[ عثمان مجلي ]
كشف الشيخ عثمان مجلي أحد مشائخ قبائل صعدة والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عن تواطؤ الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح مع الحوثيين، واستخدامهم في الكثير من الأحيان لتحقيق مكاسب سياسية.
وتحدث مجلي لبرنامج "بلا حدود"، على قناة الجزيرة الفضائية، أمس الأربعاء، مع الإعلامي أحمد منصور، عن أسباب نشوء جماعة الحوثي ومستقبلها في اليمن، وكيف تحولت من جماعة صغيرة في جبال صعدة إلى جماعة مسلحة تسيطر على مساحات كبيرة من اليمن، والدور الذي لعبه الرئيس المخلوع في تقوية الجماعة.
وأوضح مجلي أن جماعة الحوثي مرت بعدة مراحل، كانت بدايتها مع بداية الثمانينيات في أعقاب الثورة الإيرانية، عندما ذهب بعض قياداتهم إلى إيران، كما زار السفير الإيراني صعدة مرتين على مرأى ومسمع من الدولة.
ويضيف أنه بعد عام من تحقيق الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، انطلق الحوثيون سياسيا في ظل ما يسمى "حزب الحق"، ثم انشقوا عنه وأنشؤوا كيانا آخر أسموه "الشباب المؤمن".
وقال بأن تلك الفترة شهدت خروج أفكار الحوثيين عن المذهب الزيدي، لكنهم ادعوا بعد ذلك توبتهم فيما أطلق عليه مجلي "التقية"، ثم بدؤوا إنشاء المراكز الصيفية التي يستخدمون فيها مدارس الدولة لاستقطاب الشباب خلال الإجازة الصيفية، حيث يختارون من بينهم من يرون أنه ينسجم مع أفكارهم السرية، وكانوا يرسلون بعضهم للتدريب في لبنان وإيران وأحيانا إلى سوريا.
وأوضح أن الحوثيين أقنعوا الرئيس المخلوع صالح آنذاك بأن هذه المراكز ستؤدي إلى موازنة تأثير المعاهد العلمية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
ويضيف الشيخ عثمان مجلي أن الحوثيين استغلوا تحالفهم مع الحزب الاشتراكي بزعامة علي سالم البيض الذي قدم لهم دعما سياسيا وعسكريا.
ويتابع أنهم بدؤوا منذ العام 2002 بنشر ما تسمى الملازم لنشر المذهب الإثني عشري وأفكار حسين بدر الدين الحوثي بين الزيدية "كنسخة يمنية من الخطاب الإيراني" حسب قوله.
بعدها بعام بدأ الحوثيون تكوين الجناح المسلح لجماعتهم، ليشهد عام 2004 خروجهم عن سيطرة الدولة اليمنية، وهو ما ظهر جليا في جبايتهم للضرائب في صعدة، فتدخلت الدولة وتم صد التدخل عسكريا من قبل الحوثيين، وبعد عدة أشهر وخسائر في العتاد والجنود والضباط تمكنت الدولة من "شبه القضاء" على الحوثيين.
وبعد معارك عنيفة تمكن الجيش اليمني بمساعدة القبائل في صعدة من دخول المغارات التي كان يختبئ فيها حسين بدر الدين الحوثي، حيث قتل في ذلك الوقت فاستسلم الحوثيون وهرب عبد الملك الحوثي.
عقب ذلك جاءت مجموعة من قيادات الحوثيين إلى صنعاء حتى تهدأ الحركة، لكنهم ما لبثوا أن أعادوا تنظيم أنفسهم، واستأنفوا الحرب الثانية في مارس 2005.
ويشير ضيف "بلا حدود" هنا إلى أن الحوثيين حصلوا خلال حروبهم مع الدولة على أسلحة وعتاد عسكري كبير.
وختم الشيخ عثمان مجلي مؤكدا أن الحوثيين مخترقون لكل الأحزاب في اليمن بما فيها التجمع اليمني للإصلاح، باستخدام التقية والمذهبية والطائفية.