[ علي محسن الأحمر خلال وصوله الدوحة بعد قطيعة استمرت سنوات ]
أثارت زيارة الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني لدولة قطر، جدلاً واسعاً في أوساط اليمنيين، خاصة بعد القطيعة التي استمرت بين الحكومة اليمنية ودولة قطر لعدة سنوات.
وأمس الاثنين، وصل الأحمر إلى الدوحة، ويرافقه أحمد العيسى نائب مدير مكتب الرئيس هادي ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، ووزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري.
هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول يمني بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية في يونيو 2017م، قطع علاقتها مع قطر، بعد أيام قليلة على إعلان مماثل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في ما عُرف حينها بالأزمة الخليجية التي تعرضت فيها قطر للحصار.
واتهمت الحكومة اليمنية آنذاك قطر بدعم الإرهاب وتعزيز سلطات جماعة الحوثي الانقلابية، ودعم تنظيمات كداعش والقاعدة.
مراقبون يرون أن هذه الزيارة ستكون لها تبعات إيجابية على الملف اليمني والصراع المتواصل منذ سبع سنوات.
إصلاح العلاقة
وحول ذلك يقول رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم اليمنية الصحفي سيف الحاضري إن زيارة الفريق علي محسن الأحمر لدولة قطر يأتي في مساره الصحيح في إطار إصلاح العلاقة بين الشرعية اليمنية ومحيطها العربي، خاصة قطر التي لها تأثير على المستوى الإقليمي والدولي.
في حديثه لـ "الموقع بوست" يرى الحاضري أن إعادة العلاقة مع قطر أمر مهم باعتبار أن قطر كانت جزء من التحالف العربي وكانت فاعلة مع الشرعية اليمنية ودعم مساعي إنهاء الانقلاب.
ويضيف "الأزمة الخليجية أدت لقطع العلاقات بين بعض دول الخليج ودولة قطر والحكومة اليمنية اتخذت نفس الموقف في سياق دعمها للموقف السعودي، وهذه الزيارة تعطي مؤشر أن هناك تفاهمات إيجابية حدثت بين اليمن وقطر ونتمنى أن تخرج الزيارة بإعادة العلاقة لمسارها الصحيح".
وعن التأثيرات المحتملة للزيارة يقول الحاضري إن "هذه الزيارة سيكون لها تبعات إيجابية إذا أحسنت الشرعية إدارة ملف العلاقة مع قطر بشكل سليم، وسينعكس ذلك إيجابا على القضية اليمنية بشكل عام سواء في مسار إنهاء انقلاب الحوثي، أو مسار العملية السياسية التي يسعى المجتمع الدولي لفرضها".
ويتابع "أتمنى أن تلحق هذه الزيارة زيارات أخرى للمحيط العربي والإسلامي من أجل إعادة ترميم العلاقة خاصة مع الاشقاء في تركيا، وأن نسحب الجميع لدعم البلاد لإنهاء التدخل الإيراني وإنهاء الانقلاب وإزاحة المليشيات من الساحة اليمنية وبسط نفوذ الدولة على كامل التراب اليمني".
دعم اقتصاد اليمن
ويؤكد الحاضري أن "اليمن تريد تعزيز العلاقة مع الدول الشقيقة خاصة الدول الخليجية من أجل الحفاظ على الأمن القومي وإحياء العلاقات المتجذرة".
وتوقع أن تنعكس هذه الزيارة على ملف الوضع الاقتصادي اليمني وإمكانية إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ويقول "نأمل من الأشقاء في قطر أن يتخذوا خطوات ملموسة لدعم الاقتصاد اليمني وإنقاذ الشعب من الأزمة التي يعاني منها".
وأشار الحاضري إلى أهمية هذه الزيارة في فتح خيارات أخرى لليمن غير الخيار العسكري الذي وقعت فيه البلاد وتورط فيه الجميع.
التضييق على المليشيا
وأوضح أن زيارة الأحمر لقطر ستؤثر سلباً على العلاقات الخارجية لمليشيا الحوثي التي كانت تستفيد من القطيعة اليمنية القطرية وإغلاق هذه النافذة في وجه المليشيا، كما ستضيق عليها اتصالاتها بالعالم الخارجي، وكذلك ستسهم في إنهاء المكايدات التي ظهرت أثناء الأزمة الخليجية واستفادت منها مليشيا الحوثي بشكل كبير.
ويضيف " يجب على الجميع دعم هذا المسار والحفاظ على سياسية متوازنة لما تقتضيه مصالح اليمن لا ما تقتضيه مصالح الآخرين، خاصة مع ما مرت به اليمن من تجربة مريرة في هذا الجانب أدى لانهيار الاقتصاد وازدياد حالة الفقر والجوع".
ويأمل الحاضري أن تكون الزيارة "دافعة للجانب الإماراتي لإدراك جسامة الأخطاء التي ارتكبتها الإمارات في اليمن ويعيدوا حساباتهم في إطار ترميم العلاقات العربية العربية أو الخليجية اليمنية، والاتجاه نحو تحقيق الأهداف التي أعلن عنها لحظة انطلاق عاصفة الحزم والمتمثلة في دعم الشرعية وتحرير صنعاء وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي واستعادة الدولة".
تحسين أداء قناة الجزيرة
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي نبيل البكيري أن "زيارة نائب الرئيس علي محسن للدوحة تأتي في إطار تطور العلاقات الخليجية الخليجية وخاصة السعودية القطرية".
ويقول البكيري في تصريح لـ"الموقع بوست" من المفترض أن "تفتح هذه الزيارة صفحة جديدة في مسار العلاقة اليمنية القطرية، وخاصة فيما يتعلق بدعم قطر للحكومة الشرعية كما كانت سابقا ونتمنى أن ينعكس ذلك أيضا في أداء قناة الجزيرة في الملف اليمني الذي تراجع كثيراً جداً طوال الأزمة الخليجية ولا يزال في الملف اليمني".
ويؤكد البكيري أن "المأمول من هذه الزيارة كثير وخاصة وأن تداعيات الأزمة الخليجية كان انعكاسها سيء جداً على الأزمة اليمنية، وهذا ما أدى إلى حالة استقطاب خليجي كبير عمل على توسعة الشرخ بين مكونات الشرعية اليمنية وهو ما أنعكس لصالح مليشيات الحوثي الانقلابية".
عودة الدور القطري
بدوره قال القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني إنه من المبكر الحديث عن نتائج هذه الزيارة خاصة مع تراجع الدور القطري في الملف اليمني بعد الأزمة الخليجية، وتوقع أن تكون للزيارة أثر إيجابي على الملف اليمني.
وأشار الحسني في حديثه لـ "الموقع بوست" إلى أن "هناك تفاهمات سعودية قطرية في المنطقة والملف اليمني جزء منها، وهو ترميم للعلاقة بين الشرعية وقطر بعد مقاطعة الشرعية لدولة قطر بناء على موقف السعودية".