أثار حفل إعادة فتح مطار الريان في المكلا بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن) بحضور سفير الإمارات لدى بلادنا سالم الغفلي وغياب وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا صالح الجبواني إلى جانب علم أبوظبي، موجة سخط وسخرية كبيرين بين أوساط اليمنيين.

وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي ومحافظ حضرموت اللواء فرج سالم البحسني، في خطوة عدها ناشطون خرق للبروتوكولات.

وخلا الافتتاح من حضور العلم اليمني فيما رفع علم الإمارات، وهو ما أثار حفيظة عدد من النشطاء اليمنيين على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي رصد "الموقع بوست" بعضا منها.

وكان قد دُشن صباح اليوم الأربعاء إعادة فتح المطار بوصول أول رحلة ركاب لطيران الخطوط الجوية اليمنية، قادمة من العاصمة المصرية القاهرة، بعد انقطاع الرحلات المدنية لأكثر من أربع سنوات.

وتأتي عودة افتتاح مطار الريان بعد إغلاقه أكثر من أربعة أعوام من قبل الإمارات عقب سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا، وبعد تحريره مطلع 2016 استمر إغلاقه بسبب تحويله من قبل القوات الإماراتية إلى قاعدة عسكرية وسجن سري لها، اعتقلت فيه مئات المعارضين لوجودها في اليمن والموالين للحكومة الشرعية.

وفي السياق قال محافظ محافظة المحويت صالح سميع "انظروا في الصورة وستجدون لسان حالكم يقول: حفل رسمي على أرض يمنية يحضر فيه علم دولة أخرى ويغيب العلم الوطني".

وأضاف: "ما هذه الوقاحة البليدة (للبعض)؟ وما هذه الدنية والذل والصغار عند (البعض) الآخر"، في إشارة منه للمحتل الإماراتي وممثلي الحكومة في حضرموت.

وتابع: "ستشكل هذه الصورة عارا تأريخيا تتناقله الأجيال وتحتضنه كتب التأريخ".

من جانبه الإعلامي سمير النمري كتب: "الصورة ليست في مدن الإمارات، إنها في حضرموت شرقي اليمن، أغلقت أبوظبي مطار المكلا وقامت بتحويله إلى سجن سري للتعذيب لأكثر من 4 سنوات، وحرمت أبناءه من السفر، اليوم احتفلت السلطة المحلية بإعادة افتتاحه ورصت أعلام الامارات بدلا عن علم اليمن".

وتساءل النمري بالقول: هل هناك أقذر من هذا الفعل المشين؟

من جهته قال الناشط سليمان الحماطي "اليمن الكبير بلد لا يضيع، أما الصغار فيصنعون من الهمجية مساحة للظهور".

وأضاف : أين الرئيس؟ يا لأحزاننا!

بدروه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي قبول الخنبشي ومسؤولي الحكومة بهكذا حضور "خزيا وانحطاطا".

وقال التميمي "نائب رئيس الوزراء ومحافظ حضرموت حضروا في حفل إعادة افتتاح مطار الريان بصورة مخزية وتدعو للشفقة".

وأوضح أن تغييب العلم اليمني وقبول المسؤولين بالأمر يشير إلى "انحطاط الطبقة الحالية من الحكام العموميين والمحليين الذين لم يحددوا بعد هل هم مع اليمن أم ضده".

في حين قال الكاتب الصحفي علي الفقيه "أغلق الإماراتيون مطار الريان في المكلا أربع سنوات وحولوه إلى قاعدة عسكرية وسجن سري للتعذيب".

وأضاف "عندما فتحوه اليوم حاول الإماراتيون أن يطمسوا جريمتهم من خلال تقديم افتتاحه كإنجاز يستحقون عليه التكريم ورفع الأعلام، والمسؤولون اليمنيون يستمتعون بهذا الدور".

وكتب الصحفي خليل العمري "‏منعوا وزير النقل الجبواني من افتتاح إعادة تشغيل مطار الريان ورفعوا أعلام الإمارات وكأنهم في رأس الخيمة وليس بحضرموت".

وتابع "اليمن ستبقى بلادنا مهما مررنا من حالات ضعف وانكسار والإماراتيون سيرحلون صاغرين اليوم أو غدا".

واعتبر الناشط محبوب قحطان ذلك خطوة خطيرة وانتهاك لسيادة البلد، مشيرا إلى أن خطوة رفع علم دولة الإمارات فقط هو خرق للبروتوكولات المتعارف عليها دولياً أثناء المهرجانات.

وأردف "توجيهات السفير الإماراتي لدى اليمن برفع علم الإمارات واستبعاد علم الجنوب والشمال أثناء افتتاح مطار الريان صباح اليوم"، مضيفا "من يهن يسهل الهوان عليه".

أما إسماعيل الرباصي فقال "صورة من افتتاح مطار الريان بعد خمس سنوات من إغلاقه من قبل الإمارات الإسرائيلية".

وأردف "صورة من غير تحية لعملاء وخونة اليمن، افتتاح مطار الريان الدولي اليمني في الإمارات"، كما تساءل عن أي مؤسسات لا يوجد فيها علم يمني، في إشارة منه إلى مؤسسات الدولة في جنوب اليمن والخاضعة لسيطرة الإمارات.

الناشط أحمد الريمي علق بالقول "الخنبشي والبحسني حضرا حفل افتتاح مطار الريان برؤوس مطأطئة وذليلة وغاب عن الحفل صاحب الشأن وزير النقل الجبواني، سقط علم اليمن ورفرف علم الإمارات التي كانت تتخذ المطار كسجن كبير لاعتقال وتعذيب الأبرياء".

وأضاف "نجحت الإمارات في استقطاب الخنبشي ونجح هو في السقوط فلم يعد يمثلنا كأحد الأسماء المرشحة لتشكيل الحكومة".