[ قوات سعودية تستحدث نقاط أمنية بالمهرة ]
يتواصل تصعيد المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، ضد أبناء محافظة المهرة الذين نفذوا اعتصامهم قبل أكثر من شهر، وتم تعليقه بعد أن تم التوصل لاتفاق بين الجانبين.
لم يكن قد مضى الكثير من الوقت، حتى تنصلت السعودية عن ذلك الاتفاق، والذي يقضي بنقاط عدة أبرزها فتح مطار الغيظة الدولي الذي كان قد تحول إلى ثكنة عسكرية، وتسليم السلطة المحلية كافة المهام الموكلة إليها، فضلا عن تسليم المنافذ الحيوية بالمحافظة.
يوم أمس الثلاثاء (24 يوليو/تموز) هدد قائد قوات التحالف بمحافظة المهرة عبدالعزيز الشريف باستخدام القوة ضد المؤيدين للاعتصام بالمحافظة.
وخرج المعتصمون بالمهرة للمطالبة بإعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، وتسليمهم للقوات الحكومية وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالانتشار في المحافظة، وكذا مراعاة العمل حيثما أمكن لتحقيق التوازن بين قيادة المحافظة ومدراء الأجهزة التنفيذية، إضافة إلى تحسين وضع الخدمات العامة، ورفع القيود الاستثنائية المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير بالمهرة.
احتقان
وواصلت السعودية استفزاز أبناء المحافظة بالمهرة عن طريق فرض سيطرتها على نقطة "تنهالن" بالمحافظة، في ظل صمت حكومي مريب، وصفه الناشط السياسي محمد المقبلي بـ"صمت المغلوب على أمره"، في إشارة إلى عدم امتلاك قرارها.
وفي تصريحه لـ"الموقع بوست" حمَّل الشرعية المسؤولية الكاملة، كونها المسؤول عن اليمن، مؤكدا أن أي مواجهات مستقبلية في المهرة بين الحراك في المهرة وقوات التحالف تتحمل مسؤوليته الحكومة الشرعية.
ورأى "أن الوضع في المهرة يذهب باتجاه الاحتقان خصوصاً بعد خرق الاتفاق من قبل الجانب السعودي، وبعد إقالة وكيل المحافظة ومدير الأمن المؤيدين للاعتصامات، والإخلال بالنقاط الست التي تم الاتفاق عليها مع المعتصمين".
وأشار إلى ذهاب الوضع بالمهرة باتجاه التأزيم، وحديث المعتصمين عن عودتهم للتحرك بسقف مرتفع للمطالب، في حال إصرار المملكة على التنصل من الاتفاق.
أجندة سعودية
وتسعى السعودية لمد نفوذها بالمهرة كونها قريبة من حدودها الشرقية، إضافة إلى رغبتها بمد أنابيب النفط من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب.
في صعيد ذلك، قال الصحفي ياسر حسن إن استمرار التصعيد في المهرة البعيدة عن الحرب، سببه أن المملكة تريد أن تسيطر على كل شيء مهم في تلك المنطقة ومنه المهرة التي لها منفذين بريين وميناء ومطار، على غرار نهج الإمارات بالمناطق المحررة.
وأضاف لـ"الموقع بوست" أن التدخل السعودي بالمهرة يأتي في إطار منافسة وردا على نفوذ سلطنة عُمان في المحافظة التي تربطها علاقة جوار بها، ورغبة من الرياض بفرض هيمنتها على الخليج واليمن معاً.
وتوقع أن يجرب التصعيد المحافظة إلى وضع سيء لا تُحمد عقباه، وسيخلق الفوضى والفتن بين أبناء المحافظة الآمنة المسالمة، ما لم تتدخل السلطة الشرعية في اليمن لفرض هيبتها وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
واستدرك حسن "لكن مع الأسف يبدو أن موقف السلطة الشرعية سلبي، فقد تمت إقالة معظم مسؤولي المحافظة الذين رفضوا التدخل السعودي، وهذا دليل على تواطؤها مع السعودية وما تريده في المهرة".
وتساءل "إن كان التحالف العربي جاء لدعم الشرعية وتحرير المناطق اليمنية من الانقلابين، فما علاقة المهرة التي لم يدخلها الحوثيون ولم يتغير فيها شيء".
يُذكر أن أبناء المهرة كانوا قد توصلوا لميثاق شرف خاص بالمحافظة، تضمن عملهم على الحفاظ على وحدة الصف واحترام السلطة المحلية بكامل هيئاتها ومكوناتها السياسية، والتزامهم بمبدأ المصالحة بين أبناء المهرة وسبل العيش الكريم بعزة نفس وحرية كاملة واحترام حقوق الشعوب ومطالبها الأساسية المشروعة.