[ قوات أمن في خط التسعين بالمنصورة - إرشيف ]
عمتّ حالة من الرضا والارتياح الشعبي في أوساط المواطنين بالعاصمة المؤقتة عدن، خصوصا في مديرية المنصورة، وذلك، بعد دخول قوات الأمن وانتشارها في المديرية، عقب تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة، التي تمركزت فيها قبل عدة أشهر.
وكانت مديرية المنصورة «وسط عدن»، واحدة من المناطق التي شهدت نشاطا ملحوظا لعناصر تنظيم القاعدة، خلال الأشهر الماضية والتي تلت تحرير مدينة عدن، حتى أصبحت معقلا رئيسيا لهم في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك، خصوصا بعد اغتيال القيادي بالمقاومة الجنوبية أحمد الإدريسي أواخر ديسمبر من العام المنصرم.
وظلت مديرية المنصورة مسرحاً للعشرات من عمليات الاغتيال والتفجيرات، على مدى 6 أشهر الماضية، وهي العمليات التي طالت قيادات بالسلك الأمني والقضائي، إضافة إلى قادة بالمقاومة الشعبية، حيث كان أبرزها اغتيال القاضي العلواني رئيس محكمة أمن الدولة والإرهاب، وكذا اغتيال القيادي بالمقاومة الإدريسي، إضافة إلى محاولة إغتيال فاشلة نجا منها محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الأمن اللواء شلال شائع.
ساحة للمواجهات
منذ أواخر فبراير الماضي شهدت المنصورة، جولتين من المواجهات العسكرية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات من الأمن من جهة وبين مسلحي القاعدة من جهة أخرى، في الوقت الذي اكتفى فيه طيران التحالف العربي بالتحليق المكثف في سماء المنطقة.
ولم تسفر تلك المواجهات العسكرية، عن إخلاء المديرية من مسلحي القاعدة، إلا أنها استنزفت جزء من قدراتهم العسكرية والبشرية، ليتم لاحقا البدء بالمرحلة الثانية من الخطة الأمنية.
بعد ذلك، دشن نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء السابق، خالد بحاح، المرحلة الثانية، من الخطة الأمنية، وذلك خلال مؤتمر صحفي أقامه منتصف مارس الماضي، وأكد فيه أن المواطنين سيشعرون بتحسن ملحوظ في الجانب الأمني، مع دخول المرحلة الثانية من الخطة حيز التنفيذ.
طائرات الاباتشي تفاجئ مسلحي القاعدة بدخولها المعادلة
لم تمض ساعات على تصريحات بحاح حتى بدأت قوات أمنية مسنودة بعربات مدرعة/ بشن حملة أمنية على مديرية المنصورة، بدءً من جولة كالتكس، بمشاركة طائرات الأباتشي، التي شنت ثلاث غارات هي الأولى من نوعها منذ تحرير المدينة.
وحينها استهدفت غارات الأباتشي، دورية ودراجة نارية، إضافة إلى مدرعة كانت بحوزة مسلحي القاعدة، فيما أصابت الغارة الثالثة مقر مسلحي القاعدة بمبنى المجلس المحلي بالمنصورة.
وقد أسفرت هذه المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 25 مسلحاً وإصابة 15 آخرين، بينما تولت المقاومة الشعبية، بعد يومين من المواجهات، تأمين مديرية المنصورة وخط التسعين، فيما اكتفت القوات الأمنية بتأمين جولة كالتكس.
واستمرت الأوضاع على ما هي عليه في ظل اختفاء تام لعناصر القاعدة، فيما تحدثت مصادر غير رسمية عن تمكن القيادي البارز بالقاعدة وائل سيف والمعروف بـ"ابوسالم التعزي" من الوصول لمدينة المكلا.
هذا وأعاد انتشار قوات الأمن بشوارع المنصورة ونصبها لحواجز أمنية بمديرية المنصورة وخط التسعين، الأمل والبهجة للآلاف من المواطنين من أبناء المديرية، وعدن بشكل عام، والذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر.
فيما توقفت عمليات الاغتيال والتي كانت تجري بشكل روتيني وشبه يومي بالمنصورة، فقد كانت اخر عملية في منتصف مارس الفائت قبيل الحملة الامنية بساعات واغتيل فيها قائد شرطة التواهي العقيد سالم ملقاط وأحد مرافقيه بإطلاق ناري بجولة كالتكس.
فهذا الشاب طه خالد '18' عاماً عبر في حديثٍ لـ«الموقع» عن شكره لقيادة التحالف وأبطال الجيش الوطني الذين أثلجوا صدور أبناء عدن بهذا الإنجاز الأمني الذي حققوه، واستطاعوا من خلاله كسر شوكة المليشيات الإرهابية الخارجة عن القانون والعرف، وبسط سيطرة الدولة على مديرية المنصورة.
وأضاف: "إنه من الضروري علينا نحن أبناء العاصمة المؤقتة عدن الالتفاف حول القيادة، والتعاون مع الأجهزة الأمنية في سبيل تثبيت الأمن والأمان ونبذ العنف"، مشيراً إلى أن العناصر الإرهابية مجرد قلة، أمام أبناء المدينة عامة.
الناشط السياسي أكرم البحيري قال في حديث لـ«الموقع»: "يجب على أجهزة الشرطة أن تقوم باستئناف عملها بكافة الأقسام بالمديريات، وذلك حتى تحافظ على الإنجازات الأمنية وتستثمرها في إعادة الاستقرار للمدينة".
وأكد وقوف جميع المواطنين خلف القوات الأمنية وذلك لتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
من جهته قال رئيس تحرير عدن أونلاين خالد الشودري في حديث مع «الموقع» بأن تحسن الأوضاع في الملف الأمني في المناطق المحررة يعتبر محك مهم وحقيقي لنجاح الحكومة في بقية الملفات العاجلة الأخرى، وعلى رأسها دمج المقاومة في الجيش والأمن وتحسين الخدمات وفتح مطار عدن الدولي بالإضافة إلى ملف شهداء وجرحى المقاومة.
وأضاف الشودري بأن أي تحسن يأتي من خلال عملية تراكمية يصاحبها توعية للمجتمع حتى يساند الجهود المبذولة من قبل الدولة، وفرض هيبة المؤسسات الأمنية التي تجلب الأمن والاستقرار.
وأشاد بالجهود المبذولة من قبل محافظ عدن ومدير الأمن، والتي تهدف لإيجاد أمن واستقرار دائمين.