[ صورة تثير الجدل في تعز ]
أثارت صورة لفعالية تسليم جهاز "لابتوب" و"طابعة" لمدرسة ثانوية تعز الكبرى في محافظة تعز، جدلا واسعاً وردود فعل متباينة بين أوساط اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
والأربعاء، نشرت الناشطة اليمنية والمتطوعة حياة الذبحاني صورة لفعالية تسليمها جهاز اللابتوب والطابعة لإدارة ثانوية تعز الكبرى، مقدمة من مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي، حسب الإعلان الظاهر في اليافطة.
وتوالت ردود فعل متباينة بين أوساط اليمنيين حول تلك الصورة، البعض انتقد صورة اليافطة ساخرا تقديم جهاز اللابتوب والطابعة لأكبر مدرسة في تعز، والبعض الآخر اعتبر ذلك عملا إنسانيا يشكر عليه خاصة من قبل الذبحاني التي لها بصمات إنسانية كبيرة في تعز، فيما آخرون قللوا من القيمة المادية من ذكر اسم مؤسسة المخلافي على اليافطة، أثناء تسليم جهاز اللابتوب والطابعة لإدارة المدرسة.
الصورة بحد ذاتها من خلال موجة الردود والتعليقات جسدت الحالة السياسية التي تعيشها تعز، وعن الفساد المالي والإداري والمناكفات الحزبية، كما أنها حركت المياه الراكدة للتبرع وإعادة ترميم المدرسة، وفضح المحافظ السابق أمين محمود وإعلام الإمارات الذين أعلنوا عن ترميم المدرسة عام 2018 أي قبل عامين واتضح حاليا أن المدرسة بلا أثاث ولا كراسي وتفتقر إلى أدنى الاحتياجات في ظل تجاهل من الحكومة والسلطة المحلية، وما أعلن عنه من ترميم ليس سوى رنج (دهان) طلاء من الخارج فقط، وفق ما نشرته الذبحاني.
وكانت ثانوية تعز الكبرى قد تعرضت للسرقة والعبث طيلة فترة الحرب التي تشهدها البلاد منذ قرابة ستة أعوام.
وأعلنت مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي -في بيان لها- أن الدعم المقدم لثانوية تعز يعد عملا فرديا سعت إليه حياة الذبحاني ولا يندرج ضمن مشاريع المؤسسة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأنشطة الصغيرة تظل ضمن جهود شخصية وخارج برامج المؤسسة.
وأدانت المؤسسة الاستغلال الممنهج لهذا العمل للإساءة للشيخ حمود سعيد المخلافي المعروف بمواقفه البطولية والإنسانية التي لا يمكن لأي جهة المزايدة عليها.
"هام " توضيح مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي : تعلن مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي أن الدعم المقدم لثانوية تعز يعد عمل...
Posted by مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي on Wednesday, September 16, 2020
وتبرعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بمبلغ 33 مليون ريال لشراء كراسي لثانوية تعز.
وقالت حياة الذبحاني صاحبة المبادرة إن كرمان تكفلت بتوفير جميع الكراسي لطلاب مدرسة ثانوية تعز الكبرى عدد ألف كرسي مزوج لعدد 3 آلاف طالب.
العظيمة والملكة بلقيس اليمن توكل كرمان تتكفل بتوفير جميع الكراسي لطلاب مدرسة ثانوية تعز الكبرى عدد 1000 كرسي لعدد 3000...
Posted by حياة الذبحاني on Friday, September 18, 2020
وفي السياق انتقد الكاتب الصحفي أحمد الشلفي الاحتفالية، وقال "كان يمكنكم فعل ذلك دون لوحة ودون إعلان، جميعنا نحب فعل الخير والعمل التنموي بالتأكيد وحتى الإعلان عنه لحث الناس على فعل مثله".
وقال "لكن هذه المرة بدا الأمر تقديرا خاطئا بوضع هذه اللوحة الكبيرة لابتوب وطابعة"، مضيفا "هي رسالة أيضا مع التقدير لجميع المشاريع العاملة في هذا المجال بأن تحسن خطابها الخيري والإعلان عنه بشكل لائق ومناسب في حال اقتضى الأمر إعلان ذلك".
كان يمكنكم فعل ذلك دون لوحة ودون إعلان .. جميعنا نحب فعل الخير والعمل التنموي بالتأكيد وحتى الإعلان عنه لحث الناس على...
Posted by Ahmed Alshalfi on Wednesday, September 16, 2020
من جانبه الكاتب الصحفي نبيل سبيع علق ساخرا "عملوا مشروع كامل ويافطات وتصوير، وسموه: مشروع تسليم جهاز لابتوب وطابعة لمدرسة ثانوية تعز الكبرى بدعم من مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي".
وأضاف "عزيزتي مؤسسة الشيخ حمود المخلافي، المحترمة، شكرا جزيلاً لك على اللابتوب والطابعة، لكن: اللابتوب الذي أرسلتيه لمدرسة ثانوية تعز الكبرى ليس "الحَوْبَان" حتى يتم تسليمه للمدرسة بهذا الشكل، والطابعة ليست "القسطنطينية" حتى تسلميها لمدرسة ثانوية تعز الكبرى بهذه الطريقة الاحتفالية المهيبة".
عملوا مشروع كامل ويافطات وتصوير، وأسموه: "مشروع تسليم جهاز لابتوب وطابعة لمدرسة ثانوية تعز الكبرى بدعم من مؤسسة الشيخ...
Posted by نبيل سبيع on Wednesday, September 16, 2020
الناشط سامي محمد الحسني غرد قائلا "كان صالح ينفذ مشاريع في تعز تصل قيمتها إلي 94 مليار ريال واليوم تعز بطولها وعرضها تبحث عن متبرع لمدرسة بطابعة وكمبيوتر لا تصل قيمتهن إلى 100 ألف ريال".
كان الزعيم علية السلام ينفذ مشاريع في تعز تصل قيمتها الي 94 مليار ريال واليوم تعز بطولها وعرضها تبحث عن متبرع لمدرسة بطابعة وكمبيوتر لا تصل قيمتهن الي 100 الف ريال pic.twitter.com/1duSGSbrw6
— سامي محمد الحسني (@samy_1294) September 17, 2020
في حين قال الكاتب الصحفي سامي نعمان "إنجاز عظيم، شكرا حمود شكرا للمؤسسة، يجب تسليم بقية المدارس لأولاد الفقراء الذين يدرسون فيها، سلموا المدارس الحكومية".
الله الله الله الله والإنجاز العظيم شكرا حمود شكرا للمؤسسة يجب تسليم بقية المدارس لأولاد الفقراء الذين يدرسون فيها وخلوا الطابعة والكمبيوتر سلموا المدارس الحكومية وشكرا
Posted by Sami Noaman on Thursday, September 17, 2020
الدكتور يحيى الأحمدي قال "لا تذكر تعز إلا وتذكر معها حياة الذبحاني، هذه المرأة التي تعمل نيابة عن 5 وزراء منذ 6 سنوات تستحق أن تكون ضمن التشكيل الوزاري في الحكومة القادمة".
وأضاف "أجزم أنها تعد في صدارة النساء المبدعات اللواتي تحدين كل الظروف من خلال القيام بأدوار عجزت عن فعلها الحكومة"، متابعا "حياة الذبحاني أنت بلقيس عصرك، وفخر كل يمني، كانت لك بصمتك.. وكل من يريد النيل من شموخك فقد حشر نفسه في شر حاسد إذا حسد".
لا تذكر تعز إلا وتذكر معها حياة الذبحاني هذه المرأة التي تعمل نيابة عن 5 وزراء منذ 6 سنوات تستحق أن تكون ضمن التشكيل...
Posted by يحيى الأحمدي on Thursday, September 17, 2020
ومن بين موجة ردود الفعل والانتقادات ردت عن نفسها الناشطة الإنسانية حياة الذبحاني التي قدمت لتعز بمساعدة فاعلي الخير ما لم تقدمه الدولة والمسؤولين في المدينة والتحالف العربي بكل زيف إعلامهم.
وسلطت الذبحاني الضوء على الفساد في فترة المحافظ السابق أمين محمود، وكشفت عن نهب مبلغ 175 مليون ريال سعودي خصصت لترميم ثانوية تعز الكبرى قبل عامين، وبتنفيذ الهلال الأحمر الإماراتي، الذي لم يقدم شيئا وانتهى الحال بطلاء المدرسة.
جمعة مباركة طيبة بالخير مدرسة ثانوية تعز الكبرى 175 مليون ريال سعودي شكراً للمحافظ السابق أمين محمود وشكراً للمقاول وشكراً للإمارات
Posted by حياة الذبحاني on Friday, September 18, 2020
وأعادت الذبحاني نشر صور لأشخاص في صفحتها ممن ينتمون لطرف سياسي معين ضمن القائمين على مشروع إعادة ترميم وتجهيز ثانوية تعز الكبرى، موجهة لهم الاتهام بنهب 175 مليون ريال سعودي، متسائلة: أين الأبواب الخشب أين المعمل؟
من هؤلاء وأين 175 مليون ريال سعودي صرفت للترميم لصالح مدرسة ثانوية تعز الكبرى أين الأبواب الخشب؟
Posted by حياة الذبحاني on Thursday, September 17, 2020
كما أرفقت الناشطة حياة مقطع فيديو بثته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) يتحدث عن إنجازات الهلال الأحمر الإماراتي في تعز والانتهاء من ترميم وتأثيث مدرسة ثانوية تعز الكبرى.
وقالت الذبحاني "هكذا قالوا وهكذا زعموا ترميم وتأثيث مدرسة ثانوية تعز الكبرى، هكذا حضروا وتصوروا وصفقوا، هنا كان مسرح الجريمة وقتل 3000 طالب مع إدارتهم ومعلميهم".
هل كان كل ما رأيته في مدرسة ثانوية تعز الكبرى حلماً وخيال أم حقيقة هكذا قالوا وهكذا زعموا ترميم وتأثيث مدرسة ثانوية تعز الكبرى.. هكذا حضروا وتصوروا وصفقوا.. هنا كان مسرح الجريمة وقتل 3000 طالب مع إدارتهم ومعلميهم المدرسة تفتقر لطبشور وسبورة وباب ونافذة وكرسي ومكتب.. الطلاب يفترشون الأرض والمدرسين لا يجدون كرسي يقعدون عليه للراحة بعد أداء حصصهم والمدير يجري من مكان لمكان يدور دعم للمدرسة
Posted by حياة الذبحاني on Thursday, September 17, 2020
وأشارت إلى أن المدرسة تفتقر لطبشور وسبورة وباب ونافذة وكرسي ومكتب، لافتة إلى أن الطلاب يفترشون الأرض والمدرسين لا يجدون كرسيا يقعدون عليه للراحة بعد أداء حصصهم.
وقالت "175 مليون ريال سعودي صرفت للترميم، لم تقدم الإمارات ورجالها في تعز كرسي واحد للمدرسة أو مجرد طبشور على الأقل ليكتب فيه شكراً للإمارات".
كما وجهت سؤالا للمحافظ السابق أمين محمود قائلة: أين ذهب مبلغ 175 مليون ريال سعودي المقدم من دولة الإمارات لتأهيل مدرسة ثانوية تعز الكبرى في مدينة تعز أكبر صرح علمي في المدينة؟ من هو المقاول الذي تم اختياره من قبل المحافظ لتنفيذ المهمة؟
وقالت "رجعوا الأبواب الخشب التي يتراوح سعر الباب فيها مبلغ 400 ألف ريال يمني الذين أخذتموهم بذريعة طلائهم، يجب كشف فساد من نهب هذا المبلغ الكبير وترك المدرسة ركاما".
سؤال للمحافظ السابق أمين محمود أين ذهب مبلغ 175 مليون ريال سعودي المقدم من دولة الإمارات لتأهيل مدرسة ثانوية تعز الكبرى...
Posted by حياة الذبحاني on Thursday, September 17, 2020
ولفتت إلى أن مدير المدرسة منذ العام الماضي وهو يبحث عن جهاز لابتوب وطابعة من قيادة المحافظة ومن الوكلاء ومن السلطة المحلية ومن مكتب التربية والتعليم ومن المنظمات ومن أصحاب رؤوس الأموال.
وفي منشور آخر قالت الذبحاني "الخلاصة فضحتهم صورة، هم ليسوا زعلانين لأجل الصورة وجهاز اللابتوب وإهانة مدرسة ثانوية تعز الكبرى، هم زعلانين أني أسقطت أقنعتهم وكشفت فسادهم المتمثل بنهب 175 مليون ريال سعودي".
وأردفت "سعيدة لأني الوحيدة من بين 5 ملايين يمني يقطنون محافظة تعز كنت شجاعة في فضحهم أن المدرسة تفتقر لطابعة ولابتوب وكرسي ومكتب وسبورة"، لافتة إلى أنهم "رنجوا المدرسة من الخارج ليرى الناظر ما يبهجه من الخارج ويبكيه دماً من الداخل".
ونشرت الذبحاني أيضا صورة لمعمل المدرسة المدمر، مطالبة عضو مجلس النواب عبد السلام الدهبلي بأن يتبنى ترميم معمل ثانوية تعز الكبرى، كما طالبت من حمود الصوفي ترميم المكتبة.
محمد مارش وصل ذي الصورة فأنت ابن تعز ودرست أكيد في المدرسة وربما تعرف كثيرون درسوا فيها نريد عضو مجلس النواب عبدالسلام...
Posted by حياة الذبحاني on Thursday, September 17, 2020
وقالت "أتمنى أن تزعجهم هذه الصورة كما أزعجتهم الصورة السابقة".
وبعد تكفل الناشطة اليمنية توكل كرمان بتأثيث وإعادة ترميم المدرسة، قالت حياة إن إدارة المدرسة قررت وضع الصورة في مكتبة المدرسة وعلى سورها لتكون تاريخا مشرفا يروي للأجيال قصتها.