[ تصعيد الانتقالي الجنوبي في عدن ضد الحكومة ]
يتزامن شن جماعة الحوثي هجوم هو الأعنف على محافظتي مأرب والجوف مع تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا من تحركاته العسكرية في المحافظات الجنوبية من اليمن والواقعة تحت سيطرته وخصوصا في محافظتي أبين وسقطرى.
ففي محافظة أبين، دفع المجلس الانتقالي بتعزيزات كبيرة إلى المحافظة وشن مسلحوه عدة هجمات على مواقع قوات الجيش الوطني.
أما في أرخبيل سقطرى فيستمر المجلس الانتقالي في السير على خطى انقلاب عسكري على السلطة الشرعية إذ يستمر المجلس بشراء ولاءات لقيادات عسكرية لتعلن انشقاقها عن الشرعية وانضمامها للمجلس الانتقالي الجنوبي.
فما وراء التصعيد الجديد للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا؟
مخطط جديد
ومع تمكن قوات الجيش الوطني من إحباط المخطط الحوثي في السيطرة على محافظتي مأرب إلى جانب الجوف، وهو ما لم تكن أدوات إيران والإمارات تتوقعه، إذ كانت أدوات أبو ظبي تنتظر اكتمال المخطط الحوثي في الجوف ومأرب لتقوم بدورها بتدشين الفصل الثاني من المخطط والإجهاز على ما تبقى من معاقل الشرعية في شبوة وحضرموت، ومع فشل المخطط عزمت أبو ظبي المضي في المخطط، فقامت بالإيعاز لأدواتها في جنوب اليمن بالتصعيد.
وبحسب ما أكدت مصادر وثيقة الاطلاع لـ"الموقع بوست" فإن الرياض تمكنت من كشف المخطط وعرقلة تنفيذه في آخر لحظة، إذ كان مقررا تنفيذه بعودة مدير أمن عدن السابق شلال شايع ووفد المجلس الانتقالي في مفاوضات الرياض د. ناصر الخبجي وعبد الرحمن شيخ واللذين كان بعودتهما مقررا إعلان "الانتقالي" فشل اتفاق الرياض وتدشين مرحلة جديدة تحت يافطة فرض مقرراته بقوة السلاح والبدء بجولة حرب جديدة ضد القوات الحكومية.
وهو الأمر الذي جعل خارجية المملكة تصدر بيانا تدعو فيه المجلس الانتقالي والحكومة لتنفيذ اتفاق الرياض.
عجز سعودي
وبرغم تمكن الرياض من إحباط مخطط الإمارات و"الانتقالي" بتفجير الوضع في المحافظات المحررة، فإن تصعيد "الانتقالي" مستمر إذ لم تتوقف التحركات العسكرية، فقد أقدم "الانتقالي" على الدفع بتعزيزات كبيرة من محافظة لحج إلى عدن، وقام بمنع اجتماع حكومي كان مقررا في قصر معاشيق بعدن، ورفض إحلال قوات دربت في المملكة من تولي حماية مطار عدن، ولا يزال مسلسل التصعيد الإعلامي والعسكري مستمر، وسط عجز سعودي عن كبح جماح المجلس الانتقالي.
تردي العلاقة
الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي اعتبر منع السعودية قيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى عدن مؤشرا على تردي العلاقة بين الطرفين.
وقال السقلدي في حديثه لـ"الموقع بوست" إن هذه الواقعة لم يكن لها أن تأخذ كل هذا السجال الإعلامي الحاد والغضب الجنوبي العارم لو كانت وليدة الصُدفة، ولم تكن ثمة تراكمات قد علقت بجسد هذه العلاقة، وبالذات بعد خروج الإمارات من مسرح العمليات القتالية واعتراها فتور كبير نراه يأخذ اليوم منحىً تصعيديا خطيرا.
وأضاف السقلدي أن العلاقة بين الجانبين وإن لم تشهد صداما عسكريا مباشرا في المدى المنظور لحاجة كل طرف للأخر، وخشية السعودية من انفلات زمام الأمور من يدها بالجنوب بعد أن تقوضت أهدافها بالشمال، فإن ذلك لا يعني أن هذا الوضع المضطرب بينهما سيظل في حدود السيطرة.
وعلل ذلك بالقول إن الأطماع السعودية بالجنوب وباليمن عموما تتصادم مع مشرع الانتقالي الاستقلالي، مدللا ذلك بالمهرة وما يجري فيها من تكريس للوجود السعودي بطريقة فجة، قال إنها "تثير حفيظة مكتومة لدى "الانتقالي" قد تتفجر في أي وقت".
إضافة إلى ذلك -بحسب السقلدي- فإن السعودية ترى بالجنوب من أول يوم للحرب مجرد جسر عبور للوصول لضفة مصالحها ومجرد بندقية أجيرة، وكل هذا الانعكاس بالمشاريع وكل هذا النوايا المريبة يعني بالضرورة وصول الطرفين إلى مفترق طرق، وبالمحصلة النهائية قد نرى بالغد تصعيدا أكثر مما هو حاصل اليوم في عدن وأبين وبعض مناطق شبوة.
وهي العلاقة التي يرى السقلدي أنها ربما تصل إلى الطلاق البائن والصدام المباشر، ومن الصعوبة بمكان تصور شكل تلك النهاية وشكل ذلك الطلاق والصدام المباشر ومدى خطورته.
ضغط على الطرفين
من جانبه، قال الخبير العسكري اليمني علي الذهب إن قيام المملكة بحجز وفد المجلس الانتقالي الجنوبي جاء نتيجة لتعثر اتفاق الرياض بعد مرور أربعة اشهر.
وأضاف الذهب في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الحجز الذي طال وفد "الانتقالي" ليس منعا لهم لوحدهم، فهناك استدعاء للحكومة إلى الرياض، على خلفية تزمت وتعنت من قبل الطرفين واختلاف حول قضايا معينة.
وتابع الذهب بالقول إن الرياض أرادت ألا يفشل اتفاق الرياض، فبادرت إلى وضع حد للطرفين، وفرض أمر واقع للتنفيذ، لأن مصالحها في المقام الأول مرتبطة بتنفيذ هذا الاتفاق وسمعتها، وتأثير هذا الاتفاق على مجريات الحرب وتدخلها في اليمن وتقدمها على الحوثيين، حد قوله.
واعتبر الذهب قيام الرياض بهذا الإجراء بمثابة الضرورة التي تبيح لها محظورات معينة.