أثارت وقفات احتجاجية وحملة حقوقية لنساء في اليمن تحت عنون "جوازي بلا وصاية، جدلا واسعا في اليمن بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.

ونظمت حملة #جوازي_بلا_وصاية، الثلاثاء، وقفة نسوية في تعز أمام مصلحة الهجرة والجوازات، لمطالبة وزير الداخلية ورئيس مصلحة الجوازات بالعمل بالقانون رقم 7 لسنة 1990 الخاص بالجوازات ولائحته التنفيذية، وذلك لكي يتمكن من استخراج وثيقة سفر بلا وصاية من أحد.

وفي الوقفة التي حضرتها نساء وناشطين وصحفيين عبرت النساء عن سخطهن لما يلاقينه من تمييز ضد المرأة في مصلحة الجوازات بتعز والمحافظات الأخرى.

وذكر بيان صادر عن الوقفة أن ما تتعرض له النساء من تعسف في مصلحة الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات منذ أزيد من (25 عاماً) هو ما دفعهن لإطلاق هذه الحملة.

ودعت الفتيات كافة المنظمات المحلية والدولية ووسائل الاعلام والنخب إلى تسليط الضوء على التعسف الذي يتعرضن له اليمنيات، والسعي معا لاستصدار تعميم يلزم مصلحة الجوازات بالعمل وفقا للقانون، لكي تحصل النساء على حقوقهن في استخراج وثائق سفر بلا تمييز ولا انتقاص.

وتوالت ردود فعل اليمنيين، بين القبول والرفض، فالبعض تندر وسخر من ذلك باعتبار أن اليمن بلد محافظ وذلك مخالف للشرع والأعراف والتقاليد، فيما آخرون يرون أن ذلك حق من حقوق المرأة إذ لا اشكال في أن تمتلك المرأة جواز سفر، ومن حقها أن تسافر لدون محرم.

وفي السياق  قال الكاتب الصحفي مصطفى الجبزي يرى أن حصول المرأة على جواز السفر حق من حقوقها، منتقدا معارضي منح المرأة جواز السفر.

وقال "الحقيقة أنك تسيء معاملة زوجتك أو أختك أو ابنتك ثم تخشى أن تهرب من جحيمك، وإلا لِمَ الخوف من نيلها وحًملها بجواز سفر دون حضورك وموافقتك؟

وتساءل: هل العلاقة مختلة لهذه الدرجة؟ أي أن المرأة تنتظر اللحظة المختَلَسة لتهرب من ارتباطاتها، إذا كان الرابط الرئيس هو حسن المعاملة والحب والاحترام، لماذا نتصور أن فتاة ستهرب من أبيها؟ ولماذا نتصور ان امرأة ستغادر أطفالها وزوجها؟

وتابع فِكرة المَحَرم سياقية، وتأتي من تصوُّر خارج الحدود الإقليمية للقبيلة/ العشيرة فإننا نتوغل في أرض الأعداء ومن هنا كانت الحماية، وبالتالي، لا يقوم بالحماية إلا قادر. إذ لا يحمي المرأة البالغة طفل صغير، من يحمى الآخر؟ مضيفا "نحن في سياق مختلف، ولا معنى للحدود الإقليمية للقبيلة والعشيرة، والحماية الشخصية هي عقد وتوافق. اعتداؤك على أموال وأعراض الناس يعني تعرضك للعقاب".

وأكد الجبزي أن الإبقاء على نواميس وانتزاعها من مقاصدها غباء مفرط، وعدم تكييفها مع الظروف المتغيرة جمود وتصلب.

كما تساءل: هل من نتيجة احصائية لحوادث هروب الفتيات والزوجات تشفع لهذا الخوف؟، وأفاد "هذا السلوك لا هو من التاريخ الاجتماعي لليمن واليمنيين خصوصا في تعز حيث المرأة تعمل في الحقل وتبيع محاصيلها في السوق ولم تشوَّه صور امرأة واستمرت العائلة".

وأردف "العفة لا تأتي من الرقابة، بل من حسن التربية، وهي مسؤولية مشتركة، والذي ناوي يلعب لن ينتظر السفر إلى بعيد".

وختم الجبزي منشوره بالقول "إخواننا في اليمن المربوطين على النهج الوهابي وأصحاب الإصدارات القديمة هناك إصدار جديد من المعيشة والسلوك حاولوا تربطوا أنفسكم وتنزلوا الإصدار الحديث، أما اليمن فلم تتغير ولن تتغير عن أصالتها، حد قوله.

الناشط ياسر المليكي هو الآخر تساءل بالقول: كم امرأة هربت من حارتك أو قريتك بعد أن استخرجت جواز؟، واعتبر تساؤله استفتاء لكل معارضي حملة #جوازي_بلا_وصاية.

وأضاف "أنا بحارتي لي خمس سنوات ولا قد هربت امرأة، ولو استخرجين جوازات برضه ما بتهرب وحدها.

وتابع "في خلل بتفكير المعارضين لتطبيق القانون، كشفت عنه الحملة، وكشفت كم هؤلاء وحوش في منازلهم وليسوا بني ادم عشان خايفين من قريباتهم شهريين".

الصحفي محمد علي محروس ابدى استغرابه من الهجم على تلك الحملة قائلا: حتى على مستوى الحقوق نتعارك!

وأضاف "في قانون واضح، يُنفذ وخلاص، القانون يعترف بالجواز كحق دون تمييزٍ بين ذكرٍ وأنثى".

في حين كتب الصحفي فهد سلطان "جواز دون وصاية"، هذا حق من الحقوق الأساسية للمواطنة، ومن المعيب أن نكون في القرن الواحد العشرين ولا تزال المرأة اليمنية تطالب بالحصول على أبسط حق من حقوقها، ومنه حق الحصول على جواز سفر دون شروط.

وقال "القانون يعطي كل مواطن يمني بلغ السن القانونية، حق الحصول على جواز سفر، ذكر كان أو أنثى، غير أن الأنظمة السابقة منحت هذا الحق باليمين وقيدته عرفيا دون مستند قانوني باليد الشمال".

وبحسب سلطان فإن كل المخاوف التي تطرح في هذه القضية سطيحة وساذجة ولا قيمة لها، هناك جزئيات بسيطة ينظمها القانون كما هو في غالبية الدول.

الصحفي طارق الأثوري  قال "احترم من يخاف على المرأة ولا احترم من يخاف منها، والذي يعتقد أنها بمجرد السماح لها باستخراج الجواز دون إذن ولي أمرها يعني أننا سنشهد حالات فرار جماعية من الغد فهو من النوع الثاني".

وأردف "بهذا القرار ستستمر معظم نساء اليمن تستخرج الجواز بإذن ولي أمرها، وسيتيح فرصة لمن وليها مسافر أو ميت أو لظروف ما لا يمكن حضوره في استخراج جواز بنفسها".

واستدرك الأثوري بالقول "أما التي تنتظر جواز السفر لتهرب فهي ستهرب داخل البلد ولا تحتاج جواز".