أثار انتحار طالب يمني في دولة الهند -بعد تجاهل السفارة اليمنية لمناشدته بحل مشكلته مع مكتب الهجرة الهندية- تنديداً وسخطاً واسعين بين أوساط اليمنيين.

وأقدم الطالب اليمني محمد عثمان دجيرة، الخميس، على الانتحار شنقا في شقته التي يسكنها في مدينة حيدر أباد، بعدما تجاهلت السفارة اليمنية رسائله ومناشداته لحل مشكلته التي يواجهها مع الأمن ومكتب الهجرة الهندية، حسب ما أفاد اتحاد طلاب اليمن في الهند في بيان له.

وزاد غضب اليمنيين بعد تداول ناشطين صورا لرسائل الطالب دجيرة يناشد فيها السفير اليمني في الهند السفير عبد الملك الإرياني والقنصل في نيودلهي محمد سعيد الشرعبي على تطبيق واتساب بالتعاون معه وحل مشكلته، غير أنه لم يتم الرد عليه، والمهلة التي أعطيت له ليغادر الهند انتهت، وأصبح ملاحقاً من الشرطة.

 وقال نائب رئيس اتحاد طلاب اليمن في ولاية أورانج آباد الهندية، عزيز العنسي، إن الطالب ناشد القنصلية التواصل مع الشرطة الهندية باعتبارها الجهة المعنية بمثل هذا الإجراء، وهي القادرة على منع وضع اسمه في القائمة السوداء.

وأضاف "كان دجيرة يخشى إعادته إلى اليمن بعد أن خسرت أسرته مبالغ مالية طائلة لينهي دراسته في الهند".

وفي السياق قالت الناشطة الحقوقية هدى الصراري -الفائزة بجائزة الـ(أورورا) للصحوة الإنسانية - "طالب يمني ينتحر نتيجة انتهاء مدة إقامته في حيدر أباد ولم تتخذ سفارة اليمن في الهند تجاهه أي إجراء أو حل لرجوعه لليمن".

ودعت الصراري إلى التحقيق في هذه الواقعة واتخاذ الإجراء المناسب تجاه سفراء اليمن الذين يخذلون اليمنيين في بلدان العالم ويضيفون معاناة إلى معاناتهم.

من جانبه الصحفي عبد الوهاب الشرفي قال "عندما يتعلق الأمر ببنت حلوة يتفانى المسؤولون ويقطعون إجازاتهم وعندما تتعلق بغيرها يغلقون هواتفهم ولا كأن الأمر يعنيهم".

وتساءل الشرفي: "هل كان على محمد دجيرة أن يكون فتاة جميلة حتى يتم الاهتمام بموضوعه "يا شوارعيي" سفارتنا في الهند؟".

من جهته كتب الصحفي عامر الدميني "شاب يمني ينتحر في الهند بعد مناشدات وجهها لسفير وقنصل بلاده وتم تجاهل استغاثته، يمني يحصل على مولود جديد في مصر وتم منح طفله رسالة مرور بدل من جواز سفر، يمنيون كان من المفترض أن يصلوا بلدهم على متن طائرة اليمنية ولم يستطيعوا بسبب إلغاء التحالف للرحلات".

وأضاف: "كل ذلك يجري وكأن لا رئاسة ولا حكومة مسؤولة عن اليمنيين".

الناشط صديق اليوسفي قال إن "الشاب محمد دجيرة لم يجد طريقاً آخر للنجاة بروحه من خيبة الفقر والإقامة سوى الموت، انتحر بعد آلاف المحاولات والترجيات والمراسلات والاستغاثات، لم يجبه أحد، لم يهتم به أحد، لا أحد لا أحد يا متاهات الضياع بأصقاع البلاد البعيدة".

وأضاف: "محمد ترجى القنصل اليمني والسفارة اليمنية في الهند لمساعدته وحل مشكلته، تضرع لهم وراسلهم وبكى في لياليه بينما يتخيل رجال الشرطة والاعتقال والسجون والقائمة السوداء، قال في إحدى رسائله للقنصل اليمني: أهلي باعوا ما يملكون، التحفوا أحلامهم واشتروا فقرهم كي أتعلم هنا، أنا أملهم الوحيد يا سيدي، أنا مستقبل أختي وإخوتي، أختي التي ترسل إليّ دائما رسالة تقول فيها: أحبك يا أخي البعيد. لا تتركوني يا سيدي السفير، أرجوك يا سعادة القنصل العظيم، أرجوكم يا سفارتنا هنا أنقذوني، يريدون اعتقالي وإعادتي للوطن، كيف أعود خائباً، لا لن أعود وأخيب أبي، الرجل الذي يتحدث للجميع عن نجله الدكتور في الهند، كيف أجرؤ؟! كيف ألتقي دموع أمي، المرأة التي تبكي من سعادتها عليّ، كيف أجرؤ؟! أرجوكم ساعدوني؟! هل ستساعدوني؟!".

وتابع "لم يجبه أحد، لم يهتم به أحد، لم يعد هناك أي متسع من الزمن، لن أعود إليك يا أمي خائبا.. انتحر محمد.. مات محمد وبقيت رسائله شاهدة على دناءة الوضعاء في متاهات البلاد البعيدة، السفراء والسفهاء"، مشيرا إلى أن رسائل استجداء محمد ستبقى وصمة عار في جبين الرئيس هادي ونظامه.

بدورها عضوة شورى حزب الإصلاح ألفت الدبعي كتبت "سفراء لا يدركون مهمة سفير.. لو معنا دولة ومعنا رجال دولة حقيقيين أمثال هذا السفير ينبغي أن يحاسب ويقال من منصبه فورا".

وأضافت: "أمثال هؤلاء السفراء الذين يعتقدون أن منصب سفير هو مكافأة نهاية الخدمة ينبغي أن يقالوا من مناصبهم ولا يشرف وزارة الخارجية أن يكونوا منتسبين لها".

وتابعت الدبعي بالقول "الطالب اليمني في الأسفل انتحر في الهند لعدم قدرته على حل مشاكله مع السلطات الهندية في ظل إهمال متعمد بعدم الرد من قبل القنصل والسفير اليمني في الهند".

الناشط طارق الأثوري نشر "للمشككين بتفاني القنصل اليمني في الهند وأنه لا يقوم بدوره في خدمة الرعايا، مما أسفر عن انتحار طالب وقائمة الانتظار فيها عدة أشخاصً انظروا كيف قطع إجازته الرسمية ليقابل مواطنة ويسلمها الجواز".

عمار ياسر الكثيري غرد "عندما تكون وظيفتك للسرق والنهب وليست لخدمة الوطن والمواطن"، مضيفا "طالب يمني يتسول السفير والقنصل في الهند أن يحلوا مشكلته ولا مجيب، ويوم أمس انتحر بعد فقدان أمله في سفارة بلاده".

الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي علق على الأمر من وجهة نظر أخرى، مشيرا إلى أن هناك حملة تشويه بالقنصل اليمني في نيودلهي محمد سعيد محمد.

وقال رشاد "قبل أن تظهر معلومات جديدة حول الحادثة المؤسفة التي أودت بحياة طالب يمني، ظهر أن إقامته سارية والقنصل تعاون معه والسفارة كذلك وتم التعامل بخبث مع بعض رسائله للسفير والقنصل".

وأضاف: "قد يكون هناك قصور من نوع ما حاول بيان السفارة نفيه، لكن ليس هناك استعداد لدى الكثيرين للانتظار، حيث تم نبش الصور وإظهار صورة ليمنية تعاون معها القنصل وكان خدوما معها، ولو لم يتعاون معها كان كثيرين سيتعاملوا معه بنفس طريقة الطالب المنتحر"، مشيرا إلى أنه وصل الحال إلى اتهام القنصل في شرفه بسبب صورة طلبتها الفتاة اليمنية احتراما لمن قطع إجازته وخدمها كيمنية واجب عليه خدمتها.

الباحث اليمني ثابت الأحمدي اعتبر انتحار الطالب اليمني بالهند بعد أن وصل إلى طريق مسدود مع مسؤولي السفارة هناك قتل عمد من قبلهم.

وأضاف الأحمدي "تتحمل وزارة الخارجية والملحقية الثقافية مسؤوليته المباشرة، وتستطيع أسرته مقاضاة الحكومة اليمنية وكسب الدعوى".

وتابع "لدينا مسؤولون أقل وصفٍ يستحقونه أنهم "سفهاء" إلا ما ندر". مضيفا "تخيلوا.. لا السفارة تقوم بواجبها، ولا وزارة الخارجية تتابع سفراءها، ولا الحكومة تتابع وزراءها ولا الرئاسة تتابع حكومتها، الكل مشغول في تجارته".