[ ما دلالة زيارة نائب وزير الدفاع السعودي لمسقط؟ ]
زار مؤخرا الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي العاصمة العمانية مسقط كأول زيارة له منذ توليه الملف اليمني، وكانت برفقة عدد من المسؤولين أبرزهم سفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر.
والتقي الأمير خالد خلال تلك الزيارة بسلطان عمان قابوس بن سعيد، والوزير المسؤول عن شؤون الدفاع العماني بدر البوسعيدي، ووزير المكتب السلطاني بسلطنة عمان الفريق أول سلطان النعماني.
شكلت تلك الزيارة أهمية بالغة نظرا لارتباطها بالملف اليمني، حيث سبق أن عملت عمان على تقريب وجهات النظر بين الحوثيين والحكومة والسعودية كذلك.
تزامن ذلك مع إجراء محادثات في مسقط قبل أيام، بين مسؤولين سعوديين وقيادات في جماعة الحوثي لوقف الحرب في اليمن، وكذلك مع وجود هدنة غير معلنة بين الطرفين، وحراك واسع تبنته الرياض من أجل احتواء التوتر بين السلطة ومليشيات الانتقالي التابعة للإمارات، والذي انتهى باتفاق الرياض.
وتضغط دول عديدة من أجل الاستفادة من اتفاق الرياض، والخروج بحل شامل للأزمة اليمنية التي سقط جراءها الآلاف من القتلى والجرحى.
حاجة سعودية ملحة
وعن دلالة تلك الزيارة، يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أنه استدعتها حاجة المملكة إلى إنهاء حالة الفتور الظاهرة في العلاقات مع سلطنة عمان، والتي نجمت عن سياسة تفجير المواقف والتهديد بالقوة في وجه الجميع في المنطقة ممن لا يذعنون للتوجهات الجديدة والتي نجح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في فرضها على ولي العهد السعودي في مستهل حكمه للمملكة وحربه في اليمن.
وأوضح لـ"الموقع بوست" أن التفاهم مع سلطنة عمان محركه الأساسي من الجانب السعودي هو الحاجة إلى ضمان موقف عماني مؤيد لاتفاق الرياض، وهو وصفة للتسوية في المناطق المحررة، يمكن أن تعيد تسويق ولي العهد السعودي كرجل سلام بعد أن بالغ في استعراض قدراته الحربية.
يأتي ذلك في سياق توجه سعودي يهدف إلى الانتقال إلى المرحلة التالية وهي التسوية مع الحوثيين، وفق التميمي الذي يعتقد أن كلا التحركين (اتفاق الرياض والتسوية مع الحوثيين) لا يقودان إلى تسوية شاملة بقدر ما ينهيان المعركة على نتائج مخيبة للآمال.
وبحسب التميمي يمثل ذلك انعكاسا للمواقف السودانية لكل من الرياض وأبوظبي تجاه اليمن، واللتين تريان فيه مساحة مستباحة يمكن إعادة تشكيلها وفقا للطموحات الجيوسياسة التي ستجد في ذريعة مكافحة الإرهاب مسوغًا لتوجيه هذا القدر من الأذى والاستهداف لأكبر كتلة سكانية عربية مسلمة في الجزيرة العربية.
التهدئة
وهناك توتر ملحوظ بين عمان والسعودية على خلفية نفوذ الأخيرة في المهرة، الأمر الذي أدى إلى اعتصامات متكررة من قبل أبناء تلك المحافظة ومواجهات طفيفة مسلحة مع القوات السعودية.
من جهته، يرى الإعلامي عبد الله دوبلة أن السعودية لا تحتاج لعمان للوساطة مع الحوثيين، برغم أن السلطنة لها دور في الشأن اليمني.
وأرجع سبب ذلك في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى امتلاك السعودية قنوات للتواصل مع الحوثيين.
وقال دوبلة إن زيارة بن سلمان هي بغرض التهدئة مع عمان، خاصة أن هناك تنافسا محموما بالمهرة شرقي اليمن.
ولم يستبعد أن يكون الغرض من الزيارة هو الطلب من عمان التهدئة بين إيران والسعودية، ما يعني أن ذلك يمكن أن يسهم إجمالا في تهدئة الوضع إقليميا.
يشار إلى أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث زار مسقط نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، والتقى وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله، وبحث الجانبان الجهود المبذولة مع الأطراف المختلفة في مسار تحقيق السلام في اليمن