[ مشاورات السويد تختتم أعمالها غدا الخميس ]
يوم غد الخميس، سيتم اختتام مشاورات السويد، التي بدأت قبل خمسة أيام، والتي سيحضرها أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بانتظار جولة جديدة من المفاوضات التي من المتوقع أن تبدأ مطلع العام المقبل.
وبحسب مسؤول في مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، فقد تم في اليوم السابع تسليم الكشوفات الخاصة بالأسرى والتقى كذلك أعضاء الوفدين المعنيين بهذا الملف،
وسيتم يوم غد الخميس الإعلان عن النتائج النهائية للمشاورات في ملفات الحديدة والملف الاقتصادي ومطار صنعاء وتعز، وهي بعض أبرز الملفات التي تم مناقشتها خلال الفترة الماضية.
وبرغم التقدم الذي يبدو خلال جولة المشاورات هذه، إلا أن مطالبة الحوثيين بمرحلة انتقالية في البلاد قبل سحب السلاح، قد تضع مزيدا من العقبات أمام الحل النهائي للأزمة في البلاد، مع تمسك الحكومة بالمرجعيات وأبرزها قرار 2216.
وكان وفدا الحكومة والحوثيين قد اتفقا اليوم الأربعاء على فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الداخلية، بعد تسليم قوائم ضمت أسماء قرابة 15 ألف أسير.
بينما أكد وزير الخارجية الكويتي صباح الصباح استعداد بلاده لاستضافة مراسم التوقيع على اتفاق ينهي الحرب في اليمن في حال توصل الفرقاء إلى تسوية.
عقبات متوقعة
وفي ضوء تلك المعطيات لا يبدو المحلل السياسي فؤاد مسعد متفائلا إزاء التقدم الذي حدث بالسويد، فهو يقول: "حتى وإن حققت المفاوضات قدرا من النجاح في بعض أجزاء الحل المرتقب، فإننا نلاحظ انتكاسة للمفاوضات".
وأوضح في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن تلك الانتكاسات حدثت سواء في موضوعها العام الذي انحدر من مناقشة الإجراءات العملية للحل السياسي وإنهاء الانقلاب الحوثي، إلى تفاصيل مطار صنعاء وميناء الحديدة، فضلا عن كشوفات الأسرى والمعتقلين الدى الطرفين.
ورأى أن الحوثي سيجد فيها فرصة للمزيد من الخداع والمناورة كما هي العادة، لافتا إلى تسجيله آلاف القتلى في صفوفه باعتبارهم معتقلون في سجون الحكومة الشرعية، والقيادات الحوثية تعرف مصير أولئك الأفراد.
وتابع "وفي المقابل يزعم الحوثيون أن كشوفات الحكومة تحتوي سجناء يتبعون داعش والقاعدة، وهذا يعني أن هذا الملف ينتظره الكثير من العراقيل، وعليه تقاس بقية نقاط المشاورات".
تعقيدات
وحول ما إذا بات السلام وشيكا في اليمن، يعتقد المحلل السياسي باسم الحكيمي أن الوقت الذي أخذته المشكلة في البلاد زادته تعقيدا، ما جعل السلام بحاجة لمدى زمني مناسب ليمكن من خلاله التوصل لتسوية.
وذكر في مقال له أن صيغة السلام في اليمن لن تتوفر إلا بعاملين، وذلك بوجود توافق لسد الثغرات، وكذلك عدم استغلال اللحظة والاستقواء بأي عامل محلي كان أو خارجي، لفرض توافق غير حقيقي، يترك مساحة سخط وتذمر وشعور بالغبن لأي طرف، كونه سيعيد تدوير المشكلة وتأزيم الوضع.
وقال إن تعقيدات الأزمة اليمنية ترتبط ببُعدين، يتعلق الأول بالانقلاب وما ترتب عليه، والثاني خارجي ويتمثل بالأطراف الإقليمية والدولية، مشيرا إلى إنهاك الحرب لمختلف الأطراف المحلية.
وبحسب الحكيمي، فهناك انسداد في الأفق السياسي في العالم، متوقعا أنه حتى في حال تم اجتياح الحديدة وغيرها، فاليمن بحاجة إلى مدة طويلة لصناعة السلام، لأن البلد ملغوم بالجماعات المسلحة والجيوش التي يحمل كل منها مشروع متصادم مع غيره، وجميعها تفتقر إلى القدرة للتحرك لوقف الحرب.
وتوقع عدم قدرة غريفيث على إحراز أي تقدم عن طريق خطته، لافتا إلى إدراك الرئيس عبد ربه منصور هادي بأنه مفتاح لإبقاء تماسك البلاد كدولة واحدة.
طريق السلام
وأكد الحكيمي أن السلام لن يبنى إلا بقواعد صحيحة، أما الاستقواء بالسلاح والدعم الخارجي فهو طريق يقود إلى مآلات سيئة ولا يصنع استقرارا.
وأضاف "ليس أمام اليمنيين سوى خيار بناء دولة معا، لأن المنطق يقول إن الاستمرار في الصراعات والانقسامات الراهنة يعني إنهاك وتدمير للجميع ولن يستفيد منه أحد، وأن على الجميع أن يدفن موروث الصراع والنزعات المناطقية ويتجه إلى المستقبل".
وكان وزير الخارجية خالد اليماني أكد قبل أيام أن الشرعية لن تقبل بمهمة حفظ سلام للأمم المتحدة في الحديدة، بينما أفادت وكالة رويترز أمس الثلاثاء بتقديم الأمم المتحدة اقتراحا بسحب القوات المسلحة لطرفي الحرب اليمنية من مدينة الحديدة الساحلية وتشكيل كيان مؤقت لإدارة المدينة التي تمثل شريان حياة للملايين خلال الحرب.