[ أثارت زيارة هادي للمهرة جدلا واسعا ]
ما زال يدور الكثير من الجدل حول زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي لمحافظة المهرة شرقي اليمن، والتي تعد الأولى منذ انتخابه كرئيس توافقي للبلاد مطلع 2012.
إذ جاءت زيارة هادي للمهرة، بعد توتر واحتقان كبيرين شهدتهما المحافظة منذ أكثر من شهر، وذلك بعد خروج معتصمين من أبناء المحافظة يطالبون بمغادرة مختلف القوات التي حولت مدينتهم إلى ثكنة عسكرية.
علق المعتصمون احتجاجاتهم وذلك بعد التوصل لاتفاق مع المملكة العربية السعودي يقضي بسحب قواتها وتسليم المواقع الحكومية لقوات الجيش، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
انتقادات غاضبة
وأثار استقبال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر للرئيس هادي بالمهرة، ردود أفعال غاضبة من قِبل بعض اليمنيين الذين استنكروا ذلك.
فقد استغرب وكيل محافظة المهرة السابق علي سالم الحريزي من استقبال آل جابر لهادي، متسائلا هل هو المسؤول الأول عن المحافظة.
ورأى أن، ذلك مؤشرا على قيام الرياض بتوطيد وجودها العسكري والسياسي في المحافظة، ووصف المسؤول اليمني السابق الأوضاع في محافظة المهرة بأنها ما زالت معقدة، ومن بين مظاهرها أن إرادة الحكومة الشرعية مرهونة بالتحالف السعودي الإماراتي.
وأكد أن الوجود السعودي بالمهرة تحول إلى ما يشبه الاحتلال، كون فمطار الغيضة تحول إلى ما يشبه الثكنة، فضلا عن إقامة القوات السعودية نقاط تفتيش في المحافظة منذ نهاية العام الماضي، وسيطرتها بسرعة على مفاصل المحافظة.
أهداف سعودية
وتم الإعلان من قِبل السفير لدى اليمن، عن مجموعة من المشاريع بإجمالي 133 مليون دولار، تأتي ضمن خطة لإنجاز كثير من المشروعات خلال مدة أقصاها 18 شهرا.
وتقول الرياض إن زيارة هادي للمهرة التي استمرت لساعات، كان هدفها وضع حجر الأساس لمشاريع تنموية من بينها تطوير قدرات ميناء نشطون، وإعادة تأهيل مطار الغيضة عاصمة المحافظة، وإنشاء وتأهيل محطة كهرباء الغيضة، وتوسعة مستشفى الغيضة، وإعادة تأهيل شبكة الطرق الداخلية للمحافظة.
في سياق متصل، أكد المحلل السياسي فيصل علي أن المهرة موعودة بأنبوب نفط سعودي يصب في ناقلات النفط في البحر العربي، وهو ما يفسر تقديم المملكة لتلك المشاريع.
وقال إنه لا مانع من قيام علاقة حقيقة ومد أنبوب نفط سعودي في ظل علاقات أخوية متكافئة مبنية على الشراكة والمصالح، بدون "لف ودوران" على حد تعبيره".
وأشار إلى أن هناك ترحيب لفتح طريق مائي يصل بين الخليج العربي والبحر العربي، والذي تحدثت عنه وسائل إعلام سعودية سابقا، وحاجة اليمن إلى الاستقرار أولا والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة.
ووفقا لعلي فإنه لا يمكن أن تكون اليمن حديقة خلفية لاحد، ولا يمكن للجنة الخاصة أن تعيد يمن التخلف والتوازن بين القبيلة والدولة والقوى الملكية.
تكريس النفوذ
أما المحلل السياسي ياسين التميمي، فذكر في مقال له أن زيارة هادي للمهرة كشفت عن التوجهات الحقيقية للتحالف وقائدته المملكة العربية السعودي في اليمن، وكيف يمكن للتحالف أن يسخر السلطة الشرعية لتكريس نفوذه الجيوسياسي بغض النظر عما إذا كان يتصادم مع نفوذ السلطة الشرعية ويقوضه بشكل كامل، على نحو ما نرى في عدن وسقطرى والمهرة وغيرها من المحافظات التي يقال إنها محررة.
وأضاف "أرادت السعودية أن تظهر الرئاسة اليمنية والحكومة في موقع من يضع اليد على الأمور في الجغرافيا المحررة ولكن زيارة الرئيس هادي إلى المهرة لم تنجح في تحقيق ذلك".
وتابع " ذهب هادي في إطار مهمة علاقات عامة مكشوفة، وعدا ذلك لم يفعل أكثر من أنه أعاد وضع حجر الأساس الذي سبق للسفير السعودي أن وضعه في أوائل شهر يونيو لمشاريع تزمع المملكة تمويلها في هذه المحافظة لتبرهن أنها تبني وتعمر في هذا المحافظة بالتوازي مع الهيمنة العسكرية التي تمارسها عبر المئات من جنودها الذي انتشروا بشكل مفاجئ في المهرة".
الجدير بالذكر أن الحريزي الذي أٌقاله هادي لتأييده مطالب المتعصمين، كان قد اتهم السعودية بمحاولة تمييع عمل لجنة تقصي الحقائق التي شكلها هادي، حول الأحداث التي شهدتها المحافظة.
وأضاف في تسجيل مصور أن مهمة اللجنة هي رفع تقارير إلى الرئيس اليمني بشأن تجاوزات القوات السعودية، ومقترحات لمعالجة الوضع والتأكد من تنفيذ النقاط الست، مشيرا إلى أن السعودية تسعى إلى منع وصول لجنة تقصي الحقائق إلى المهرة.