوتة في داخله منذ اقالته من منصبيه بقرار واحد وهو الذي كان يهيئ نفسه لمشروع زعيم جديد".
الناشط الحقوقي، أحمد هزاع اعتبر خالد بحاح الخاسر الوحيد من الأحداث التي شهدها يوم الإثنين، من فضيحة الأمم المتحدة وعودة رئيس الحكومة والوزراء.
وقال هزاع في صفحته على موقع "فيسبوك": "كان يعتقد بعد لقائه عبر قناة BBC أنه با يعمل شوشرة وخلط الأوراق"، لافتا إلى أن أنظار الناس كلها اتجهت إلى أحداث اليوم "الإثنين".
الكاتب والمحلل السياسي غمدان اليوسفي من جانبه كشف عن معلومة مهمة فيما يخص دعم بحاح لتعز.
وقال اليوسفي في صفحته على موقع "فيسبوك": "قبل خمسة أشهر قضى المحافظ المعين علي المعمري أسابيع يتابع بعد أي مبلغ يصرف للمحافظة، تكرم الرئيس ووجه بصرف مليون ريال سعودي، ثم قرر أن يدفع ميزانية سنوية للمحافظة ستة مليون دولار.. ستة مليون دولار ميزانية سنوية".
وأضاف غمدان اليوسفي أن المعمري ذهب إلى بحاح، إلا أن الأخير قال له: "ولا بتستلم حتى مليون سعودي"، مؤكدا أن المعمري خرج غاضبا حينها، ولم يستمر بحاح في منصبه بعدها سوى ست ساعات.
أما المحلل السياسي ياسين التميمي فكتب مقالا مطولا بعنوان "سقط بحاح ولم تسقط تعز"، قال فيه: "حينما قرر" بحاح" أن يعود إلى المشهد الإعلامي، كان حريصاً على غسل سمعته السياسية بأي طريقة، ولكنه أخفق في اختيار المدخل المناسب والأدوات المناسبة"، مضيفا لقد اختار الإساءة إلى تعز، التي أسقطت، بصمود أهلها المسالمين وغير المسلحين، وبموقفها الأخلاقي، المخلوع صالح، من قبله، وهو أوسع نفوا وأرسخ أقداماً في الدولة اليمنية.
واضاف التميمي: "بحاح برهن في المقابلة، أنه كان يضمر النوايا السيئة لتعز، ولهذا لم يستمر في منصبيه الرئيسين"، مشيرا إلى أنه سقط أخلاقياً لأنه تمالأ- حد قوله على تعز وتواطأ ضد رغبة أهلها في التحرر، لافتا إلى أن مخططه في الوصول إلى سدة الحكم على حساب الرئيس هادي سقط .
وأشار إلى أن المعلومة التي كشف عنها بحاح بخصوص تلقي مقاومة تعز 300 مليون ريال سعودي، ليست جديدة، لافتا إلى أن هناك ما يشبه التعميم بخصوص أن تعز تتلقى كل احتياجاتها من أموال وأسلحة، ولكنها لم تستفد من هذا الدعم، بل تواصل الشكوى بخصوص عدم تلقيها للمساعدات.
وقال التميمي: "الجديد هو أن بحاح اختار مكوناً لم يسمه في مقاومة تعز، وهذا لا يدل على مصداقية بحاح، ولكنه يدل على أن هناك مخطط للنيل من تعز من خلال ضرب مصداقية المقاومة، ومن خلال جرح موقفها الأخلاقي الذي هزمت به الجميع".