[ الجندي السعودي الذي تم تسليمه ]
أطلق المرجعية الدينية في جماعة الحوثي العلامة عصام العماد، امس الثلاثاء، فتوى بوجوب المصالحة مع السعودية.
وجاء هذا بالتزامن مع زيارة وفد من جماعة الحوثي إلى السعودية، ترأسه الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام.
ويتوقع البعض بأن تلك الزيارة ستؤمن الحدود السعودية اليمنية، لكنها لن تنهي الحرب في الداخل اليمني.
وأثارت زيارة وفد الحوثيين للملكة العربية السعودية العديد من ردود الأفعال، خاصة كون الجماعة أغلقت سابقا الباب أمام كل فرص الحل، لنجاة اليمن، فلماذا تفتح الآن بابا للحوار مع السعودية وبشكل علني؟.
استجداء للسلام
المحلل السياسي عبدالغني المجيدي قال لـ( الموقع):" الحوثيون يبحثون ويستجدون السلام وهم يَرَوْن طلائع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على أبواب صنعاء، وما بعد قرية مسورة في نهم، وعلى وشك الالتحام بقبيلة أرحب والحزام القبلي في صنعاء".
ويرى المجيدي:" أن الحوثيين مستعدين لتسليم رأس المخلوع صالح للسعودية، كي يحافظوا على ما تبقى من قوة لهم، وهم موافقون على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار ٢٢١٦ ماعدا ما تضمنته القرارات من عقوبات على قيادتهم، أما المخلوع صالح فلديه استعداد أيضا أن يبيع الحوثيين، وهو يرى الخطر يقترب منه، وخصوصا بعد تعيين الفريق الركن على محسن صالح الأحمر نائبا للقائد الاعلى للقوات المسلحة، فهو يعلم من الرجل، وما يمثل تعيينه من قوة للشرعية في معركة الحسم وتحرير صنعاء".
أما الباحث نشوان الشرعبي فذكر لـ( الموقع) أن:" الزيارة تدل على وجود خلافات كبيرة بين تحالف الانقلاب، هم بهذا لا يعلنون تخليهم عن صالح فقط، وإنما نبذه وطرده من المشهد السياسي برمته".
تسليم أسرى
أما الصحافي أحمد فوزي فقد قال أن:" ما يحصل هو تسليم وتبادل أسرى وجثامين القتلى، وهو الأمر الذي ستتكتم عنه السعودية بشكل كبير، فالمعلومات تؤكد وجود أسرى من الجيش السعودي في عمران، ولدى جماعة الحوثي، ورفضت تدخل صالح في هذه المفاوضات، لأن الحوثيين يرون أنهم المعنيين بالأمر".
وهو يؤكد:" بأن من المستحيل أن تتفاوض السعودية ببساطة مع جماعة الحوثي، لأن المعركة وجودية وتهدد الدولة داخل المملكة العربية السعودية نفسها".
كما أن السعودية- حسب أحمد- لن تحرج نفسها وترضخ وتتفاوض مع فصيل أو مكون مع الانقلاب، على الرغم من المطالبات السابقة من الحوثيين أنفسهم من صالح، بالدخول بمفاوضات مباشرة مع السعودية، وهو الأمر الذي أيضا لن تقبل به السعودية.
ويرى أن التفاوض إن حصل فعليا فليس لهم الحق إلا بالتفاوض مع الحكومة الشرعية اليمنية، بحسب تصريحات السعوديين أنفسهم".
ويتفق معه الباحث في الشئون الإيرانية عدنان هاشم في منشور له على صفحته بالفيس بوك إذ كتب:" يتفق الحوثيون والسعوديون بألا مستقبل لـ"صالح" أو أياً من أفراد عائلته في الحل القادم للبلاد، ويقول السعوديون أن مسألة الحرب داخل اليمن تحددها الحكومة اليمنية، ومن المتوقع أن يلتقي وفد من الحكومة مع وفد الحوثيين في " الرياض" قريباً، أيضاً بطريقة سرية".
اتفاق عبثي
المجيدي يضيف:" نحن كيمنيين نتمنى ألا يخرج الانقلابيين بأي مكاسب، كما ندرك أن الانقلابيين بشقيهم أنصار المخلوع أو الحوثيون، لا عهد لهم، وأي حل غير الحسم العسكري الذي يقلم مخالبهم، التي طالما أنشبوها في أجساد النساء والأطفال اليمنيين، ولا يضمن محاكمة كبار المجرمين المسئولين عن ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية في حق اليمنيين، هو اتفاق عبثي لا ينهي الحرب في اليمن، ولا ينهي الفتن".
ويتابع:" كان الشعب معهم كريما بالمبادرة الخليجية عام ٢٠١١ لكننا لم نجني، إلا الاغتيالات والتفجيرات، وانتهى بِنَا المطاف إلى انقلاب مكتمل الأركان، ونهب الدولة، وهؤلاء الانقلابيين اليوم يريدوا فقط لملمة صفوفهم ومداواة جراحهم، ليعيدوا الانقضاض مرة أخرى على السلطة والشعب وتهديد دول الإقليم والأمن العربي لصالح إيران من جديد، ولا أظن أن دول التحالف تغفل هذا أو ترضى بأنصاف الحلول معهم، بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب اليمني ودوّل التحالف طوال فترة عام كامل".
ويتساءل:" ثم لماذا نرضى بأنصاف الحلول والترقيع، ونحن قادرون على نصر كامل وحاسم ونهائي".
أما الخطورة تكمن- حسب الشرعبي- في منح الحوثيين مخرج بهذا الظرف بالذات هو بمثابة طوق نجاة لهذه الميليشيا الموشكة على الهلاك، ولا يمكن لأي تفاهم معها إيجاد علاج جذري لمشاكلها، بقدر ما يعني ترحيل الكارثة الحاصلة لفترة زمنية قصيرة، تستجمع فيها الميليشيا قواها لتعود بصورة أشد ودموية أبشع، وتساهم في توغلها في مفاصل الدولة أكثر وأكثر" .