أشعل تطبيق جديد يدعى faceapp، مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، فقد نشر عدد كبير من الناشطين والإعلاميين اليمنيين صورهم بعد التعديل عليها من خلال ذلك التطبيق والذي يعمل بتنقية الذكاء الإصطناعي، ويستطيع التوقع بشكل الشخص بعد 60 عاماً أو أكثر من الآن.

وتداول ناشطون يمنيون صورا لهم على التطبيق face app بعد 50 عاما في تعليق لا يخلو من روح الفكاهة والدعابة.

وفي السياق قال الكاتب الصحفي عامر الدميني: "اليمنيون مستعجلون على أرواحهم، كثير نشروا صورهم على أساس إنها لهم بعد كم سنة"، وأضاف: "على أيش مستعجلين؟ قد شيبنا ونحن في الثلاثينات".

من جانبها، الإعلامية والناشطة بشرى حسن نشرت صورتها وقالت تعليقا عليها: "جبر قلبي عجوزة من حق الجنة".

وكتب الصحفي طلال الشبيبي: "الفيسبوك تحول إلى دار للمسنين".

وفي منشور لعامر البكاري على فيسبوك قال: "مساكين الأشخاص الذين جربوا برنامج faceApp وطلعوا شوعة قوي، وما عد رضوا ينزلوها هنا على الفيسبوك، والذي عاده جالس من أمس لليوم يحاول يتصور صورة حلوة عشان يستخدمها في البرنامج وللأسف ما طلعت معه".

وأضاف: "لكن صدقوني أن الأشخاص الذين نزلوا صورهم مسنين هم في الواقع أبشع مما بدت عليها أشكالهم في البرنامج أكلوا المقلب وصدقوا حالهم أنهم بيكونوا في المستقبل وسيمين وكيوتين".

وتابع البكاري ساخرا بالقول: "أنا أُجزم بأن أشكالهم مستقبلاً لن تختلف عن شكل الورقة النقدية فئة 50 ريالا الممزقة والملصقة".

الناشط أسامة المحويتي  شبه ساخرا شبابا من حزب التجمع اليمني للإصلاح قائلا بأن شكلهم وهم مسنون يشابه رموز الإخوان وقادة حماس وبعض الأتراك والإيرانيين، وأضاف "ما تنفيه البيانات الإعلامية تؤكده الصور والتجاعيد والجينات".

الصحفي علي الفقيه علق على الأمر من وجهة نظر أخرى إذ قال: "لا تستعجلوا على أنفسكم فاليمنيون بالتأكيد يشيخون بوتيرة أسرع مما يمكن للتقنية التنبؤ به، فنحن نمر بأحداث تجعل الولدان شيباً.. لن تمهلكم الأيام كثيراً"، في إشارة منه إلى الحرب التي تشهدها اليمن.

ونشر الإعلامي سفيان جبران قائلا: "ما عرفتني.. عندما يبلغ عمري الخمسين وأشبه كريشان".

نادية عبد الله وكيلة وزارة الشباب والرياضة قالت: "قد شيبت بنا الأحداث والحروب والقهر والغلب، ما عاد نحتاج برامج تتوقع أشكالنا، لأن الشيب شيب القلب والروح وليس الشكل".

وأضافت: "القلوب قد شيبت من كثر ما لاقت من غلب وقهر على من فقدنا من أحباب وأصدقاء وأبطال ومناضلين وأحرار، شيبت من الغربة والتشرد والبهذلة وعدم الاستقرار، شيبت مما عمل المجرمون والانقلابيون والمتمردون بنا وبالوطن". وتابعت: "شيبت قهرا على الأبطال الذين بالمعتقلات، وعلى الجرحى والشهداء والمظلومين والجياع والمرضى والجهلة، شيبت قهرا باختصار على الوطن".

الكاتب الصحفي محمد الأحمدي علق بطرافة بعد نشر صورته، طالبا من أولاده في المستقبل بالقول: "يا أولادي.. لو حصل عندكم انقلاب نفذه جيل جديد من الإماميين السلاليين إياكم ثم إياكم أن تذهبوا إلى جيرانكم عربان الجزيرة لاستعادة دولتكم"، وهي إشارة لتكرار نفس المشهد الراهن في اليمن مستقبلا.

الإعلامي والكوميدي محمد الربع هو أيضا سخر من إطالة الحرب في اليمن وقال: "تشاهدون في  برنامج (عاكث خط) 2040  (عاكس خط) -في إشارة منه إلى كبر السن وعدم القدرة على النطق بحرف السين لعدم وجود الأسنان بعد كبر السن- آخر أخبار تقدمات الجيش في جبهة نهم، طيران التحالف يشن غارات عنيفة على جبل النهدين، التصريحات الحكومة بشأن إمكانية صرف الرواتب، مناشدات المواطنين لإصلاح طريق العبر".

وتساءل الناشط السياسي حمزة المقالح بالقول: "هذا فيس بوك أم آلة الزمن؟".

ونشر الصحفي والناشط الحقوقي موسى النمراني قائلا: "لا تستعجل على الشيب، سيأتي في وقته المناسب. ويتجاهل أنني كل يوم أتلقى أو أقدم التعازي في موتى أغلبهم في سني وبعضهم أصغر مني، منهم من مات قبل أن ينبت شاربه الأسود".

وأضاف: "هذا البرنامج فتح لنا بابا لاستشراف المستقبل، لإشباع رغبة لا تفسير لها برؤية أنفسنا بعد عشرين سنة، لا أعتقد أنها عشرين سنة فعلا، فهذه التجاعيد تحتاج على الأقل لثلاثين سنة إضافية من التويتر والفيسبوك، لكننا لا نضمن أنه يمكننا المقاومة لعشرين أو ثلاثين سنة في المستقبل".

وتابع: "المثير بالنسبة لي أنني لم أر شخصا غريبا وأنا أنظر إلى صورتي المعدلة، في الواقع هناك شخصان في داخلي يتعايشان بسلام منذ بدء الخليقة؛ أحدهما طفل يحب مجالسة الكبار، والثاني شيخ وقور لا يضايقه وجود الأطفال".