[ إعلان التحالف فتح مطار صنعاء.. انتصار حوثي وضربة موجعة للشرعية ]
رفع التحالف العربي يوم الاثنين (27 يناير/كانون الثاني)، الحظر بشكل جزئي عن مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ انقلابهم على الدولة في سبتمبر 2015.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن قيادة القوات المشتركة للتحالف وإلحاقاً لما تم الإعلان عنه سابقاً من مبادرة إنسانية بتاريخ (14مايو/أيار 2018م) ستبدأ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في جسر الإخلاء الجوي إلى دولتين خارج اليمن.
من جانبها أوضحت وزارة الخارجية اليمنية أن الرحلات الجوية ستخصص لنقل الحالات المرضية المستعصية للعلاج خارج البلاد في الأردن ومصر، وذلك منذ بداية شهر فبراير/شباط القادم.
وبررت تلك الخطوة بأنها من أجل التخفيف من معاناة المواطنين، بسبب مشقة السفر برا التي كانوا يوجهونها للوصول إلى مطارات في محافظات أخرى.
وجاءت هذه الخطوة عقب إعلان التحالف في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن سماحه بتسيير رحلات جوية من مطار صنعاء الدولي، لنقل الحالات المرضية، وهو القرار الذي رحبت به بشدة جماعة الحوثي آنذاك.
وطوال فترة الحرب بقي تركيز جماعة الحوثي منصبا على إعادة فتح مطار صنعاء، إذ يقول المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لهم يوسف الحاضري، إنه ومنذ إيقاف الرحلات المدنية عبر المطار توفي أكثر من 43 ألف مريض.
وأواخر العام الماضي، وصل 128 أسيرا حوثيا من السعودية إلى مطار صنعاء. وفي 23 يناير/كانون الثاني الجاري، كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، بأنهم أفرجوا عن 400 أسير حوثي لإثبات حسن النية.
كيف حقق الحوثيون المكاسب؟
ويلاحظ أن فتح المطار تزامن مع اندلاع معارك عنيفة أسفر عنها تراجع القوات الحكومية شرق صنعاء وغرب مأرب والجوف، والمحصلة من ذلك -كما يرى المحلل السياسي فؤاد مسعد- أن الحوثيين استطاعوا تحقيق مكاسب سياسية وميدانية مهمة بتوسعهم عسكريا هناك ثم إعادة فتح المطار.
وأكد لـ"الموقع بوست" أنه لم يكن هذا نتاج الصدفة أو أنه جاء بدون إعداد مستمر، فالحوثيون منذ أن بدأت "عاصفة الحزم" وهم يضغطون من أجل استئناف العمل في مطار صنعاء، وظلوا يطرحون هذا المطلب مع كل جولة مفاوضات، وكثيرا ما عرقلوا المشاورات بحجة المطالبة بإعادة فتحه، واستطاعوا في الفترة الأخيرة إقناع أطراف فاعلة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة بذلك، وهو ما شكل ضغطا متواصلا من المنظمات الدولية والوسطاء على التحالف العربي وقيادة السعودية.
وفي الصعيد الميداني استطاع الحوثي توظيف حالة الركود التي أصابت الجبهات في الاستعداد لشن هجوم واسع ومكثف من أجل تأمين العاصمة صنعاء بل والتوسع على حساب المناطق الإستراتيجية للحكومة الشرعية والجيش الوطني، وكل هذا جاء متزامنا مع وجود المبعوث الأممي في صنعاء ودبلوماسيين أوروبيين بينهم سفير الاتحاد الاوروبي، وفق مسعد.
وذلك يعني -كما يؤكد المحلل السياسي اليمني- أن الحوثي حقق مكاسب سياسية وعسكرية معتمدا على الدواعي والمبررات الإنسانية في إعادة فتح مطار صنعاء، في ظل ضعف الأداء السياسي والدبلوماسي للحكومة الشرعية.
تساؤلات
ويبدو الأمر بالنسبة للصحفي عامر الدميني مثيرا للقلق، فهو يتساءل في صفحته بموقع فيسبوك عن إمكانية أن يكون هناك أشياء أخرى من إعادة فتح المطار، خاصة أن مطارات أخرى في اليمن لا تزال مغلقة.
وتساءل: من هم المرضى الذين سيتم نقلهم إلى خارج البلاد للعلاج؟ وهل سيسمح الحوثي للمرضى المحتاجين فعلا للخروج؟
وظل مطار صنعاء مغلقا منذ منتصف 2016 خشية وصول أسلحة إليهم من إيران، واقتصر العمل فيه على استقبال طائرات الأمم المتحدة، التي أقلت وفودا أممية.
وأعلن رئيس اللجنة العليا للجسر الطبي الإنساني بجماعة الحوثي مطهر درويش، أن أول رحلة علاجية عبر مطار صنعاء الدولي تنطلق في الثالث من فبراير/ شباط المقبل، سيتم عبرها نقل 30 مريضا و 30 مرافقا.