أثار وصول قافلة غذائية مقدمة لما يعرف بالقوات المشتركة التابعة لطارق صالح (مليشيات مسلحة مدعومة إماراتيا)، رفداً للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب جدلا واسعا.

وأمس الأحد استقبلت محافظة مأرب القافلةُ الغذائية الأولى، وكان في استقبالها وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، ووكيل وزارة الإدارة المحلية عبد الله القبيسي، وعدد من الضباط والشخصيات الاجتماعية.

ولاقت القافلة الغذائية ردود فعل متباينة، فهناك من قال إنها تعبيرا عن تلاحم الشعب اليمني بكافة أطيافه ومكوناته السياسية صفا واحدا ضد جماعة الحوثي لاستعادة ما تبقى من المحافظات من تحت سيطرتها، والبعض الآخر انتقد تلك الخطوة واعتبر ذلك خرقا لجبهة مأرب ومحاولة ذر الرماد على العيون حول الاتفاقات المبرمة والهدنة بين قوات طارق صالح وجماعة الحوثي لوقف جبهة الساحل الغربي لمدة شهر فيما سحبت جماعة الحوثي عناصرها لاقتحام مأرب.

يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك على أطراف محافظة مأرب بين قوات الجيش الوطني والقبائل من جهة، وبين جماعة الحوثي التي كثفت من هجماتها باتجاه المحافظة الغنية بالنفط خلال الأسابيع الأخيرة من جهة أخرى.

وفي السياق اعتبرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان القافلة الغذائية ووفد طارق صالح إلى مأرب مهزلة.

وقالت "هؤلاء المستبشرون بانضمام طارق صالح لمعركة مأرب وربما يتوهمون، يثبتون أن الغباء ولد وتربى وعاش في بلد اسمه اليمن حيث يسلم الضحية رأسه لجلاده مرات ومرات وهو مبتسم".

وأضافت: "لكن يبدو أن غرقى الشرعية يتعلقون بقشة ولو كانت قشة طارق صالح، وينسون من يقف خلفه ومن يموله ولأجل ماذا؟"، مستدركة بالقول "مهزلة يمنية عمرها سنوات وسنوات".

الصحفي يوسف عجلان قال "فرحانين بشوية ذمول (خبز) جابهن طارق صالح لمأرب، ونسوا أنه قبل كم يوم وقع اتفاقية تهدئة مع الحوثي في جبهة الساحل الغربي".

وأضاف "كان أقل شيء يجيبه طارق صالح قافلة دعم أسلحة من المخزنات والتي لم تستخدم من سنتين، ليس كعك وبسكويت أبو ولد على أساس مأرب ما في بها بسكويت".

من جانبه قال الإعلامي سمير النمري "طارق عفاش وقع اتفاقية هدنة مع الحوثي لمدة شهر في الساحل الغربي وتعهد للحوثيين بعدم شن أي عملية عسكرية ضدهم هناك، من أجل الإتاحة لهم بشن هجومهم على مأرب دون قلق".

وأضاف "اليوم طارق عفاش أرسل قافلة غذائية تتضمن بسكويت أبو ولد كدعم لجبهة مأرب".

الباحث السياسي محمد عبدالسلام يرى أن الدعم الرمزي القادم من الساحل لمأرب على شكل قافلة غدائية خطوة جيدة على طريق توحيد الهدف وتجاوز الماضي.

وقال "المفترض الآن تبدأ خطوات الثقة من خلال التنسيق العسكري وتبادل الخبرات والدعم بالسلاح النوعي وتنسيق هجمات كل الجبهات، فالوضع لا يحتاج لكلام وحسن نوايا فقط، بل يحتاج لعمل سريع وعاجل، فهناك ملايين اليمنيين في صنعاء والمحافظات الخاضعة للانقلاب الحوثي المدعوم من إيران تنتظر عودة الدولة وإغلاق ملفات الصراع داخل الصف الجمهوري".

في حين قال أسامة المحويتي "إذا كان الأمر دعمًا للجيش وتوحيدا للصف فهناك طرق إثبات أجدى وأوضح من هذه الطريقة، واللبيب يفهم"، في إشارة منه إلى تحريك طارق صالح جبهة الساحل الغربي وتحرير الحديدة.

وأضاف "إذا كانت المسألة مجرد دعم فتكاليف إرسالها من الساحل الغربي إلى مأرب أكثر من قيمتها وكان الأفضل تحويل القافلة إلى مبالغ وإرسالها إلى مأرب بدل إزعاج السيارات وطوابيرها".

وتابع "أما إذا كان الموضوع تقضية فراغ  واجتهاد من بعض الضباط فالله يشغلهم بطاعته ويريحونا" مما سماها "البعاسس"، "وإذا كان موضوع القافلة مجرد غطاء وتمويه لأمر آخر فالأبطال لهم بالمرصاد".

الناشط فاروق ثابت قال "تحية لهبة العمالقة والساحل، لن ينجو الحوثي وقد توحد الجميع ضده، تآزروا ودعوا كل شيء جانباً فالأخوة في نزال مصيري مع سرطان إيران"، مضيفا "في مأرب اللقاء والعناق، وفي مأرب نهاية الإمامة وأزلامها".

الأكاديمي يحيى الأحمدي كتب قائلا: "مشهد أخوي يلتحم اليمنيون ويرصون صفوفهم في مواجهة المشروع الإيراني، كما هو واضح في هذا الاستقبال الرسمي والشعبي بمدينة مأرب لقيادات عسكرية من القوات المشتركة المرابطة في الحديدة أثناء قدومها مساء أمس الأحد وبمعيتها قافلة غذائية للمرابطين في جبهات الشرف والبطولة".

أما الكاتب الصحافي فتحي أبو النصر فقال "كلما توحد الصف الجمهوري تقوضت الإمامة، تحية لأبطال الساحل على الهبة اليمنية في عز التفتت".

وأضاف "مأرب نجمتنا الأخيرة، أيها الجمهوريون تسامحوا واحذروا من حصان طروادة".

 الإعلامي بشير الحارثي اكتفى بالقول "أي جهود للم الشمل وتوحيد الهدف نحو محاربة الحوثي نشجعه وندعمه كان قليلاً أو كثيراً".

الناشط السياسي محمد المقبلي غرد بالقول "الدلالة الوطنية والمعنوية لوصول وفد من القوات المشتركة بالمخا إلى مأرب كبيرة حتى لو كانت قافلتهم كيس ملح فقط، الرمزية تتثمل في أن الهم الجمهوري واحد والجيش الجمهوري واحد والعدو واحد.. لهم التحية الجمهورية الخالصة وإن بدر منهم ما يمس اليمن سنرفضه ونقاومه".

ويرى الناشط عبد الرحمن البيضاني أن ذلك غلطة عسكرية كبيرة، وقال "أكبر غلطة عسكرية، قيام الجبهة (س) بإرسال جزء من أفرادها لتعزيز الجبهة (ص) التي لا يعرفون طبيعتها وطبيعة تضاريسها وطبيعة القتال الحاصل فيها".

وأضاف أن هذه القوات التي وصلت من الساحل الغربي إلى مأرب كمثل الأطرش بالزفة وسط معارك حامية الوطيس في مأرب.

وأردف البيضاني بالقول "أكبر دعم  للجبهة الساخنة هو تحريك الجبهات الراقدة، كل فرد في موقعه الذي يعرفه ويعرف الكثير عنه وكيف ومن يواجه فيه".