[ سيول الأمطار تخلف وضع كارثي على النازحين في مأرب ]
يسابق الزمن لحمل ما تبقى من أثاث منزله المتواضع على متن سيارته، ويترك خلفه منزله الذي بنى عليه أحلامه ليواجه مصيره مع سيل جارف أجبرته ظروف الحرب البناء في ممر ذلك السيل القادم من الغرب بمحافظة مأرب التي تأوي أكثر من مليوني نازح جراء الحرب التي شنتها جماعة الحوثي.
ظروف صعبة قاسية ومؤلمة يواجها النازحون في مأرب مع دخول موسم الأمطار الغزيرة والرياح الترابية العاتية بمنازل من خيام مهترئة أو منازل بنوها على ممر السيول حيث قطع الأراضي قليلة القيمة.
انقاذ الدفاء
أحمد سليمان، نازح من محافظة الحديدة إلى مأرب بنى منزله في العام 2018 على ممر سيول الأمطار في حي المطار لكن سيول الأمطار طمرته العام الماضي وأعاد بناءه بصعوبة.
ومع دخول موسم الأمطار مجددا هذا العام استعد مبكرا ولم يتمكن حين عمل على عجالة من نقل أثاث بيته البسيطة على متن سيارته ونقل أطفاله إلى منزل جاره البعيد عن السيول.
وبعد دقائق من الإنتهاء يقول أحمد واليأس على ملامح وجهه أن السيل غمر المنزل ودخل إليه من الشبابيك والأبواب، لكنه أيضا اتلف ما تبقى في المنزل من فرش وغذاء.
شهدت مدينة مأرب المكتظة بالنازحين وبأكثر من 150 مخيم أمطار غزيرة في مناطق غربها وجنوبها ليتفاجأ النازحون بسيول تلك الامطار قادمة دون إنذار.
خلفت السيول أضرارا مادية كبيرة في مساكن النازحين من المنازل والخيام وهدمت أكثر من 8 منازل و 30 خيمة بحسب إدارة النازحين بمأرب.
العام الماضي أيضا شهدت مأرب سيول جارفة غمرت واتلفت وهدمت الكثير من المنازل والخيام.
رياح وأمطار
تدخل محافظة مأرب الصحراوية في موسم رياح شديدة محملة بالأتربة والأمطار الغزيرة في شهر يوليو وأغسطس من كل عام.
سبق الأمطار الغزيرة رياح شديدة خلال اليومين الماضيين وخلفت أضرار واسعة في مساكن النازحين في مخيمات النزوح التي باتت مهترئة بعد قضائها تحت حر الشموس الحارقة مدة سبعة أعوام دون تجديد وباتت الحاجة ملحة لتغيير مساكن النازحين بمأوى أكثر صلابة.
يظل النازحون في مواجهة طقوس الطبيعة ومواسم الرياح والأمطار، مالم تقدم إدارة النازحين خطة محكمة وواسعة ومدروسة لمساكن بديلة ومشاريع حماية للمساكن لتقوم المنظمات بتمويل تلك الخطط والمشاريع.
عشرات المنازل غمرتها مياه الأمطار في موجتها الأولى وإذا ما تكررت سيول أخرى خلال الأيام والأسابيع القادمة ستكون أقوى وأشد وبالتأكيد ستخلف أضرارا أوسع وأشد بحسب مدير مكتب حقوق الإنسان بصنعاء فهمي الزبيدي.
استغاثة متأخرة
أطلقت إدارة النازحين بمأرب نداء استغاثة للمنظمات الاغاثية لمساعدة النازحين المتضررين من السيول التي طمرت بيوتهم ومساكنهم صباح اليوم الخميس .
فيما كان من المفترض أن تكون إدارة النازحين قد استعدت بخطط مسبقة وأعمال ومشاريع لمواجهة سيول الأمطار ورياح الموسم الذي يعرف عنه التجدد في كل عام وليس لأول مرة يحدث بحسب الزبيري.
لا تعليمات ولا إنذارات
ويقول النازح أحمد سليمان أنه لم يتلقى أي إنذار مسبق بقدوم سيول وأنه تفاجئ بقدوم السيل إلى منزله في سائلة حي المطار.
وأكد سليمان أنه لا يعرف متى سيعود مع أسرته إلى المنزل، حيث أنه لا يتلقى أي تعليمات من جهات مختصة في ذات الأمر.
ويعيش النازحون رعب حقيقي مع تساقط الأمطار مما يجعلهم يتركون مع أطفالهم ونسائهم منازلهم الواقعة على ممرات السيول هروبا من توقع قدوم السيول الجارفة للنجاة بأنفسهم.