[ لحظة سؤال المذيعة ليلى ربيع لشاب بعدن من أين أصله ]
أثار سلوك عنصري لمذيعة يمنية تعمل في قناة تابعة للإمارات، في تحريض واضح للعنصرية والمناطقية في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، سخطا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وأجرت ليلى ربيع لقاء تلفزيوني لقناة "الغد المشرق" مع شاب رفض الحديث في الشئون السياسية، وردا على ذلك ذهبت ربيع للتشكيك في أصول الشاب في موقف صادم.
وردت ربيع سائلة الشاب عن أصوله في محاولة يائسة لإدانته ورفضه الحديث في الشئون السياسية، في لغة عدها ناشطون مليئة بالعنصرية وتكشف مدى الانحطاط التي وصل إليه بعض العاملين في القنوات ومن يمولها لغرض نشر العنصرية والفرقة بين ابناء المجتمع الواحد.
وفي محاولة بائسة لربيع كان رد الشاب عليها ما ليش دخل في السياسة، فتسأله من أين أنت؟ فيرد عليها أنا من عدن أبي وجدي من مواليد عدن وأنا ولدت في عدن، لكن ربيع ألحت عليه لا أنت لست من عدن من أين أنت بجد؟ فيرد الشاب عليها بتلقائية: علموك العنصرية.
هذا الموقف أثار حالة من الرفض الشعبية في صفوف أبناء عدن الذين استهجنوا هذا السلوك العنصري المقيت، كما قوبل بسخط واستياء واسعين من قبل صحفيون وناشطون يمنيون أغلبهم ممن ينتمون للمحافظات الجنوبية، ويرون أن الحديث عن هكذا يعد استفزازا متعمدا لمشاعر اليمنيين ويهدف بالدرجة الأولى إلى نشر العنصرية والمناطقية، وتجريد أبناء عدن من هويتهم العدنية.
وفي السياق قال القيادي الجنوبي السابق عبد الكريم قاسم "سلام الله على إخوتنا في الشمال عشت في صنعاء من عام 1986"،مشيرا إلى أنه لم يلقى أحد يسأله من أين هو وعن فصله وأصله.
وتابع قاسم "حتى في عدن عشنا وتربينا وتعلمنا وعملنا وتزوجنا ولم يحصل أن سألك أحد أنت من أين إلا لما جاءت شلة ليلى ربيع وبدأت تفتش في الجينات".
سلام الله على إخوتنا في الشمال.عشت في صنعاء من عام 1986م و يصادف ان يسألك أحدهم الأخ من فين.تقول له من عدن و ما يقولك ما...
Posted by عبدالكريم قاسم on Monday, June 13, 2022
وأردف "هذا السؤال الذي حمّل الناس بالدينات إلى خارج عدن وهذا السؤال الذي به تم قتل الناس بالبطاقة وهذا السؤال الذي جعل الناس تتنافر وتكره بعضها وهذا السؤال الذي ضيع أنبل قضية، فلا تحقق لها هدف".
واستطرد "هذا السؤال الذي أفرز مليشيات مناطقية وأخرج النفير وجعل الناس تتقاتل في الكلاسي وصنع المتارس، وشرخ المجتمع وقسمه أفقيا وعموديا". مضيفا "إذا استمر سنقول سلام الله على قتال أهالي روندا والصومال واللعنة على من يستخدمه لمزيد من التقسيم ولمزيد من الكراهية".
من جانبه قال عضو مجلس النواب شوقي القاضي "أنا من عدن ووالدي ووالدتي وجدتي، تربيتُ طفلاً وشاباً ودرست في عدن، وتعز، وصنعاء، وتنقلتُ (متدرِّباً، ومُدرِّباً، ومُحاضراً، ونزهة) في جميع المحافظات اليمنية عدا: صعدة والجوف وسُقطرى فقط، لا أتذكَّر أن أحداً سألني عن أصلي وعِرقي وسُلالتي ومذهبي حتى جاءت عاصفة السلالية والعنصرية التي لا تعيش إلا على تمزيق نسيج المجتمع".
وأضاف القاضي ساخرا "لا تتنمَّروا على ليلى ربيع فهي غلبانة وإحدى الضحايا، ولا تُفرِغوا شحنات غضبكم على اليافعي والضالعي والمُثلَّث فهم ـ أيضاً ـ ضحايا ويبحثون عن وطن، ولا يستفزكم الحضرمي والمهري والسُقطري فجميعهم يبحث عن مظلة آمنة ومستقبل لأطفاله".
أنا (شوقي) من عدن (دار سعد) ـ أبي عبدالرقيب من مواليد عدن (الشيخ عثمان) ـ وجدتي تقِيَّة (أم أبي) من مواليد عدن (الشيخ...
Posted by شوقي القاضي on Monday, June 13, 2022
وتابع "ثقوا أن الدواء الناجع، والحل الجذري الذي ستزول به كل هذه العصبويات، هو استئصال الورم الخبيث والانقلاب المشؤوم واجتثاث المشروع السلالي العنصري الكهنوتي الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية والمواطنة المتساوية، والشراكة الحقيقية دون تهميش أو تغييب في السلطة والثروة لجميع أبناء اليمن، من شمال صعدة، إلى جنوب عدن وسقطرى وجُزُر البحر العربي، ومن غرب الحديدة وجُزُر البحر الأحمر، إلى شرق المهرة".
الإعلامي بشير الحارثي من جهته قال "هذه الصورة المليئة بالوقاحة والعنصرية والمجردة من كل قيم المهنية الإعلامية تؤكد حقيقة هذا المشروع المرفوض من أبناء عدن خاصة والجنوب عامة". متسائلا: متى سيعقل هؤلاء الحمقى؟
وأضاف "الأكثر سقوطاً وعنصرية من هذه المذيعة الغارقة بالحقد والمناطقية والعنصرية هم المسؤولين والمشرفين والممولين لقناة الغد المشرق، الذين سمحوا ببث هذا النوع من البرامج الفاشلة التي تؤكد حقيقة عجزهم عن إقناع الناس بمشروعهم العنصري المناطقي المرفوض من كل المجتمع في عدن والجنوب".
واستدرك الحارثي مخاطبا القائمين والمسؤولين على القناة بالقول: "هذا خطاب لا علاقة له بالإعلام ولا الصحافة ولا حتى بالانسانية؟.. وعار عليكم هذا الخطاب العنصري المناطقي وإن كنتم تعتقدون بأن هذا الخطاب يخدم أهداف ومشروع الانتقالي أنتم مخطئون لأنه يعريه ويفضحه ويجعل الناس تنبذه وتتبرأ منه"، حد قوله.
هذه الصورة المليئة بالوقاحة والعنصرية والمجردة من كل قيم المهنية الإعلامية تؤكد حقيقة هذا المشروع المرفوض من أبناء عدن خاصة والجنوب عامة.
— بشير الحارثي (@balharithy) June 13, 2022
متى سيعقل هؤلاء الحمقى . pic.twitter.com/NBPUL8miZ9
الروائي اليمني علي المقري على ذلك بإعادة نشر مقتطف من مقال قال إنه للكاتب الفقيد هشام علي ونشر في صحفية الثورة في العام 2014 عن رواية "بخور عدني"، ومنها "شخصيات عدنية من جهات متعددة وأجناس متنوعة فلان من لحج وآخر من لندن وفلان من الهند وآخر مجوسي، فلان يهودي وذلك بهائي، وهكذا شخصيات من كل مكان تجمعوا في عدن وبقوا فيها وأعلنوا انتماءهم لها.
ومما جاء في المقال (عدن هي وطني)، هكذا قال شمعون اليهودي معرفا نفسه بأنه صاحب دكان في الزعفران. وأضاف "هناك أيضا فرانسيسكو الإيطالي الذي يعمل في مصنع إيطالي للملح الذي عاش في عدن في زمن الحرب، وأعلن أنه لن يخرج من عدن رغم ما لحق به من أذى، لأن الطائرات الإيطالية كانت تقصف المدينة".
"شخصيات عدنية من جهات متعددة وأجناس متنوعة فلان من لحج وآخر من لندن وفلان من الهند وآخر مجوسي، فلان يهودي وذلك بهائي،...
Posted by Ali Al Muqri on Monday, June 13, 2022
وتابع "شخصيات أخرى عديدة كان يراها ميشيل من الكازينو وفي مقهى (زكو) وفي أماكن أخرى وكلهم كان يدعي وصلاً بعدن بل إن كلا منهم كان يحمل صفة العدني أو إنه يحرص على أن يوصف بها، كأنهم جميعهم قد تخلوا عن أوطانهم وذكرياتهم واغتسلوا بماء عدن وتبخروا بالبخور العدني".
في حين قال المحلل السياسي فيصل علي "المواطن اليمني أكبر من زيف القروية والجهوية والطائفية والعرقية وقصص الأصل والفصل والمخلقة ونوع الجينات".
المواطن اليمني أكبر من زيف القروية والجهوية والطائفية والعرقية وقصص الأصل والفصل والمخلقة ونوع الجينات.. كل العنصريات...
Posted by Faisal Ali on Monday, June 13, 2022
وأضاف "كل العنصريات ساقطة وكل العنصريين مأزومين ويعانون من تشوه أفكارهم وسلوكهم، يكفي المواطن أن يقول أنا يمني وبس، ولتسقط كل الدعاوى المزيفة والوهمية، وهناك خلافات سياسية لا ينكرها أحد، لكن لا يجب تحويلها إلى خلافات اجتماعية والسلام".
الصحفي والناشط الجنوبي صلاح أحمد السقلدي كتب "قيح العنصرية وصديد التحريض والتسفيه وروائحهما العفنة التي تفوح بصفحات بعضهم تجعلك تهجر الفيس بوك مُـرغما حتى انتهاء هذه الجائحة".
قيح العنصرية وصديد التحريض والتسفيه وروائحهما العفنة التي تفوح بصفحات بعضهم تجعلك تهجر الفيس بوك مُـرغما لحتى أنتهاء هذه الجائحة.
Posted by صلاح السقلدي on Monday, June 13, 2022
الناشطة ليزا الحسني، هي الأخرى، أبدت استنكارها من هكذا طرح عنصري ومناطقي، وقالت" "كلنا من عدن، أبي من موديه وأمي بهرية ضالعية، بس أني عدنية في عدن خلقت وتربيت وكبرت عرفها وأعرف زغاطيطها وحوافيها ولا تعودنا على خبيرة جد عن جد جدكم من أين جاء؟".
وقالت "عدن أمنا كلنا من حيث ما كنا وكان آباءنا وأجدادنا، لا تنجروا بعد البسوس"، كما وصفت ذلك بالقرف.