[ احتجاجات غاضبة في عدن تنديدا بتردي الوضع المعيشي ]
شهدت مدينة عدن أمس السبت مظاهرات حاشدة منددة بانهيار العملة، وتدهور الوضع المعيشي، والانهيار المستمر للاقتصاد اليمني، والانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة المؤقتة.
وطالب المحتجون بزيادة رواتب المتقاعدين، ورفع أجور الموظفين، والتدخل العاجل للحكومة اليمنية لوضع حلول مناسبة لوقف انهيار العملة، بعد وصول سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى 1700 ريال يمني وهو رقم غير مسبوق في تاريخ العملة اليمنية.
المظاهرات لم تروق لقوات المجلس الانتقالي التي انتشرت بشكل مكثف في شوارع عدن، وشنت حملة اعتقالات واسعة للشباب الناشطين قبل انطلاق الاحتجاجات كما أكد شهود عيان للموقع بوست.
قمع المحتجين
رغم حالة القمع التي نفذتها الأجهزة العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في عدن بحق المحتجين، تواصلت المظاهرات في عدد من أحياء المدينة.
وفي سياق دعم التحركات الشعبية أعلن المجلس الأعلى للحراك الثوري وقوفه إلى جانب " شعب الجنوب في معاناته المعيشية الصعبة ويعاني ما يعانيه ويؤيد بصورة مطلقة كل الدعوات المطالبة بتحريك الشارع في تظاهرات سلمية في كافة المحافظات والمدن".
ودعا " السلطات العسكرية والأمنية بعدم التعرض للمتظاهرين ورفض عسكرة المدن" وطالب كافة القوى الوطنية والمدنية الحية بدعم المطالبات الشعبية العادلة لوقف شبح المجاعة الذي يخيم في سماءنا.
وواجهت قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً الاحتجاجات الشعبية بإطلاق الرصاص الحي رغم أن مطالباتهم حقوقية وليست سياسية.
ناشطون من أبناء عدن اتهموا قوات الحزام الأمني بملاحقة المحتجين وإطلاق الرصاص الحي عليهم في شوارع عدن.
وتحدثوا عن حجم الإجراءات العسكرية من قبل قوات المجلس الانتقالي التي سبقت المظاهرات الشعبية من أجل منعها.
تصاعد الاحتجاجات
ويرى الصحفي اليمني عباس الضالعي أن احتجاجات عدن ستتصاعد وستعم المحافظات المحررة في ظل حالة الفقر والجوع التي تشهدها البلاد، وتقاعس الشرعية عن القيام بدورها في وقف انهيار العملة.
وقال الضالعي لـ "الموقع بوست " الجوع كافر، ومع سياسة التجويع اليومية حتما ستتصاعد كل يوم، وفي مختلف القطاعات والمدن والأرياف وليس هناك أي حلول حقيقية ولن يقبل الشعب بتغريدات المسؤولين خارج الوطن".
ولفت إلى أن الشعب اليمني أصبح في وضع الانتحار، وليس أمامه من خيارات سوى الثورة الشعبية العارمة وغير ذلك هو تمديد للمأساة ومزيداً من الموت اليومي.
وشهدت محافظات تعز وحضرموت ولحج مظاهرات مماثلة منددة بصمت الحكومة في ظل انهيار الوضع المعيشي لليمنيين.
من جانبها دعت جامعات حضرموت وعدن وتعز إلى إضراب شامل تعبيراً عن حالة الرفض للتدهور الاقتصادي في البلاد.
وأكد الضالعي أن " الشعب اليمني وصل إلى قناعة تامة بعد سبع سنوات من التغريدات والوعود والكذب من قبل الحكومة وقيادة الشرعية في الخارج، وقد وصل إلى طريق مسدود وليس لديه خيارات أخرى لوقف حرب التجويع إلا الخروج وأخذ حقه بيده، وطرد الفاسدين واقتلاعهم ، ما يحدث الآن في المحافظات والمدن هو إشعال فتيل ثورة الجياع والكرامة، ومن يهونون من هذا الموضوع لهم مصالح وارتباطات خارجية لها علاقة بسياسة تجويع ممنهجة للشعب اليمني".
مسؤولية الانهيار
رفع المحتجون في عدن وبعض المحافظات المحررة شعارات تحمّل الشرعية والحكومة المسؤولية عن انهيار الوضع الاقتصادي، متهمين الحكومة اليمنية بالفساد وتجاهل معاناة المواطنين.
بينما حمل خبراء اقتصاديون يمنيون التحالف السعودي الإماراتي المسؤولية عن انهيار العملة الوطنية بسبب سيطرة القوات السعودية والإماراتية على المنشآت الحيوية، ومصادر الدخل في البلاد من موانئ ومطارات وغيرها.
أما المجلس الأعلى للحراك الثوري فقد حمّل التحالف والشرعية والحكومة بكافة الأحزاب والكيانات السياسية المشاركة في تشكيلها ( بما في ذلك المجلس الانتقالي) كامل المسؤولية عن ما آل إليه حال الناس من الفقر والعجوز.
ويعتقد الصحفي عباس الضالعي أن "أحوال الناس أصبحت صعبة وقاسية ولهم الحق بالقيام بأي تحركات لإنقاذ أنفسهم وحياتهم من هذه النخبة الفاسدة، الشعب بدون مرتبات وبدون خدمات وموادر الدولة كلها موقفة من قبل التحالف وباقي الإيرادات تذهب إلى حسابات بنكية في الرياض وتحت رعاية هادي وأولاده".
ومضى في قوله" الثورة أصبحت حتمية لوقف هذا النزيف واستعادة حقوق الناس، ولن يتم هذا بموجب تصريحات وتغريدات وإنما عبر ثورة شعبية عارمة تقتلع كل هؤلاء الفاسدين ومن يدعمهم وعلى رأسهم التحالف".
وعبر بعض الوزراء في الحكومة اليمنية عن أستيائهم من صمت الحكومة رغم المجاعة التي باتت تهدد الشعب اليمني وتعد الأكبر في القرن الواحد والعشرين.
وكتب وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح قائلاً" الوضع الاقتصادي في الجمهورية اليمنية أصبح لايطاق ويحتاج الى تدخل عاجل وإنقاذ بدعم داخلي وخارجي عاجل في ظل الظروف الصعبة".
وأضاف " الحكومة الحالية لسان واقعها ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء، وإذا كانت الاستقالة سبيل لحل الأزمة فكثير منا الوزراء مستعدين بها".