[ وصول القيادي الجنوبي حسن باعوم إلى المهرة ]
كشفت قضية منع المناضل الجنوبي حسن باعوم من دخول المكلا خشية قيادات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً من سحب البساط من تحت أقدام المجلس في حضرموت والجنوب.
وعبر الانتقالي من خلال تصريحات ممثليه وناشطيه عن حالة الرعب التي شعر بها قادة المجلس منذ أن قرر حسن باعوم العودة إلى حضرموت ومتابعة نضاله السلمي.
قرار إماراتي بمنعه من الدخول
بعد أن قرر حسن أحمد باعوم العودة لحضرموت لاستكمال نضاله السلمي ضد العبث والفوضى التي تحدث في المحافظات الجنوبية من قبل التحالف السعودي الإماراتي، بالتزامن مع ذكرى الاحتفال بثورة 14 أكتوبر، وضِعت أمامه عوائق جمة لمنع دخوله.
ففي 14 أكتوبر الجاري منعت النقطة العسكرية الواقعة شرق مدينة الشحر (وتتبع مباشرة القوات الإماراتية في مطار الريان)، موكب باعوم من المرور، وأوقفته بحجة وجود أسلحة لدى حراساته الشخصية.
مصادر مطلعة أكدت أن القوات الإماراتية أعطت أوامر لقوات النخبة بمنع موكب باعوم من دخول المكلا لما يتمتع به من شعبية كبيرة في المدينة، الأمر الذي يمكن أن يسهم في قيام ثورة ضد التواجد الإماراتي في ساحل حضرموت.
وذكرت المصادر أنه رغم التواصل المستمر مع القيادات العسكرية في المكلا، وقيادات السلطة المحلية من أجل السماح لباعوم بدخول المدينة، إلا أن القوات الإماراتية ترفض بشدة ذلك، مما يعجل القيادات المدنية والعسكرية بساحل حضرموت أمام موقف محرج رغم علاقات بعضهم الشخصية بباعوم.
ولليوم الخامس على التوالي يُمنع باعوم من دخول المكلا بسبب الرغبة الإماراتية.
نهاية الانتقالي في حضرموت
أوضح الناشط السياسي عبدالله العولقي أن عودة المناضل حسن باعوم إلى حضرموت يعني سحب البساط من تحت أقدام الانتقالي.
وعن شعبية باعوم في المحافظات الجنوبية قال العولقي في حديثه لـ"الموقع بوست" " لو قمنا بمقارنة بين باعوم وبين عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي لوجدنا الزبيدي قزم أمام عملاق قدم الكثير من التضحيات من أجل الثورة الجنوبية ضد نظام صالح".
وأشار إلى أن الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي"أتت به دولة إقليمية ليكون أداة رخيصة لتنفيذ أجندتها الخفية والخبيثة في اليمن".
وأكد الناشط السياسي أن عودة باعوم تعني عودة الزخم الثوري للحراك السلمي الحقيقي إلى الشارع الحضرمي، وبالتالي انتهاء دور الانتقالي في ساحل ووادي حضرموت.
ولفت العولقي إلى أن حسن أحمد باعوم رجل حر لا يقبل الظلم، ولديه مبادئ وقيم ولا يمكن أن ينصاع لأوامر الآخرين.
وقال إن "باعوم أرهب علي عبدالله صالح في عز جبروته وكان يملك آلة عسكرية ضخمة واستخبارات واقتصاد ثابت، واليوم يستطيع أن يغير الكثير من الأمور في ظل هذه الشرعية المهترئة، ويثبت وجوده أكثر بكثير مما مضى في عهد صالح".
إظهار أكذوبة "التفويض الشعبي"
دأب المجلس الانتقالي منذ تأسيسه على الحديث عن مسألة التفويض الشعبي التي جعل منها غطاء شرعي للقيام بتمرده وانقلابه على الشرعية بدعم إماراتي.
مراقبون يرون أن خوف الانتقالي من عودة باعوم يؤكد أكذوبة التفويض الشعبي التي يتحدث عنها الانتقالي باستمرار.
ويقول الناشط والمحلل السياسي عمر بن هلابي لـ "لموقع بوست" يخشى المجلس الانتقالي من عودة باعوم لأسباب عدة، منها أنه لو نجح في قيادة الجماهير والتفافهم حوله سيدرك الجميع أن التفويض الذي تحدث عنه المجلس الانتقالي هو تفويض فاشل وليس صحيح، وبالتالي ستعود الكفة إلى الموازنة".
ويضيف أن لدى حسن باعوم تاريخ مشرّف في الحراك الجنوبي، وهناك صراع بين الأجنحة في الجنوب أدى لمنع باعوم من دخول المكلا.
وعن دور الإمارات يقول بن هلابي "للإمارات دور في منع باعوم من دخول المكلا بحجة أن لديه حراسات مسلحة، وهذه الحجة غير منطقية، فكل مشايخ حضرموت يدخلون المكلا بحراسات مرافقة لهم".
ويتوقع بن هلابي أن يقوم المجلس الانتقالي بالعمل بشكل كبير على إقصاء حسن باعوم، ووضع عراقيل أمامه قبل 30 نوفمبر.
ويرى أن "باعوم سيحاول جمع أوراقه وترتيب صفه في ذكرى 30 نوفمبر، ومن المتوقع أنه سيظهر بشكل قوي ويتلافي الأخطاء التي واكبت دخوله في 14 أكتوبر".
خوف إماراتي من انتفاضة شعبية
منذ أن سيطرة القوات الإماراتية على المواقع الحيوية من موانئ ومطارات وجزر جنوب اليمن، هاجمت دولة الإمارات القوى التي يمكن لها أن تؤثر على الشعب وبالتالي تفشل مخططات أبوظبي.
حاولت الإمارات تشويه الحراك الثوري الذي يتزعمه حسن أحمد باعوم لكنها فشلت، وكل المعلومات التي روجت لها أذرعها باتهام حسن باعوم بالعمالة لإيران تارة، وتارة أخرى لقطر سقطت ولم تحقق مرادها.
لذلك وجهت الإمارات قوات النخبة التابعة لها بمنع دخول موكب حسن باعوم إلى المكلا وهي آخر وسيلة تلجأ إليها لعرقلة ما يمكن أن ترى فيه بوادر ثورة شعبية ضد جرائمها في البلاد.
تخشى الإمارات من حسن باعوم حال دخوله المكلا، لمعرفتها أن الجماهير ستلتف حوله في ظل حالة الفقر المدقع، وانهيار العملة، وغلاء المعيشة، وسياسة التجويع والتعذيب الممنهج التي تتبعها الإمارات مع اليمنيين.
تحرص الإمارات بشدة على منع اليمنيين من الاستقرار حتى لا يفكروا في تشغيل موانئهم التي ستؤثر بشكل سلبي على موانئ الإمارات، لذلك تهاجم كل القوة المؤثرة التي تراها قادرة على تحريك الشعب للمطالبة بطردها.