[ مع استقبال رمضان.. أزمة غاز تخنق حضرموت ]
تشهد محافظة حضرموت (شرق اليمن) أزماتٍ متتاليةٍ في مختلف المجالات الخدمية كغيرها من محافظات البلاد لعلّ من أبرزها أزمة الغاز المنزلي، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
فأزمة الغاز المنزلي هي واحدة من أكثر الأزمات التي انعكست سلبًا على حياة المواطنين وفاقمت من معاناتهم اليومية، خاصة مع استقبال المواطنين لشهر رمضان المبارك.
خلال الأسابيع الماضية ضاعفت أزمة الغاز عبئها على المواطنين باختلاف مستوياتهم وتسببت في رسم معاناة مضاعفة للكثيرين في ظل الأزمات الأخرى مع ارتفاع للمشتقات النفطية والارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات الأخرى.
إذ تبدو أزمة غاز الطهي واضحة الملامح في حضرموت، وسط طوابير طويلة في الشوارع للأطفال والشباب انتظارًا للحصول على "أسطوانة غاز".
وتركت الحرب المستمرة في اليمن منذ سبع سنوات، تداعيات اقتصادية ومعيشية صعبة أبرزها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وزيادة معدلات البطالة ومعاناة ما لا يقل عن 20 ملايين نسمة من انعدام الأمن الغذائي، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.
ومنتصف مارس/آذار الماضي قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أكثر من 20 مليون شخص في اليمن ما يعادل ثلثي السكان ليس لديهم ما يأكلونه تقريبا، في ظل حرب مدمرة دخلت عامها الثامن مع نهاية مارس الماضي.
ومع قدوم شهر رمضان دعت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، الخميس، السلطات المعنية إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لضمان حصول جميع الناس على الغاز المنزلي والغذاء.
والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة عن وجود 25.5 مليون يمني تحت خط الفقر، مؤكدة أن اليمنيين بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقتٍ مضى.
يواجه الناس في اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا.
— IOM Yemen (@IOM_Yemen) April 1, 2022
إنهم بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى.#اليمن_لا_يستطيع_الإنتظار pic.twitter.com/XxrvSijI9w
معاناة مضاعفة
زادت أزمة الغاز المنزلي من معاناة المواطنين في حضرموت، الأمر الذي أثار خوف وقلق المواطنين وخصوصاً أصحاب الأعمال الحرة.
محمد سالم، بائع مقليات في سوق المكلا يقول لم تعد لدينا القدرة على الشراء وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار أسطوانات الغاز والأزمة التي يتم خلالها بإعدامه في السوق أولًا ومن ثمّ رفع سعره في السوق السوداء".
في حديثه لـ "الموقع بوست" يضيف سالم "كنا في السابق نبيع بسعر معين، لكن اليوم الأسعار اختلفت تماما وذلك بسبب الارتفاع في سعر المواد المشتراه، وهو الأمر الذي جعل حركة البيع تقل لدينا، مما أدى إلى ضعف عملنا وقلة دخلنا".
وفي الشأن ذاته يرى الخبير الاقتصادي محمد الكسادي أن أزمة انعدام الغاز المنزلي بالمحافظة تأتي نتيجة لعدم الاكتفاء الذاتي للمحافظة، وذلك بالاعتماد على نسب معينة في حصة حضرموت من الغاز مقابل الزيادة في الكثافة السكانية للمحافظة.
يؤكد الكسادي في حديث لـ "الموقع بوست" أن من مترتبات هذه الازمات اكتظاظ الشوارع بالطوابير واستخدام بدائل الغاز منها الحطب والفحم وغيره وفقدان الكثيرون لأعمالهم، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين في ظل ثبات ومحدودية دخل الفرد وانخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية، التي تؤثر بشكل كبير وملحوظ لذوي الدخل المحدود والمتدني.
ودعا الكسادي الى ضرورة مطالبة السلطة المحلية بزيادة حصة المحافظة لمواكبة أعداد الزيادة اليومية فيها وأيضا استغلال مواقع النفط ومعالجتها عبر بناء المحطات لاستغلالها بإنتاج الغاز محليا والاكتفاء الذاتي للمحافظة.
وحث الخبير الاقتصادي على تفعيل دور الرقابة للقضاء بشكل نهائي على أصحاب السوق السوداء التي تزيد من خلق الازمات وتستغلها لمصالحها برفعها لأسعار الغاز بأسعار مضاعفة، مشددا على التوزيع العادل في كل حارات المدينة ليسهم في تقليل العبء على المواطن.
خيارات ومعاناة
لم يتمكن محمد عمر (56عامًا) الموظف الحكومي في مدينة المكلا من شراء أسطوانة غاز بالسعر الجديد في ظل محدودية الراتب الذي يتقاضاه شهريا.
ويحكي عمر لـ "الموقع بوست" أن لديه مسئوليات أخرى مثل تسديد إيجار المنزل والكهرباء والماء والمواد الغذائية لأطفاله وغيرها من المسؤوليات الأخر -حد قوله- فماذا يتبقى من الراتب لكي أكمل بقية الاحتياجات الضرورية في الحياة اليومية من غاز وأجرة للنقل وغيرها؟
ارتفاع الأسعار التي يتجرعها المواطن يوميًا في شتى السلع والمواد والخدمات تضيق عليه الحياة وتكبل يديهم، ممّا يضطره لانتظار دوره في الطوابير الطويلة للحصول على أسطوانة غاز، والذي بات الظفر بها بالغ الأهمية خصوصا الذين يعانون من عدم توفر أسطوانات الغاز بمنازلهم، وجعلت الكثير يبحثون عن أعواد الحطب لكي يطهون الطعام مستغنيين عن الغاز.
كل هذه الأزمات ساهمت في عودة وانتعاش السوق السوداء بطرق وأساليب مختلفة بأسعار مضاعفة حيث يتم بيع الغاز الحكومي بسعر6500 الف وفي السوق السوداء وصل 13000الف والى 15000الف الامر الذي جعل الكثيرون من أبناء مدن ساحل حضرموت يستبدلون الأسطوانات بحزم الحطب.