توفي اليوم الثلاثاء الدكتور "فضل الجبلي" استشاري أمراض وجراحة العيون في العاصمة المؤقتة عدن بعد عودته من رحلة علاجية شملت الهند والأردن وألمانيا ومصر حيث كان يعاني من مرضٍ عضال ألم به قبل سنوات.

ويعد الدكتور فضل الجبلي من الشخصيات الطبية المعروفة في اليمن، من خلال مسيرته المهنية في الطب والصيدلة، والأعمال الإنسانية التي قدمها، ورعايته ودعمه لمنتدى تنمية الثقافة.

ونعت نقابة الأطباء بمدينة تعز رحيل "فضل الجبلي" عضو الهيئة الإدارية للنقابة واستشاري أمراض وجراحة العيون، ووصفته بالطبيب الإنسان.

وقالت نقابة الأطباء بمدينة تعز إن الجبلي كان نموذجا لرجال الخير والعطاء، لافتة إلى أنه توفي بعد رحلة حافلة من العطاء والإحسان والخير في بعده الإنساني والثقافي.

وأوضحت بأن رحيله يمثل خسارة كبيرة لليمن، وكان من أبرز رجال الخير والإحسان في مدينة تعز والذي عرف في الأوساط الطبية والعلمية والشعبية لأكثر من ثلاثين عاماً منحازاً لهموم الناس ومشاكلهم وتطلعاتهم.

الجبلي من مواليد قرية المسندة مديرية دمت بمحافظة الضالع، وتلقى تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي في محافظة تعز، ثم انتقل إلى دولة الهند لدراسة الطب، وحصل على شهادة البكالوريوس بامتياز من جامعة كلكتا الهند.

عاد إلى اليمن للخدمة الريفية لمدة عام كطبيب في مدينة تعز ومدينة الراهدة بتعز، ثم سافر مجددا إلى دولة الهند للدراسات العليا في طب وجراحة العيون.

فاز باختبار القبول بامتياز من بين جميع المتقدمين الأجانب في مدينة نيودلهي الهندية، ليكمل دراستة العليا في أشهر الجامعات الهندية وفي آسيا لطب وجراحة العيون (AIIMS) .

وشارك في عدد من الدورات التدريبية في عدد من الدول العربية والأجنبية أبرزها الإمارات، مصر، تونس، لبنان، الهند، إيطاليا، اليابان. وفي سنة 1995 عاد الدكتور فضل الجبلي إلى اليمن ليعمل طبيبا في المستشفى الجمهوري في مدينة تعز.

وفي عام 1999 قام الدكتور الجبلي بتأسيس مستشفى الجبلي التخصصي تحت إشرافه ليكون مستشفى لطب وجراحة العيون، الذي من خلاله عرف بأشهر جراح في اليمن في طب وجراحة العيون.

ترأس الجبلي مجلس إدارة شركة الجبلي للتجارة والتي تعني باستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية المختلفة، كما كان عضواً فاعلاً في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في مدينة تعز.

وأعرب ناشطون عن حزنهم لرحيل الجبلي، مستعرضين مناقبه ومواقفه، معتبرين رحيله مثل خسارة لمحبيه ولمدينة تعز التي عاش فيها لسنوات.

وقال الصحفي ياسين التميمي في منشور على فيسبوك إن الجبلي كان مثالاً للإنسان البسيط والطبيب المُحب والداعم لأهله وجيرانه وأبناء مُجتمعه، بل لكُل من تواصل معه من أبناء وطنه الميسورين والفقراء على حد سواء ومن جميع مشارف بلدنا الحبيب اليمن.

أما الصحفي عامر الدميني فكتب في صفحته بفيسبوك معلقا على رحيله بالقول: "مات الدكتور فضل الجبلي في تعز.. الطبيب المعروف بأخلاقه وسيرته الفاضلة".

وأضاف: "كانت علاقته بالصحافة جيدة وإعلان مشفاه في أكثر من صحيفة كان تجسيدا لدعمه للصحافة".

الناشط عبد العزيز سرحان تحدث عن الجبلي في صفحته بفيسبوك قائلا بأنه كان جبل العطاء والخير، أناخ بقافلة العطاء والبذل الكبير آلاف الكفالات للأيتام والفقراء، مشيرا لمئات الحكايات والمواقف، لرجل غني كريم عطوف مئات البطون إن لم يكن الآلاف أشبعها عطاء هذا الرجل كلهم اليوم يترحمون عليه.

وكتب الصحفي سمير النمري في صفحته بفيسبوك يقول: "كل من يعرف الدكتور فضل يدرك مناقبه وحسن أخلاقه وكرمه وحبه لمساعدة الشباب وانشغاله الدائم بتطوير الخدمات الطبية في مجال العيون".

ودعا الدكتور عبد الحميد الحسامي، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك خالد - أبها- المملكة العربية السعودية، كل أصدقاء الدكتور فضل الجبلي ومحبيه إلى الإسهام في كتاب توثيقي لحياته وإسهاماته في خدمة المجتمع والثقافة.

وقال الدكتور الحسامي، في منشور له على الفيسبوك: "إن الدكتور فضل الجبلي عاش راعيا وداعما لمنتدى تنمية الثقافة خلال عقد من الزمن تقريبا"، مشيرا إلى أن هذا الكتاب التوثيقي يعد "تجسيدا لخلق الوفاء"، داعيا الجميع للمشاركة في هذا الكتاب من المشاركة الشعرية والمذكرات واللقاء وغيرها.