[ مستقبل الحرب في اليمن ]
تمكنت جماعة الحوثي من تحقيق انتصارات كبيرة خلال الأشهر الأخيرة ضد القوات الحكومية المسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه جبهات القتال في محافظات اليمن ركودا غير مسبوق، يتهم التحالف العربي بتجميد بعضها وتقليص دعمه لجبهات أخرى.
وكل تلك العوامل وغيرها أتاحت لجماعة الحوثي الانفراد بكل جبهة على حدة خصوصا بعد ضمانها توقف جبهة الساحل الغربي وفقا لاتفاق ستوكهولم مع الحكومة الشرعية، محققة انتصارات متتالية بدأتها حجور ثم الضالع وكتاف وآخرها في نهم والجوف.
ومع التفوق والتطور الملحوظ الذي باتت تتمتع به جماعة الحوثي خصوصا في القدرات الصاروخية وسلاح الجو المسير في الآونة الأخيرة وإشغال التحالف العربي للشرعية بمعارك جانبية في المحافظات المحررة التي باتت فيها الشرعية اليمنية تخوض حربا للحفاظ على ما تبقى من شرعيتها وسيطرتها على بعض المناطق المحررة، أعلنت الرياض بشكل علني عن خوضها مفاوضات وحوارات مع الحوثيين لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وفي موازاة ذلك باتت الشرعية محاصرة من قبل حلفائها وتخوض حربا لبسط سلطتها في المحافظات المحررة من قبل مليشيات محلية تقوم أبو ظبي بدعمها
فما هو مستقبل الحرب بين السلطة الشرعية والتحالف العربي والانقلابيين الحوثيين في ضوء كل هذه التطورات المتسارعة؟
رغبة سعودية
يؤكد كثير من المحللين السياسيين استطلع "الموقع بوست" آراءهم بأن رغبة التحالف تبدو واضحة في إنهاء الحرب في اليمن وخصوصا المملكة العربية السعودية.
واستدل بعضهم بكثير من المؤشرات أهمهما فتح الرياض لقنوات حوار خلفية مع الحوثيين والتي جاءت بناء على نصائح حلفاء الرياض الغربيين، أمريكا وبريطانيا، واللتين تقودان جهودا للتقريب بين كل الأطراف بناء على إمكانية عزل جماعة الحوثي عن إيران.
وفي السياق تأتي التحركات الدبلوماسية في مسقط لوزير الخارجية البريطاني ووزير خارجية السعودية وممثلين حوثيين ومسؤوليين إماراتيين لبلورة الحلول، وقد كان لافتا تأكيد وزير الخارجية البريطاني بأن حرب اليمن ستنتهي مع انتهاء العام الحالي.
تسوية اللعبة
وبالنظر إلى تسارع وتيرة الأحداث في اليمن فإن اتجاه جماعة الحوثي للسيطرة على آخر معاقل الشرعية في شمال اليمن مأرب والجوف وسعي أبو ظبي والرياض لاستكمال سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على آخر المحافظات التي تسيطر عليها الشرعية في سقطرى وشبوة جنوبي وشرقي اليمن، يأتي في سياق تسوية الملعب تمهيدا لإنهاء الحرب وبدء مفاوضات الحل السياسي بين انقلابيي شمال وجنوب اليمن، واستبعاد الشرعية نهائيا أو جعلها الحلقة الأضعف في المعادلة والواقع الذي يجري هندسته.
ووفقا لذلك فإن تقويض التحالف للسلطة الشرعية مستمر، ومن خلال تطورات الجوف ومأرب العسكرية يتضح أن الهدف هو إزاحة حزب الاصلاح اليمني عن المشهد، وهو الهدف الذي لم تخف الإمارات، الدولة الثانية في التحالف، سعيها له منذ تدخلها في اليمن في العام 2015.
انتهاء الحرب
الخبير العسكري علي الذهب توقع انتهاء الحرب، معللا ذلك بأن ملامح سياسات السعودية لم تعد تبالي بشيء ولا حتى بالوحدة التي تدعي أنها تحافظ عليها.
وأضاف علي الذهب في حديث خاص لـ"الموقع بوست" أن الأمر أصبح مكشوفا بعد مرور خمس سنوات، حيث إنه لم يعد هناك حتى إقليمين، اذ لو كانت المملكة تريد ذلك لسعت إليه.
وأكد الذهب أن مشروع المملكة في اليمن يبدو واضحا فهي تسعى لثلاثة أقاليم يكون إقليم حضرموت والمهرة معها، وستدعم هذه الفكرة ومعها بريطانيا.
وأشار الذهب إلى أن الرياض ليست رافضة للانفصال لكن سياستها وسياسة الولايات المتحدة واحدة، وهؤلاء مجرد وكلاء للكبار، حد قوله.
وتابع الخبير العسكري أن "الرياض ليست موافقة للانتقالي بتنفيذ خطواته بالانفصال، ولكن الجميع مع ثلاثة أقاليم، وبمجرد تحقيق هذه الخيارات ستنتهي الحرب على الحوثيين باعتبارهم مكون سياسي يمني".