[ غلاء معيشي في تعز في ظل ارتفاع الأسعار ودخول الحرب عامها الثامن ]
في ظل الحرب والحصار للعام الثامن على التوالي، تشهد مدينة تعز ارتفاعا مخيفاً في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين الذين يشكون من الغلاء الفاحش في سعر المتطلبات الأساسية.
ومع انعدام المشتقات النفطية ارتفعت الأسعار بنسبة 90% واصيبت الحركة الشرائية بالشلل نتيجة انقطاع الرواتب وتدهور الوضع المعيشي للمواطنين.
الارتفاع الجنوني للأسعار أثر على جميع المواطنين وخاصة اصحاب الدخل المحدود ليضطر الكثيرون الى شراء أساسيات فقط تبقيهم على قيد الحياة.
فكل شيء ارتفع سعره إلى أضعاف مضاعفة وارتفعت جميع اسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية، الأمر الذي جعل سكان مدينة تعز يستقبلون شهر رمضان الفضيل، بفقر وعوز وارتفاع في الأسعار هو الاشد منذ اندلاع الحرب.
ومع بداية شهر رمضان وجد أغلب سكان مدينة تعز أنفسهم عاجزين عن شراء حاجاتهم الأساسية حيث اصبح الهم الذي يشغل حياتهم هو توفير قوت يومهم.
وشكا مواطنون في محافظة تعز من غلاء اسعار المواد الغذائية والخضروات وقيام التجار برفع أسعار السلع المختلفة واحتكارها من أجل زيادة الطلب عليها في الأسواق.
وفي هذا السياق قال المواطن سعيد عبدالرحمن لـ"الموقع بوست" إنه بسبب ارتفاع الأسعار لم يشتري من احتياجات رمضان غير الشيء الأساسي من الدقيق والارز، لافتاً إلى أن أغلب المواطنين في تعز يكتفون بشراء قوت يومهم.
وأضاف أن وضع الناس موسف وأصبحوا بين نارين نار الحرب والحصار المفروض على مدينة تعز، ونار ارتفاع الاسعار، موكداً أن التجار يتخذون من رمضان موسم للربح يرفعون أسعار السلع الغذائية الموجودة بالمخازن منذ شهور لبيعها في رمضان وبأسعار خيالية.
عدم وجود رقابة
ومن جانبه الناشط الحقوقي أحمد هزاع قال لـ"الموقع بوست": ما نشاهده من غلاء الأسعار بشكل غير طبيعي في تعز، بسبب عدم وجود الرقابة من قبل السلطة المحلية، فنجد ان كل محل تجاري لديه أسعار خاصه فيه، كذلك ظروف الناس الصعبة التي وصل اليها بسبب هذا الغلاء.
وأضاف هزاع:" نجد أن معظم الأسر لم تستطع توفير أبسط المقومات الضرورية ونشهد ذلك في عدم الاقبال في الأسواق لشراء احتياجات رمضان عكس السنوات الماضية الذي كنا نشاهد الازدحام في الأسواق وشوارع المدينة، كذلك عدم صرف المرتبات منذ أشهر وتوقف الأيادي العاملة بصورة غيرة مسبوقة بسبب توقف الأعمال الإنشائية للمساكن، وهناك ملاحظة مهمة هو عزوف العمال في المدينة الى مناطق سيطرة الحوثي بسبب فارق الصرف.
وبحسب هزاع فإن الأغلبية من الأسر تشتري الأشياء الضرورية مثل التمر والسكر والارز والزيت، يأتي هذا بعد ان خذلتهم الحكومة في تثبيت الأسعار وصرف المرتبات والرقابة على التجار، واصبح العديد من الأسر تبحث عن المساعدات الإنسانية بعد عجزهم عن شراء احتياجاتهم، بينم يجدون المسؤولين يعيشون في رغد العيش أمام أعيونهم، وباعتقادي ان هذه الفترة تعتبر من أسوأ الأيام الذي يعيشها المواطن في مدينة تعز ومعظم محافظات الجمهورية.
الصراع في مكتب التجارة
ومن جهته تحدث محمد الفقيه لـ"الموقع بوست" قائلاً: يستقبل سكان مدينة تعز رمضان هذا العام بصعوبة وعسر منذ بداية الحرب، حيث ان غلاء الاسعار هذا العام ومع تدهور العملة الوطنية وغياب الدور الرقابي سبب ازمة لدى السكان من حيث الشراء واصبح المواطن يبحث فقط عن ما يسد به جوعه كون راتب الموظف الحكومي لا يساوي قيمة كيس من الدقيق و خمسة لتر زيت طبخ .
وأضاف الفقيه: "أن سبب ارتفاع الاسعار بشكل خيالي هو غياب دور مكتب التجارة والصناعة وانقسامه إلى قسمين حيث مازال المدير الاول متمسك في قراره والمدير الجديد الذي تم تعينه من قبل محافظ محافظة تعز نبيل شمسان متمسك في قراره وكل منهم يعمل في مكتب وكل منهم لا يراقب الاسعار مما جعل التجار هم من يفرضون سعر المواد الغذائية وهذا الامر يتحمله محافظ المحافظة نبيل شمسان الذي اجج الازمة والصراع في مكتب التجارة والصناعة.
غياب دور الحكومة
الناشط الإعلامي محمد حميد القدسي تساءل بالقول: أين دور الحكومة الشرعية في عمل الحلول الجذرية في وقف التدهور المريع في معيشة المواطنين وضبط الأسعار للتخفيف من المعاناة ووقف السوق السوداء فيما يخص المشتقات النفطية خاصه في تعز التي تعاني من الحصار؟
في حديثه لـ "الموقع بوست" عدم وجود أي اهتمام للحكومة في كل احتياجات المواطن من البترول إلى الكهرباء والغاز وانتهاء بارتفاع الأسعار بشكل مريع، مما يجعل المواطن يعيش بين حربين حرب المليشيا وحرب جشع التجار والمواطن يعيش على باب الله بالرواتب متقطعة وقيمتها منهاره لا تعلم شيء لمن يعول أسرته"، مضيفا "نتمنى أن نرى نتائج ملموسة في قيام السلطة بدورها تجاه المواطن في التخفيف من معاناته".
جشع التجار
وفي ظل تدهور الوضع المعيشي في محافظة تعز، طالب أبناء المحافظة الجهات الرسمية بالانتباه إلى عملية الابتزاز التي يتعرضون لها من قبل تجار المواد الغذائية والتي تسهم في ارتفاع الأسعار.
ووفقاً لتجار في محافظة تعز تحدثوا لـ"الموقع بوست" فإن أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت بشكل جنوني بسبب انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
ويقول المواطن عبدالله العامري لـ"الموقع بوست": إن الناس في تعز أصبحوا في جحيم ويكتوون بنار الأسعار وجشع التجار وحرب المليشيا الحوثية وحصارها لتعز.
وأضاف العامري أن المواطن اصبح غير قادر على توفير متطلبات المعيشة، فالوضع معقد للغاية، لافتاً إلى أن أسباب ارتفاع الاسعار تتحمله السلطات المحلية بمحافظة تعز، لأنها تغض الطرف على جشع التجار واستغلالهم للأوضاع الاقتصادية دون حسيب ولا رقيب.
هكذا هو الحال في مدينة تعز، حيث يقبع سكان المدينة بين مطرقة الحرب والحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي الانقلابية وسندان جشع التجار وغلاء الأسعار واهمال السلطات المحلية وعدم الرقابة على التجار.