[ عناصر من مليشيا الحوثي (ارشيف) ]
مؤخراً صرح يوسف الفيشي، عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي، وعضو اللجنة الثورية العليا للمسؤولين في إيران، داعيا اياها إلى السكوت وترك استغلال ملف اليمن.
ذلك التصريح جاء بعد وصول وفد حوثي للسعودية لإجراء محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.
و ذهب آخرون من قيادات الجماعة الى تأييد الفيشي فيما ذهب إليه.
وبدت لهجة تصريحاتهم مختلفة بوصفهم للسعودية بالشقيقة، والشعب السعودي بالشعب الشقيق.
اما حليفهم المخلوع صالح فقد سارع الى تأكيد انه من دعا الى الحوار مع السعودية.
وامتلئت صفحات النشطاء المنتمون لمليشيا الحوثي بالترحيب بالتقارب مع السعودية، والنيل من ايران.
ولم يقتصر الامر على اولئك الناشطين بل وصل الامر الى رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الذي هاجم ايران اكثر من مرة ووصفها بأنها تسعى للمتاجرة بدماء اليمنيين.
محللون رأوا أن الحوثيين ضاقوا ذرعا من ايران التي لم تقدم لهم شيئا خلال الشهور الماضية وضاقوا من الهزائم التي يمنون بها على الأرض.
ورأوا ايضا أن ايران واذرعها في المنطقة بدأت تدرك رفض اليمنيين الخضوع لمشروعها الطائفي السلالي بعد ان استطاعوا بمساعدة قوى التحالف التصدي للمشروع الإيراني الذي كان يستهدف السيطرة على البلد بأكمله.
فهل سيتخلى الحوثيين عن حلمهم بالسيطرة على اليمن خصوصا بعدما أظهر الخطاب الاخير لحسن نصرالله فشل مشروعه في اليمن، ذلك المشروع الذي كلف به من قبل إيران.
مكاسب سياسية
الصحافي مأرب الورد قال للموقع:" الحوثيون يطمحون فقط إلى الحفاظ على كيانهم كمليشيات مسلحة وتحقيق أي مكاسب سياسية بحكومة قادمة قد تتشكل بناء على اتفاق تسوية ممكنة".
وأضاف الورد: الحوثيين أدركوا مؤخرا خطأ قرار تمددهم بالمحافظات والذي كان نتاجاً لنشوة النصر السريع بدخول صنعاء.
ويرى أن ما حققته المقاومة الشعبية مدعوما بقوى التحالف ساهم بانحسار رقعتهم الجغرافية والتي أكد انهم لم يمكثوا فيها مطولاً في ظل الإرادة الوطنية ممثلة بالسلطة الشرعية والعربية ممثلة بالمملكة.
تقديم تنازلات
رئيس مركز الجزيرة للدراسات نجيب غلاب قال في حديثة للموقع:" الحوثية تريد انقاذ نفسها اليوم عبر تقديم التنازلات، وستنبطح للتحالف العربي ولليمنيين لإنقاذها من سقوط مريع، ولكن على الجانب الآخر قد يكون موضوع استمرارها كشريك في أي تسوية قادمة أمراً مستحيلا فتجريم الحركة وتجفيف منابعها سيمثل خياراً شعبياً حد قولة مضيفاً ان المشروع الحوثي انتهى إلى الأبد".
ويرى غلاب أ ن الخطورة تكمن في مؤامرات القوى السياسية ومحاولتها اعادة انتاج الحوثية كتكوين مشاغب فالصراع اليمني معقد والاختراقات الإيرانية والحوثية تعمل ليل نهار لإنقاذ سقوطها المريع.
ويستطرد :"مازال الناس ينتظرون ثورتهم الكبرى لحسم معركتهم النهائية مع الحوثية والتي ستقضي على هذه الحركة الكهنوتية.
شبة مستحيلة
الصحافي فؤاد مسعد ذكر للموقع :" أدرك الحوثيون أن السيطرة على اليمن باتت شبه مستحيلة رغم كل ما فعلوا لأجل تحقيق هدفهم من خلال سقوط العاصمة صنعاء في أيديهم والاستيلاء على المعسكرات والمؤسسات الحكومية وسعيها الدائم لاستكمال السيطرة على بقية المحافظات إلا أنهم أدركوا أن السيطرة على اليمن باتت شبة مستحيلة.
ويتابع:" كان لعاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي الدور الأبرز في وصول الحوثيين إلى هذه النتيجة. بالإضافة إلى الصمود الذي تبديه المقاومة في مختلف المناطق. كما لا يمكن إغفال التقدم الذي يحققه الجيش الوطني والمقاومة في كثير من الجبهات ومنها جبهات قريبة من العاصمة صنعاء.
كل ذلك أسهم في تعزيز الشعور لدى الحوثيين انهم يفقدون القدرة على الاحتفاظ بما بقي تحت سيطرتهم حسب مسعد، وهذا ما أيده الورد بقولة: ما حصل أن حلم السيطرة على اليمن انتهى وكذا عمل جنوب لبناني آخر في شمال اليمن لأن هذا غير ممكن ولن تقبل به السعودية حتى تضمن عدم تكرار ما حصل ولذلك لن تقبل بنموذج حزب الله ككيان وسيطرة على الأرض.
حكم جزء من اليمن
الصحافية أسوان شاهر قالت للموقع: "أظنهم فقدوا آمالهم في السيطرة على كل اليمن لكن آمالهم في حكم جزء من اليمن لازالت قائمة وستستمر بل انهم وان اظهروا تنازلا او تراجعا في المواقف يأتي هذا في اطار استراتيجيتهم ونهجهم في التخفي والعودة من ابواب اخرى وبخطط جديدة ولو بعد سنوات".
وتابعت: "هذا هو دأب المشروع الامامي الطائفي العنصري البغيض منذ سقوطه في العام 1962 الى اليوم".