[ طفلان نازحان ضحايا الغام زرعتها جماعة الحوثي في مأرب ]
في براءة الطفولة كل شيء للعب، فلم يعِ الطفلان نصر الله وناجي خطورة الجسم الذي لعبا به قبل وقوعهما في شرك لم يفرق بين طفل أو امرأة ولا حيوان.
نصر الله فرحان البالغ من العمر 13 عاما وناجي (11 عاما) نزحا مع أهاليهما من منطقة حريب نهم إلى مخيم الخانق سابقا قبل دخول الحوثيين إليه وإحراقه، ثم نزح الطفلان مع أسرتيهما إلى بير أبو لحوم بمديرية مجزر هربا من الموت بحثا عن حياة آمنة.
انفجر بهما اللغم الذي زرع ليترقب خطواتهما وصخب لعبهما جوار منزلهما بمنطقة بير أبو لحوم بمديرية مجزر غرب مأرب المأهولة بالسكان.
فالألغام التي زرعتها جماعة الحوثي لم تكن هدفا لإعاقة أفراد القوات الحكومية عن التقدم بل لإعاقة وقتل كل شيء وتخطف براءة الأطفال وتقتل النساء.
أفحم أصابع يد أحدهما، ترك خدوشا على أقدامه ووجهه بشظايا قاتلة، واخترقت أخرى فخذ الآخر النحيل لتعيقه طوال حياته دون علمه بسبب ما حدث له.
يقول نصر الله لـ"الموقع بوست" إنه كان يرعى الأغنام برفقة صديقه ناجي، وفي العاشرة صباحا هما بالمغادرة "كنا ضاويين بالغنم وحصلنا حاجة دائرية عرفنا بعد أنها لغم".
يضيف نصر الله واصفا الحادثة أن ناجي رفيقه طرقها مرة وهو طرقها مرتين "حتى انفجر بنا اللغم وحينها لم نفقد الوعي".
يواصل الطفل سرد الحادثة قائلا: "وبعد انفجار اللغم بنا وانتشار الشظايا على أجسادنا تمكنا من الذهاب بصعوبة إلى المنازل القريبة من مكان الحادثة ثم قام الأهل بربط جراحنا لإيقاف النزيف".
وقال نصر إنه أصيب في يده وساقه وقدميه بينما ناجي أصيب في ساقه وقدميه، راجيا عدم بتر قدميه فهي صحيحة وأنه يستطيع المشي عليهما.
لم يتمالك نصر الله دموعه حينما تحدث عن خوف والدته عند وصوله المنزل ملطخا بدمائه "خافوا أهل البيت كلهم وكانوا يتباكون".
وخلال حديثه لـ"الموقع بوست" نصح نصر الله أقرانه من الأطفال في مناطق شهدت نزاعا بعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة وعدم اللعب والعبث بها كي لا يقعوا ضحايا ويسيرون إلى مصير ما وقع به هو أو إلى الموت.
وامتدادا للقتل المستمر وشبح الموت الذي يترقب الناس من تحت التراب وفوقه لم يكن الطفل نصر الله ورفيقه أول ولا آخر ضحايا الألغام في مأرب، حيث تتوالى أنباء الموت وبتر الأقدام وانفجار الألغام بمأرب بشكل دوري حتى في المناطق التي مرت على تطهيرها فرق نزع الألغام.
مشوار موت طريقه يمتد إلى ما لا نهاية لم يستطع أحد إيقافه لا دوليا ولا محليا بطلب خرائط الحوثيين لنزع تلك الألغام على الأقل في المناطق التي باتت آهلة بالسكان.