[ القوات السعودية وصلت اليوم مع فريق عسكري يمني ]
أرسلت المملكة العربية السعودية اليوم لجنة عسكرية، بعد فشل المحاولات السابقة لاحتواء الأزمة بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت مصادر حكومية لوسائل إعلام، بأن اللجنة ستباشر الإشراف على عملية استلام وتسليم بين الجانب اليمني والإماراتي.
وترأس رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر اليوم الأحد، اجتماعا للجنة العسكرية السعودية اليمنية، المكلفة بتطبيع الأوضاع في محافظة أرخبيل سقطرى.
ومنذ أيام تشهد سقطرى توترا بين اليمن والإمارات، بعد إرسال الأخيرة قوات تابعة لها سيطرت على ميناء ومطار الجزيرة أثناء تواجد الحكومة.
ورفضت مختلف القوى السياسية باليمن ذلك التصعيد، واعتبرته يمس بالسيادة للجمهورية، ويزج بالجزيرة في أتون الصراعات التي بقيت بمنأى عنها طوال أكثر من ثلاث سنوات.
وكانت السعودية قد أوفدت لجنة عليا إلى جزيرة سقطرى من أجل التوصل إلى حل للأزمة بين البلدين، لكنها فشلت في إحراز أي تقدم.
تفاهمات بين اليمن والتحالف
في هذا الصعيد أوضح وكيل وزارة الإعلام مختار الرحبي، أن القوات السعودية جاءت من أجل حل الأزمة بسقطرى، كما ستقوم بالتدريب والتأهيل للجنود من أبناء الجزيرة.
وذكر لـ"الموقع بوست" أن تلك الخطوات تأتي ضمن إطار تفاهمات تمت بين القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي.
وقال إن مشكلة اليمن مع الإمارات هي بسبب قيام أبوظبي بالتصعيد، وإرسال قوات إماراتية إلى سقطرى بدون أي تنسيق أو ترتيب مع الحكومة الشرعية.
وبحسب الرحبي فإن ذلك دفع الشرعية للوقوف بقوة ضد ذلك الاختراق للسيادة، والذي لا يمكن لأي يمني أن يقبل بأي قوات مسلحة أجنبية بدون تنسيق أو ترتيب لذلك.
ابتزاز
وحول ما إذا كان تدخل القوات السعودية سيحل موضوع إيقاف انتهاك السيادة اليمنية، أكد الصحفي صدام الكمالي بأنه لا يحق لأي طرف أو جهة استلام إدارة سقطرى سوى الدولة اليمنية، طالما والجزيرة منطقة خارج نطاق الصراع.
وأضاف لـ"الموقع بوست": "إذا كان الحل لمغادرة القوات الإماراتية بإحلالها بقوات سعودية، فإن مسمى الاحتلال سيتغير فقط من احتلال إماراتي إلى احتلال سعودي".
وأشار إلى أن السيادة لا تتجزأ، طالما الحكومة اليمنية قادرة على إدارة المحافظة، مستنكرا ما أسماه بـ"ابتزاز الحكومة"، تحت أي مبرر.
ورأى الكمالي أن قبول الحكومة بالابتزاز الذي تمارسه بعض دول التحالف، يجعلها متواطئة معهم وسيتم محاسبتها من قِبل الشعب.
تواطؤ مشترك
وكانت اللجنة التي أرسلتها السعودية سابقا إلى سقطرى، قد واجهت انتقادات واسعة من قِبل اليمنيين الذين رأوا أن على الحكومة اتخاذ مواقف حازمة تجاه مثل هذه القضايا وعدم الذهاب خلف أي لجان.
واعتبر الصحفي محمد سعيد الشرعبي، وصول القوات السعودية اليوم إلى أرخبيل سقطرى بمثابة "لطمة" متوقعة لمن وثق بموقف الحكومة الشرعية التي رفعت الدفاع عن السيادة اليمنية في مواجهة الوجود الإماراتي.
ووفقا للشرعبي الذي تحدث لـ"الموقع بوست" فإن المؤشرات الأولية تقول إن الإنزال العسكري الإماراتي خطة مدروسة ومتفق عليها مسبقا، لتبرير إنزال قوات سعودية في سقطرى، كما حدث في المهرة من قبل.
وبيَّن "خلاف الإمارات والشرعية عمل على تهيئة الظروف الموضوعية للإنزال العسكري السعودي، بحجة فك الاشتباك بين الطرفين، وسيمهد ذلك التواجد لإنشاء قاعدة عسكرية لهم في الجزيرة".
وتوقع "تعبيد التواجد الإماراتي السعودي للتواجد الأمريكي في جزيرة سقطرى مستقبلا، سيحدده الصراع مع الصين على النفوذ البحري في المحيط الهندي والقرن الأفريقي".
يُذكر أن الناطق الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالي، أكد في تصريحات صحفية بشأن أحداث سقطرى، بأنه "لا يوجد أي خلاف بين أركان التحالف، فالتحالف مستمر في تحقيق الأهداف الإستراتيجية وهي إعادة الشرعية لليمن"، مجددا التأكيد على أن المسألة تتمثل في أنها "اختلاف في وجهات النظر لمعالجة أمور أمنية بين الإمارات والشرعية، وتم إنهاء المسألة بالتنسيق المشترك".