أثار اختيار الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في مجلس الإشراف العالمي المستقل لمحتوى فيسبوك وإنستجرام ردود فعل متباينة بين أوساط اليمنيين وكذلك على مستوى المنطقة العربية، لا سيما المناهضة لثورات الربيع العربي.

والأربعاء، أعلن في الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيل محكمة عليا لمراقبة المحتوى في موقع فيسبوك وإنستجرام.

ويهدف المجلس الذي أعلنت فيسبوك عن تشكيله يوم الأربعاء الماضي، إلى "اتخاذ قرارات نهائية ومُلزِمة حول ما إذا كان يجب السماح بمحتوى معيّن أو إزالته من فيسبوك وإنستجرام".

وجرى تسمية أعضاء مجلس الإدارة بواسطة فيسبوك، وهم من مجموعة واسعة من المناطق حول العالم، ومن بين هؤلاء توكل كرمان، الوحيدة من المنطقة العربية، وآلان روسبريدجر رئيس التحرير السابق لصحيفة الغارديان البريطانية، وهيلي ثورننغ - شميت رئيس وزراء الدنمارك السابق.

ومع انتشار خبر تعيين توكل كرمان في مجلس الإشراف على محتوى فيسبوك، انقسمت آراء مستخدمي وسائل التواصل بين الفرح والفخر باختيار امرأة عربية في هذا المنصب، لكن قابله التشكيك بحيادية المنصة الاجتماعية الأكبر في العالم، من قبل الدول والكيانات التي تمول الثورات المضادة للربيع العربي الواقفة وراء أي تغيير في المنطقة العربية خصوصا حرية الرأي والتعبير.

وحال الإعلان عن عضوية توكل كرمان في مجلس الرقابة لفيسبوك، بتعالي أصوات المنادين بمقاطعة الموقع عقابا للشركة على هذا القرار.

وتصدرت حملة سعودية إماراتية كبيرة تسخر من تعيين اليمنية توكل في منصب عالمي للرقابة على محتوى منصتي فيسبوك وإنستغرام، وتطالب إدارة فيسبوك سحب الثقة من توكل كرمان.

وردا على الحملة المغرضة دشن يمنيون وناشطون حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي دعما للثائرة اليمنية توكل كرمان على الهاشتاغ #توكل_فخر_اليمنيين.

وصعد هاشتاغ #أنا_أدعم_توكل_كرمان، الأحد، إلى واجهة مناقشات "تويتر"، بعد أيام من اختيارها من جانب شركة "فيسبوك" بين أعضاء مجلس الإشراف العالمي، للنظر في المحتوى الجدلي على منصاتها.

وفي السياق قال الإعلامي اليمني سمير النمري "لو كانت توكل كرمان من تلك الدول -الإمارات والسعودية- لقامت الدنيا وما قعدت، ولاحتفت بها حكوماتهم وأقامت لها احتفالات كبيرة.

وأضاف النمري "الهاشتاغ الأول في السعودية والرابع في الإمارات: #حذف_الفيسبوك_بسبب_توكل_كرمان وقال "مقهورين منها لأنها يمنية وليست سعودية أو إماراتية، وللأسف هناك يمنيون يشاركونهم تلك الحملة".

وتابع "وقوفنا إلى جانب توكل كرمان يأتي من كونها رمزاً يمنياً، تمكنت من الوصول إلى العالمية وتسجيل اسمها بين الكبار، اختلف معها سياسياً أو فكرياً فهذا من حقك، لكن لا يمكن أن تنتقص يمنيتها أو لأنها امرأة، فذلك يدل على خلل في وطنيتك وحبك لبلدك".

وأردف "نحتاج أن نفخر بكل مواطن يمني حفر اسمه بين كبار العالم في السياسة أو الرياضة أو الطب أو الاقتصاد أو التكنولوجيا، لنتعلم من الدول المجاورة كيف تحتفي بشبابها رغم حصولهم على جوائز بسيطة مقارنة بما حققته توكل كرمان من إنجازات لم تصل لها مرأة عربية في العقود الأخيرة".

من جانبه قال الكاتب الصحفي عامر الدميني إن هاشتاغا نشطا ورائجا في تويتر يتصدر الترند السعودي بعنوان: #توكل_كرمان.

وأضاف "حالة هيستريا لدى هؤلاء، وكأن مشاكلهم ومشاكل العالم واليمن انتهت ولم تبق لهم سوى توكل كرمان".

وتابع الدميني قائلا: "الله كم يبدون صغارا ومنزعجين ومقهورين، وتلك نقطة القوة لدى توكل".

من جهته قال الإعلامي عبد الله الحرازي "توكل كرمان أخت كل اليمنيين وصوتهم العالي والقوي والواضح، حفيدة بلقيس وأروى حاملة مشعل ثورات الربيع العربي، المناضلة الحائزة على جائزة نوبل للسلام وعضو مجلس الإشراف العالمي على القارة الثامنة الزرقاء فيسبوك ومنصاتها".

بدوره الشاعر اليمني عامر السعيدي  انتقد الأصوات النشاز المعارضة لاختيار توكل كرمان بهذه المهمة، وقال "خرجت  توكل تطالب بمستقبل أفضل لهم، قالوا إنها خربت البلاد، فازت بجائزة نوبل، راحوا يشكلوا لجان مشتركة مع ضاحي خلفان والمزروعي لسحب جائزة نوبل".

وأضاف "دخلت أكبر وأهم جامعات العالم تحاضر، قالوا إن تلك الجامعات العظيمة يجب أن تصغي لهم وترفضها لتكون جامعات عظيمة، وقفت على أهم منابر العالم تتحدث عن اليمن وتُغير نظرة العالم عنا كشعب صوره نظامه على أنه شعب إرهابي وأفاعي، فقالوا لا تمثل اليمن".

وتابع "أخيرا أصبحت ضمن عشرين شخصية على مستوى العالم في مجلس حكماء فيسبوك، فخرجوا علينا بهاشتاق يرفض قرار الفيسبوك، الوجوه نفس الوجوه.. نفس الناشطات.. نفس أدوات الأنظمة.. وبنفس الكلمات المكرورة".

وأردف "عموما كل تعبكم سيذهب سدى.. لأن العالم كله يعرف دوافعكم جيدا ويضحك، سوف تظل توكل ونجاحاتها فخرا لليمن، وتذهب أحقادكم مع الريح، ربنا يعصم قلوبكم".

فيما الناشط السياسي محمد المقبلي علق على صورة توكل أثناء اختيارها ضمن المجلس الإشرافي للرقابة على فيسبوك قائلا: إكليلة اليمن توكل كرمان في المنابر العالمية بعض العيون تحتاج إلى كمامات، انظروا إلى جانبي الصورة يصفقون ويتحدثون على أن هذه المرأة من اليمن أليس من المبهج أن يرى العالم صورة مختلفة عن اليمن ابتسامة نجاح وجهد موصول بجهد وأصابع مختلفة مرفوعة ناحية النجوم تختلف عن أصابع مجرمي الحرب وزارعي الألغام".

وأضاف "أعرف أن الصورة مزعجة بالنسبة لأتباع الذي أراد إحراق البلد ثمنا لأصابعه.. بعض العيون تحتاج إلى كمامات مصنوعة في أبوظبي".

وتابع "اليوم برلماني مصري سيساوي يدعو البرلمان العربي للتحرك لوقف قرار فيسبوك.. اتخيلوا هكذا أصبحت العقلية التي تحكم أم الدنيا مصر الكبيرة أصبحت تفكر بطريقة ضاحي خلفان ونورا الجروي".

الكاتب الصحفي مصطفى راجح، هو الآخر اعتبر الحدث هو الإنجاز الجديد لتوكل كرمان والتكريم العالمي لها باختيارها ضمن مجلس الإشراف على محتوى فيسبوك وإنستجرام، وليس رد فعل عدد من المضطغنين بشكل دائم منها".

وقال إن "الحدث هو إنجاز توكل وتحليقها في علو شاهق أكثر ارتفاعا من الذي سبقه، الحدث هو إنجاز توكل لا شتائم مجموعة من المضطغنين الدائمين منها الذين ذكرهم إنجازها الجديد بخوائهم المزمن".

وتابع "دعوا خردوات النظام الساقط الموزعين كأدوات على أكثر من فاعل محلي وخارجي يقولون ما يشاؤون، واختلفوا مع محركيهم كيفما تشاؤون، وازدروا ضغائنهم عندما يستدعونها في وجه كل إنجاز".

وختم راجح منشوره بالقول "المجدد لتوكل كرمان التي تثبت ذاتها وتحلق عالياً كل يوم في ملعب مساحته جهات الأرض الأربع".

في حين قالت الروائية اليمنية فكرية شحرة "مؤسف كثيرا هذه الحملة الحاقدة ضد توكل كرمان، المفترض أن نكون كيمنيين فخورين بهذه السيدة التي حملت اسم اليمن إلى أعلى المصاف".

وأضافت "يكفي أنها تقف بحزم في صف الوطن دائما، فخورون بها ونشد على يدها فهي وجه المرأة اليمنية المشرق كما نتمنى دائما".

وأما الإعلامي اليمني بشير الحارثي فوجه سخريته من الحملة التي تمولها الإمارات والسعودية للنيل من توكل كرمان ومواقفها.

وقال الحارثي "عندما يجتمع عبيد طحنون وشخبوط ولبوط ومعهم المتافل والدنق وأرخص مرتزقة في العالم لمهاجمة بلقيس اليمن الحائزة على جائزة نوبل السيدة توكل كرمان فاعلم أن الألم كبير والوجع قد بلغ مداه"، مضيفا "صراخكم لن يتعدى حساباتكم".