[ مخاوف من انتشار وباء كورونا في ظل الحرب الحرب ووضع صحي سيئ ]
يستغل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الخوف من وصول كورونا – كوفيد 19 المستجد، ويدعو مختلف الأطراف في اليمن إلى خفض التصعيد العسكري، والذهاب لحماية المدنيين من خطر ذلك الفيروس.
وجدت تلك الدعوة تأييدا وقبولا لدى بعض اليمنيين الذين يرون أن خطر فيروس كورونا سيكون أشد من الحرب، بالنظر إلى الخسائر الكبيرة التي لاقتها كثير من الدول بسبب ذلك الوباء الذي توفي جراءه حتى الآن أكثر من 13 ألف، وأصيب به مئات الآلاف حول العالم.
حتى اليوم لا تزال جبهات القتال مشتعلة، ويستمر الحوثيون بالتصعيد في كثير من المحافظات. في المقابل الوضع الصحي في اليمن في أسوأ حال جراء استمرار الحرب، ما يعني الفشل الذريع في مواجهة وباء كورونا الذي عجزت الكثير من الدول عن التعامل معه كإيطاليا.
وطوال فترة الحرب في اليمن سقط الآلاف ما بين قتيل وجريح، وتوفي الآلاف أيضا بأوبئة وجائحات مختلفة كان أبرزها حمى الضنك والكوليرا.
من أجل كل اليمن
في صعيد ذلك، اقترح الناشط مصطفى العبسي أن يتم إيقاف كامل -ولو مؤقتا- للنزاعات العسكرية، من أجل مواجهة كورونا، العدو القاتل الذي جعل الجميع في خطرة، والذي لا يعترف بأي حدود أو فوارق، حسب تعبيره.
وبرر وجهة نظره تلك في منشور بصفحته بموقع الفيسبوك، بالقول إنها بادرة للحفاظ على أرواح الناس وعائلاتهم، وعلى ما بقي من هذا المجتمع المنهك، مقترحا عمل لجنة أزمات يمنية واحدة (تضم كل اليمن)، تتعامل مع التنسيق لمواجهة هذه الأزمة، وتتألف من خبرات صحية وتقنية ماهرة في إدارة الأزمات، وتطوع لها الإمكانيات والتفويض الكامل من قبل كل الأطراف حتى تتمكن من التحرك والتنسيق محليا وإقليميا باسم كل اليمنيين.
وأكد أن الحفاظ على أرواح الناس، مسؤولية أخلاقية عظيمة تتجاوز أسباب الشقاق والنزاعات بين مختلف الأطراف. مشيرا إلى وجود تصور واضح -لدى جهات صحية وإغاثية نزيهة- عن كيف يمكن تطبيق هذا الاقتراح عمليا دون الدخول في متاهات الصراعات والفرقة السياسية.
في جبهة "كورونا" لا مكان للسياسة
تحت ذلك العنوان كتب الناشط عبدالرب السلامي منشورا في صفحته بموقع الفيسبوك، وباء "كورونا" إذا حل في اليمن لن يفرق بين شرعية وانقلاب ولا بين جنوب وشمال ولا بين مسلح وأعزل.
وأظهر خشيته من أن تكون الجهود المجزأة (في إشارة إلى إجراءات الحوثيين والحكومة) سببا في دخول الوباء والفشل في السيطرة عليه، لا سيما ومنظمة الصحة العالمية قد حذرت من خطورة انتشاره في اليمن.
ومن ذلك المنطلق، أكد دعمه المبادرات التي تسعى إلى تشكيل خلية مشتركة لمواجهة وباء "كورونا" برعاية منظمة الصحة العالمية، تضم وزارة الصحة في الحكومة الشرعية والجهات الصحية المختصة في مناطق سيطرة الانقلابيين إضافة الى المنظمات الصحية والإنسانية الدولية والإقليمية الداعمة لليمن.
وحث على ضرورة استغلال الفرصة قبل فوات الأوان، ودعم أي مبادرات تجعل من مكافحة وباء "كورونا" هدفا إنسانيا بعيدا عن كافة الحسابات السياسة.
دعوات لإطلاق سراح السجناء
وكان غريفيث ومنظمة سام دعوا إلى سرعة إطلاق الأسرى والمختطفين وتنفيذ الاتفاق بشأن ذلك، خشية إصابتهم بفيروس كورونا.
ورحبت الخارجية اليمنية بتلك الدعوات، وقال وزير الخارجية محمد الحضرمي إن الحكومة تسعى لذلك، كونها إنسانية بحتة. مؤكدا "نحن مستعدون وجاهزون إذا كان هناك نية حقيقية من قبل الحوثيين".
وفي محاولة لحماية اليمن، قامت الحكومة اليمنية وحكومة الحوثيين باتخاذ إجراءات احترازية مختلفة، منها منع الصلاة في المساجد، وإيقاف الدراسة، وعمل حجر صحي للمسافرين القادمين من الخارج.
وفشلت مختلف الحلول والمبادرات والاتفاقيات طوال أكثر من خمس سنوات حرب، في إيقاف النزيف في اليمن، فهل ستتوقف المعارك هذه المرة لمواجهة كورونا، خاصة أن الطرف الوحيد الذي بدأ بالتصعيد مؤخرا هم جماعة الحوثي؟