[ بن سلمان يستقبل الرئيس الامريكي جو بايدن في جدة ]
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن عصر الجمعة إلى السعودية في أول زيارة له منذ توليه الرئاسة العام الماضي في زيارة تتسم بكونها في غاية الحساسية والأهمية.
وصفت زيارة بايدن بالمهمة في ظل التحولات والأزمات القائمة في المنطقة على رأسها الازمة الروسية الاوكرانية وتأثيراتها على سوق الطاقة والملف النووي الإيراني وتهديداته للمنطقة، بالإضافة الى الأزمة اليمنية وارتباطاتها الإقليمية والدولية.
عقد الرئيس الأمريكي فور وصوله الرياض لقاءين منفصلين الأول لمدة نصف ساعة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والثاني لمدة ساعتين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
عقب هذه المباحثات، ألقى الرئيس الأمريكي كلمة مهمة تطرق خلالها للأزمة في اليمن، أكّد من خلالها أنه اتفق مع القيادة السعودية على تعزيز الهدنة في اليمن، مثمنا دور السعودية في تثبيت ودعم الهدنة في البلاد.
حديث جو بايدن عن الأزمة في اليمن يأتي قبل يوم من مؤتمر أوسع نطاقا سيعقد اليوم السبت بين الرئيس جو بايدن وقادة مجلس التعاون الخليجي، وقادة مصر والأردن والعراق.
ومن المتوقع يناقش المؤتمر سبل تحقيق الأمن والتنمية في المنطقة، والتحديات الأمنية وفي مقدمتها التهديدات الإيرانية وأذرعها في المنطقة وعلى رأسها المليشيات الحوثية في اليمن.
دلالات الزيارة
يقول المحلل السياسي ياسين التميمي إن زيارة بايدن للسعودية يعزى ذلك الى أن بايدن يحتاج إلى احداث نقلة في علاقاته مع السعودية من أجل الاستفادة من مولودا في معركة بلاده الشاملة مع الصين وروسيا، وتابع التميمي حديثه ل"الموقع بوست" بالقول" وتعود زيارة بايدن للسعودية بالتحديد ولمنطقة الشرق الاوسط بشكل عام إلى حاجته لتنفيذ خطته لإدماج القوة الدفاعية الاقليمية في مواجهة ايران والتي تشمل دول المنطقة العربية والكيان الصهيوني".
وافقه في ذلك الباحث والمحلل السياسي فهد سلطان حيث أكد سلطان لـ" الموقع بوست" أن الولايات المتحدة تبحث حاليا عن حل مشكلات الشرق الأوسط بهدف التفرغ لإيران وملفها النووي وملف الحرب الروسية الأوكرانية.
الأزمة اليمنية وزيارة بايدن
يعول الشارع اليمني على مخرجات هذه الزيارة أن تساهم في كبح جماح الإرهاب الحوثي وأن تكون بداية لتشكيل حالة ضغط فعلية، لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة.
إلا أن بعض المراقبين والمحللين دعوا إلى عدم الافراط في التفاؤل من وراء ما ستخرج به هذه الزيارة.
فالمحلل السياسي ياسين التميمي يقول "صحيح أن زيارة بايدن إلى السعودية ستبحث بشكل مباشر ملف الحرب في اليمن وأن ملف الحرب اليمنية من ضمن جدول زيارته للسعودية والمنطقة لكن علينا الا نظهر قدرا كبيرا من التفاؤل.
وعند سؤالنا ماذا ستقدم الزيارة لازمة اليمنية؟ يقول التميمي: " بالنسبة لبا يدن فكلما اراده قد تحقق من خلال الهدنة التي سيكون تمديدها أحد اولويات خلال هذه الزيارة وخارج اطار هذه الزيارة".
وافقه في ذلك أيضا الكاتب والسياسي فهد سلطان حيث تابع حديثه لـ الموقع بوست بالقول "ستركز زيارة بايدن للسعودية فيما يخص الأزمة اليمنية في تعزيز الهدنة القائمة، ودفع السعودية للقبول بحل نهائي للأزمة في أسرع وقت كون الولايات المتحدة تبحث عن حل مشكلات الشرق الأوسط للتفرغ لإيران في ملفها النووي وملف الحرب الروسية الأوكرانية، وبقاء الأزمة اليمنية وخاصة الجانب الإنساني منها ملقلق للمجتمع الدولي، إضافة إلى أن صفقات السلاح للشرق الأوسط تحظى باهتمام الداخل وهي ورقة رابحة أمام أعضاء في الكونجرس والصحافة الأمريكية والغربية بشكل عام.
وعن موقف السعودية يقول سلطان "السعودية لا زالت ترى في وقف الحرب أو بمعنى أدق إنهاء الأزمة في اليمن دون انتزاع موقف واضح من الحوثيين بعدد من الملفات منها، ملف الحدود وملف البحار وجنوب اليمن إلى جانب ملف العلاقة مع إيران غير متحقق حاليا، وبالتالي ترى السعودية أن وقف الحرب دون ضمانات حقيقية في الملفات السابقة سيعيدها من جديد، وهو يعاكس التوجه الأمريكي الغربي الذي يبحث عن حل نهائي وسريع للأزمة القائمة عبر تثبيت الوضع القائم_ حسب تعبيره.
هل من ضغطا دوليا على الحوثيين؟
من المفترض أن تشكل الزيارة والقمة المرتقبة ضغطا حقيقا على مليشيا الحوثي كون هذا الملف أصبح يشكل مصدر قلق دولي ويشكل تهديدا على المنطقة بشكل عام خصوصا ظل تصلب موقف المليشيات امام تنازلات ومبادرات الحكومة ومنها تنصلها من التزاماتها عن بنود اتفاقية الهدنة الأممية.
الكاتب والسياسي محمد المقبلي يقول "أن كل ما نأمله من الزيارة هو أن يكون هناك توجه دولي في طريق استعادة الدولة بقيادة الرئيس رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي، وبالذات ان الأمر اصبح واضحا فيما يتعلق برفض الحوثي لأي حلول أو مقترحات تهدف الى تحقيق السلام منها فتح طرق تعز لرفع المعاناة الانسانية عن المواطنين".
واستبعد المقبلي أن تحمل الزيارة اي اوراق جديدة سيتم استخدامها لإجبار الحوثيين على قبول السلام.
وقال المقبلي في حديثه لـ "الموقع بوست" إن دعم الرئيس رشاد العليمي لمشروع استعادة الدولة وكسر الحوثي عسكريا تشكل أهم ورقة لإجبار الحوثي على ترك السلاح والقبول بالسلام.
المحلل السياسي محمد العامري ابدا تشاؤمه من المواقف الدولية في الحرب اليمنية وصف المواقف الدولية بأن المخطط لها وضع اليمن في حالة اللاحرب واللاسلم وهدنة طويلة الأمد.
وكان الرئيس جو بايدن قد بدأ الأربعاء جولته الشرق أوسطية إلى الأراضي المحتلة ليصل الجمعة إلى السعودية فيما تستعد مدينة جدة السعودية لاستقبال القمة الخليجية العربية بحضور الرئيس الامريكي بايدن حيث تستضيف المملكة قمة خليجية عربية بحضور مجلس التعاون الخليجي وكذا مصر والعراق والاردن.