[ تقدم متسارع لقوات الشرعية في جبهات الحديدة ]
يبدو أن معركة الحديدة اقتربت أكثر من أي وقت مضى، بعد وجود تفاهمات دولية حول ذلك، نتيجة لاستمرار الحوثيين بتهديد خطوط الملاحة الدولية، عبر استهداف السفن فيها من خلال أماكن تمركزهم بالمدينة.
ومن المتوقع أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا عسكريا خلال معركة الحديدة، خاصة أن البيت الأبيض أدان محاولة هجوم الحوثيين على حاملة نفط في البحر الأحمر، واعتباره أن الصواريخ تهديد حقيقي لكل الدول، ويجب تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216.
ومرت المعارك بالحديدة طوال الأشهر الماضية بتحييد ضبابي وغامض لملفها، إضافة إلى بطء شديد، جراء الضغوط الدولية التي اعترضتها، ومارستها المنظمات المختلفة التي تحذر من نشوب الحرب فيها والتي ستؤثر على السكان.
وكان هناك مقترح يقضي بتسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد، وهو ما لم يحدث حتى اليوم، كما لا يُعتبر حلا كونه سيجعله خاضعا لقوات أخرى غير يمنية.
وازدادت معاناة المواطنين بالحديدة بشكل كبير مع استمرار انقطاع المرتبات، منذ أن سيطرت عليها مليشيات الحوثي الانقلابية في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
الحسم العسكري
مؤخرا شهدت الحديدة معارك عنيفة أسفر عنها تحرير العديد من المناطق، في صعيد ذلك، يرى المحلل العسكري علي الذهب أن التحرك نحو الحديدة بوتيرة عالية، يعني أن خيار الحسم أصبح الأكثر وضوحا حتى الآن، وأن التحالف يدرك، أكثر من أي وقت مضى، أنه الخيار الأنسب.
وفي تصريحه لـ"الموقع بوست" أرجع ذلك إلى تنويع جبهة المواجهة، وتعدد أطرافها، وما خلفه مقتل حليف الحوثيين الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أثر سلبي، فضلا عن استهداف رئيس ما يسمى "المجلس السياسي"، صالح الصماد، في مدينة الجديدة، التي تزحف نحوها قوات الجيش المدعومة من التحالف.
وحول مؤشرات تحول الحديدة إلى ساحة للحسم العسكري فيها، رأى أن اشتداد المواجهة في محاور مختلفة، هو بمثابة استدراج للحوثيين إلى خارج المدينة، ومباغتتهم بعملية إنزال بحري من ثلاث مناطق على الأقل.
إضافة إلى ذلك، يؤكد الذهب أن الموقف الأمريكي الطارئ من الملف النووي الإيراني أحد مؤشرات الحسم العسكري بالحديدة، وكذا التقارب الكبير بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد تكثيف الحوثيين هجماتهم الصاروخية على الرياض، والتيقن من ضلوع إيران فيها.
وأكد "لا حديث عن سلام حقيقي إلا بانسحاب كامل من كافة المدن حتى ما قبل عام 2014، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، ومن ثم الشروع في العملية السياسية وفقا لقرار مجلس الأمن 2216/ لعام 2015".
ولفت إلى عدم قبول الحوثيين بذلك، معتبرا موافقتهم عليه إنما هو مجرد مراوغة من أجل كسب الوقت وإعادة رص الصفوف المنهارة.
أهمية الحديدة
يحرص الانقلابيون على بقاء الحديدة ومينائها -ثاني أكبر موانئ البلاد- تحت سيطرتهم، نظرا لأنها تُعد المنفذ البحري الأبرز الذي يربطهم بالعالم الخارجي، وهي أكبر ثالث محافظة يمنية من حيث الكثافة السكانية، وأبرز مصادر الوقود والتموين لهم.
كما أن الحديدة تمتد على شريط ساحلي هو الأطول في البلاد، يبلغ حوالي 329 كيلومترا يمتد على طول البحر الأحمر، استغلته إيران بتهريب السلاح إلى ذراعها في اليمن، مخالفة بذلك قرار 2216 الدولي الذي يحظر تزويد الانقلابيين بأي أسلحة.
وهي تتميز كذلك بموقع إستراتيجي، فإلى جانب أنها تقع على البحر الأحمر، فهي حدودية مع صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين ولا تبعد عنها سوى 226 كيلومترا، ومع حجة، وتعز، والمحويت، وذمار، وإب أيضا.
الحديدة كذلك تُعد ورقة إستراتيجية مهمة، نظرا لقربها من خطوط الملاحة الدولية، ويحرص الانقلابيون على بقائها بأيديهم، للخروج بامتيازات كثيرة فيما لو تم استئناف مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ أغسطس/آب 2016.
وتعد الحديدة ثالث أكبر محافظة من حيث الكثافة السكانية، وتقع غربي اليمن، وتمتد على شريط ساحلي هو الأطول في البلاد، يبلغ حوالي 329 كيلومترا يقع على البحر الأحمر.
كما تمتلك عددا كبيرا من الجزر، أبرزها حنيش الكبرى والصغرى، وزقر وغيرها، والتي استخدمها الانقلابيون في التهريب، خاصة لقربها من ميناء الحديدة.