أثار وصول نجل علي سالم البيض إلى العاصمة المؤقتة عدن، (جنوب اليمن)، بعد غياب قرابة 30 عاما، الكثير من التساؤلات، بين أوساط اليمنيين.

وفي وقت متأخر من مساء الجمعة وصل إلى مطار عدن الدولي عمرو علي سالم البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، بعد غياب منذ صيف 1994.

وفي أول تصريح له فور وصوله، زعم البيض أن عودته إلى مدينة عدن لاستعادة ما سماها "دولة الجنوب"، في إشارة إلى مشروع الانفصال.

ويأتي وصول نجل البيض إلى مدينة عدن بعد أقل من أسبوع على عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، الذي بقي أشهر قيد الإقامة الجبرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي بتوجيهات سعودية.

وصول البيض إلى عدن في الوقت الراهن، أشعل جدلا واسعا بين اليمنيين، الكثير يرون أن الإمارات أعتده ضمن ترتيبات قادمة لها في جنوب اليمن ضمن مشروع الإنفصال واستكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق في جنوب البلاد.

وفي السياق قال الباحث اليمني مصطفى ناجي، إن عودة نجل البيض إلى عدن لتسوية الارضية السياسية في الجنوب أولاً وترجيح كفة أجنحة غير الانتقالي وتقليص هامش الضالع في القضية الجنوبية وإن كانت استعادة دولة الجنوب هي المقصد العام".

وأكد أن البيض بلا سند اجتماعي وعودته تحيي صراع طويل.

من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي "الصورة تزدحم بوجوه ناعمة لا علاقة لها بما يعانيه أبناء مدينة عدن، التي عاد اليها عمرو البيض على متن طائرة إماراتية، ضمن استراتيجية حقن الانتقالي برموز جنوبية تضيق الفجوة الحادة بين حضرموت والمثلث".

وأردف "الانفصال يهيمن في عدن، ومع ذلك لا يزال أصحابه يناضلون لطرد الاستعمار اليمني".

الأكاديمي كمال البعداني كتب "بعد أن فر والده بخزينة الجنوب بعد هزيمة الانفصال عام 1994م، عمرو علي سالم البيض يصل إلى عدن  قادما من الضاحية الجنوبية  لينضم الى مليشيات الإنتقالي ".

وأضاف "لله حكمة في ذلك، يقول ربنا : فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا".. فمن يدري ؟

بدروه علق الناشط جهيمان العولقي، بالقول "متسلق جديد وانتهازي ذكي وصل الى عدن على ظهور الابطال وتضحيات الشهداء ودماء المخلصين، وصل بعد أن مكث في لبنان ودول الخليج كل عمره متنقلا بين القصور الفخمة والفنادق الفاخرة".

وأضاف "وصل بعد أن كان مناضلا عن بعد من غرفة فيها تكييف مركزي وطاولة الكريمات على يساره وثلاجة المشروبات الروحية على يمينه، يتقلب على وسادة ملكية مستلقي على ظهره مستقبلا القبلة بقدميه، لا يعلم متى طلوع الشمس وغروبها".

وتابع: ننتظر من من سماهم "فخاسيس الجنوب" أن يضعوا صورته في معرفاتهم كرمز وطني وبطل قومي لا يشق له غبار.

في حين غرد نشوان الحبشي قائلا: "عمرو علي سالم البيض، مواطن عُماني ، ومحل الميلاد الجمهورية اليمنية ويشتي يستعيد الجنوب العربي".

الصحفي عوض كشميم، علق على الأمر بوجهة نظر أخرى، إذ قال "لا مبرر للحملة التي تستهدف الشاب عمرو علي سالم البيض حين صدر قرار من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتعيين ( البيض) عضوا في هيئة رئاسة المجلس أسوة ببقية أعضاء الرئاسة".

وطبقا لكشميم فإن "البيض عمرو قادم من أسرة حكم وعلى اطلاع بكل الاحداث السياسية الجنوبية وهو شاب كما عرف".