[ استياء لدى قطاع واسع من اليمنيين بسبب نتائج مشاورات السويد ]
أثارت نتائج مشاورات السويد ردود أفعال غاضبة من قِبل اليمنيين، الذين شعروا بوجود انحياز واضح للحوثيين من الأمم المتحدة، فضلا عن تقديم وفد الشرعية لتنازلات كثيرة، في الوقت ذاته لم يشعر آخرون بالتفاؤل إزاء ما تم التوصل إليه، كون الحوثيين لن يلتزموا به.
تم الاتفاق في هذه المشاورات على نقاط عدة أبرزها إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة المختلفة ومواقع خارج المدينة، فضلا عن إزالة جميع المظاهر العسكرية من المحافظة، وانسحاب الحوثيين إلى شمال طريق صنعاء خلال أسبوعين كمرحلة أولى، ويتم إعادة نشر القوات الحكومية جنوب الخط، كما سيتم إيداع جميع إيرادات الموانئ هناك إلى البنك المركزي اليمني لدفع رواتب الموظفين.
أما الجانب الأمني بالحديدة وموانئها، فتقع مسؤوليته على عاتق قوات الأمن وفقا للقانون اليمني. وسيتم تشكيل لجنة تنسق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، وستشرف على عملية إزالة الألغام من هناك، فضلا عن لجنة أخرى لمراقبة وقف إطلاق النار.
خيانة للوطن
في سياق متصل وفي تعليقه على الصورة التي جمعت وفدي الشرعية والحوثيين وهم يتصافحون، قال الكاتب الصحفي عبد السلام قائد "مسرحية ممتازة، والممثلون بارعون، وبريق الإعلام يمارس دورا مكملا، والضحك على الشعب جارٍ على قدم وساق، وقريبا سينقشع الوهم، وسنبتلع الطعم... ولا بد للحق أن ينتصر، ولكن بعد أن تزول غشاوة تافهة تصدرت واجهة لم تكن أهلا لها... إنها مصافحة سيلعنها التاريخ، وستلعنها الأجيال، وأقل ما يمكن أن توصف به بأنها مصافحة الخونة لبلد تائه ووطن مجروح وحلم مقتول".
وهو الأمر ذاته الذي استنكره الصحفي سمير الصلاحي الذي قال " توقفوا عن توزيع الابتسامات البلهاء وكونوا عند مستوى القضية"، مطالبا أن تكون المشاورات على تسليم الحوثيين للسلاح والعودة إلى صعدة فقط.
واستغرب من اشتراط الحوثيين تغيير اسم الجمهورية اليمنية إلى اليمن فقط، مقابل التوقيع على وثيقة مشاورات السويد النهائية، مؤكدا أن مشروع تلك الجماعة إمامي كهنوتي قذر، وقذر كل من يتعامل معهم وكل من يرتجي منهم خيرا، على حد تعبيره.
الكاتب شاكر أحمد بدوره رأى أن لقطة المصافحة هي اللحظة المثالية التي كان يبحث عنها المبعوث البريطاني مارتن غريفيث.
رضا حوثي
أما الصحفي كمال السلامي فتحدث عن رضا الحوثيين عن مشاورات السويد، كونها مثلت مخرجا أخيرا بالنسبة لهم، بعد الضغط الكبير الذي كانوا قد وصلوا إليه مؤخرا، بعد أن كانوا على وشك خسارة الحديدة، مضيفا "هذا الاتفاق حفظ لهم ماء الوجه، إلى جانب أنه يقضي بمعالجة ملف الرواتب، ومن ثم الجانب المعيشي، وهما أكثر الملفات المؤرقة لهم".
مستقبل الحديدة
من جانبه تساءل باستغراب الناشط الصحفي همدان العليي عن كيف يتم تسليم الحديدة أمنيا وإداريا للجهات التي كانت تديرها قبل 2014، مستنكرا تسليمها للأجهزة الأمنية والإدارية التي سلمت الحديدة للحوثيين في سبتمبر ذلك العام.
أما الصحفي مصعب عفيف فرأى أن هناك مخرجا وحيدا لمأزق الحديدة، وهو تسليمها لسلطة محلية وقيادة عسكرية من أبناء المدينة، لما يصطفوا مع أي جهة لا مع الشرعية ولا مع الحوثيين، لافتا إلى وجود الكثير منهم الذين لم يشاركوا في القتال أو غادروا البلاد.
تهميش تعز
بينما استغربت الناشطة سماح ردمان من توصل الوفدين لحل بشأن مطار صنعاء، وتجاهل ملف تعز برغم معاناة السكان جراء الحصار، مضيفة "من يطالب بفتح مطار صنعاء ويغض الطرف عن فك الحصار عن مدينة تعز من ناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني.. إيش ممكن نطلق عليه".
أما الناشطة ياسمين النظيري فاكتفت بالقول "تذكروا دائماً بأننا نُريد السلام العادل وليس السلام فقط".
سلام هش
الناشط السياسي محمد المقبلي بدوره أكد أن الذين يصفقون لاتفاقية عرجاء تطيل أمد الصراع سيندموا كما ندموا يوم أن صفقت أصابعهم لاتفاقية السلم والشراكة التي تعاملت مع المليشيا كطرف مقابل للدولة وليس منقلب عليها وبالتالي ابتلع الدولة.
إستراتيجية الهجوم
في صعيد ذلك، أشار الناشط السياسي سلطان الرداعي إلى أن سر تفوق الحوثيين يمكن في اتباعهم إستراتيجية الهجوم، معتقدا أن صمود فريق الشرعية أمام الضغط الدولي هو النجاح الوحيد لها، متوقعا أن يتم التلاعب ببنود الاتفاق كونه يحتوي على ثغرات كثيرة، وقد يتم تحريك جبهة نهم وغيرها لينهي ذلك الانقلاب.
خيبة أمل
الناشط مصطفى الجبزي شعر بخيبة أمل من نتائج تلك المشاورات، وقال إن توقيع ذلك الاتفاق لن يحتفل به غير الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، أما اليمنيون فلا سلام بلغهم ولا عافية ومعيشة. ويرجع ذلك إلى أن الأمم المتحدة نجحت بترويض الحوثيين وأرغموا السعودية على جلب محامييها إلى طاولة الحوار وتوقيع اتفاق مبهم.
وأضاف "المواضيع ذات الأهمية والحيوية كالرواتب وافتتاح المطارات ووصول المساعدات ما تزال معلقة وأوجاع الناس في تعز وصنعاء وغيرها مؤجلة بل قاضى الجميع معاناة تعز كي لا يوقع أحد منهم على اتفاق له معنى، ستحتفل الأمم المتحدة لأنها عززت نفوذها في موانىء اليمن وحرمت التحالف من هذا النصر ولم تمنح حكومة هادي شرف الضغط على الحوثيين".