لاقت جريمة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح ومسؤول عن ملف الأسرى ضياء الحق الأهدل، وسط مدينة تعز، تنديدا واسعا بين أوساط اليمنيين.

واغتال مسلحون مجهلون على متن دراجة نارية ضياء الحق أثناء خروجه صباح اليوم السبت من منزله بشارع جمال، مما أدى إلى وفاته على الفور.

والأهدل -إلى جانب نشاطه السياسي- قيادي في مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، ومسؤول عن ملف الأسرى، كما كان أحد القيادات الشبابية في الثورة ضد نظام علي عبد الله صالح عام 2011.

مؤخرا حمّل ضياء الأهدل أبو ظبي مؤخرا مسؤولية الاغتيالات والاعتقالات والخطف والتعذيب التي طالت عددا كبيرا من قيادات الحزب وأحزاب وجماعات أخرى، قال إنها ليست على وفاق مع سياسات أبو ظبي التي حاولت تنفيذها في اليمن، وهو ما لم تعلق عليه أبو ظبي.

ونعى سياسيون وناشطون ضياء الحق، كما نددوا بالجريمة التي قالوا إنها تأتي في سياق وأد مشروع المقاومة الوطنية التي بدأت به تعز منذ انقلاب الحوثيين على السلطة أواخر العام 2014م،

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى صالة عزاء تنعي القيادي ضياء الحق الأهدل، والتي تزامنت مع تحركات للتقارب بين محور تعز وقوات الساحل الغربي والذي كان أحد القائمين على هذا التقارب في مساع منه لتوحيد صف المقاومة في مواجهة مشروع الحوثيين.

وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، إن "اغتيال الناشط السياسي ضياء الحق في تعز اليوم جريمة إرهابية تضاف إلى سلسلة جرائم الارهاب السياسي التي تعرضت لها قيادات الاصلاح في العديد من المحافظات اليمنية".

من جانبه اعتبر وزير الشباب والرياضة نائف البكري اغتيال ضياء الحق جريمة شنعاء وكارثة، تؤكد حقيقة ما قلناه مسبقًا بما يتعلق بمخطط استهداف القيادات المجتمعية في كل المجالات.

وقال البكري إن "مخطط الشر الممنهج يستمر باغتيال نباريس النور والخير".

من جهته قال السياسي والدبلوماسي اليمني علي أحمد العمراني إن "ضياء الحق كان يعمل على ما يقرب بين اليمنيين أصحاب القضية الواحدة ضد المليشيات الغاشمة، وهذا الجهد مشكور ومقدر؛ مع أنه ما يزال ضعيفاً ومغيباً، وتواجهه صعوبات، أكثرها خارجية".

وأكد العمراني أن هناك الآن حاجة ماسة لأمرين: استكمال ما بدأه الشهيد المحترم من جهد في توحيد الصفوف في سبيل الانتصار لقضية اليمن العادلة بكل جوانبها وأبعادها وبكل ما يكتنفها من حيف وظلم وعبث، والإهتمام البالغ الدائم المنظم بعائلات الشهداء.   

بدورها الإعلامية هديل اليماني قالت "ستعرفون قريبا ماذا يعني غياب هذا الرجل عن المشهد التعزي، سيترك فجوة كبيرة، نعم تعز ولادة لكن الرجل كان مختلفا وفيه صفات تميزه عن غيره من القادة".

وأضافت "المقاومة، أسر الشهداء، ملف الأسرى وهي أبرز الملفات التي عمل عليها الرجل وكان مبهرا في إدارته"، متابعة "عرفت الرجل شجاعا ذكيا متعاونا وداعما ومدنيا رغم الأدوار التي تقلدها في مقاومة المليشيات".

في حين قال الإعلامي حمدي البكاري "عرفته ودوداً، طيباً ومتعاوناً، يمد الجسور ويصل ما ينقطع، صاحب موقف ورأي، حتى وأنت تختلف معه كان طيب القلب، الخزي والعار للقتلة".

عبدالغني جميل أمين العاصمة صنعاء يرى أن ‏قرار اغتيال القيادي في الاصلاح بتعز ضياء الحق لا يمكن يكون خلفه إلا الطرف المتضرر من عملية التقارب الأخيرة التي حصلت بين قيادة محور تعز وبين قوات الساحل الغربي ولهذا لا تتوهوا أكثر من اللازم وتعطوا فرصة للمنفذ بصب النار على الزيت". في إشارة منه إلى الحوثيين.

مازن عقلان كتب قائلا: "رجل الحوار ومهندس اتفاقات المصلحة العامة، الشخصية الجامعة صاحب الموقف الصلب والثابت حينما يتطلب الأمر ذلك، صديق البسطاء ورفيق الشباب وعمود الخيمة الإنسانية في تعز، كان حبيب الايتام وأمل الأسرى والمختطفين وبطل الأبطال الأوائل للمقاومة الشعبية، الرجل الذي تنكر لذاته دون مبالاة، وتلقى السهام دون أن يستسلم لها".

وتابع "ضياء الحق الاهدل اسم ستخلده تعز في ذاكرته الجمعية والإنسانية، ولن يخفت الضياء بعملية اغتيال جبانة حيكت بالظلام، مع الله في الشهداء".

الصحفي عبدالسلام قائد اتهم الإمارات وأذرعها في تعز بعملية اغتيال ضياء الحق، وقال قائد "الإمارات وأذنابها سيغتالون أي شخص رافض للانقلاب الحوثي ورافض للانفصال ورافض لاحتلال الإمارات للجزر والموانئ اليمنية، سواء كان إصلاحيا أو سلفيا أو مؤتمريا أو اشتراكيا.

 وأضاف "لن يبقى أي شخص له شعبية ومؤثر ويقف حجر عثرة أمام مشاريع تمزيق البلاد وتفكيكها وملشنتها".

الشاعر فؤاد الحميري هو الآخر نعى الشهيد ضياء الأهدل بقصيدة رثاء.

الناشط عزوز السامعي تحدث عن بساطة وتواضع وزهد ضياء الحق وحبه لفعل الخير قائلا: "للعلم، هذا الرجل يسكن بالايجار في تعز، ليس لديه دخلا ثابتا عدا راتبه كمدرس في وزارة التربية، يتلقى بعض المصروفات من حزبه ويكتظ بيته بالطلبة والمعوزين، لا يمتلك أي أرصدة، ولا يطأ البنوك إطلاقا، غادر الدنيا وهو يستلف قيمة "وايتات الماء".

وأضاف "اللعنة علينا إن بقيت هذه الحقائق غائبة عن الناس".

الإعلامي سمير النمري قال فتشوا عن المستفيد من قتل ضياء الحق، وحدهم هم المستفيدين"، مضيفا "يوم حزين بفقدان ضياء الحق الأهدل، الرجل الذي أحبه الجميع في تعز، عرفته عندما كنت أغطي الأحداث في تعز، شخص متواضع وبسيط ولعل ذلك كان سر اجتماع الناس حوله".

الكاتب الصحفي توفيق السامعي قال "صحيح إن تعز ولّادة بالرجال الأفذاذ، لكن ستثبت الايام القادمة أن شخصية الشهيد ضياء استثنائية ستترك فراغاً كبيراً في المشهد العام لتعز".

وأضاف "ضياء كان عند الناصريين ناصريا، وعند المؤتمريين مؤتمريا رغم انه قيادي اصلاحي، وعند المستقلين اباً للجميع، وسلفي مع السلفيين"، مشيرا إلى أنه من أوائل الشخصيات بناءً للمقاومة ورعاية لها.

وتابع "كان اهتمامه بالأسرى كبيراً فحمل ملفهم، وعمل على إطلاق كل المختطفين من تعز من خلال التبادل، كان آخرها عملية التبادل الاخيرة الكبيرة، جعل من بلاده منطقة حيادية يتم فيها كل عمليات التبادل، حتى انه لم يعد يوجد مختطف من تعز من مناطق تعز".

الناشط والإعلامي محمد مهيوب نعى ضياء الحق قائلا: "وداعا أستاذنا وقائدنا وقدوتنا ومعلمنا، وداعا ضياء تعز وصوتها وروحها، رحلت بعد أن تركت خلفك تاريخا عظيما من القيم والمبادئ والتضحيات والبطولات".

وأضاف "لن ننساك ولن ينساك، طلاب الجامعات وشباب الجبهات وأولاد الشهداء والأسرى المحررين وغيرهم الآلاف ممن ربيتهم وعطفت عليهم وارشدتهم ووجهتهم وتركت فيهم القيم والمبادئ الصادقة والصحيحة".