[ محللون يرون أن الانسحاب سيؤثر على الوضع في اليمن ]
لم تكن قد هدأت المنطقة العربية، حتى بدأت فيها موجة جديدة من الغليان، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني.
ووقع ترامب مذكرة رئاسية لبدء فرض عقوبات على النظام الإيراني، بعد أن كانت طهران قد ضمنت تخفيفها بعد موافقتها –سابقا- على تقييد برنامجها النووي لمدة 10 سنوات انتعش مقابلها اقتصادها بعض الشيء.
ومنذ الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2017، بدأ ترامب بإعلان رفضه الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي فهو يرى أنه يوفر لطهران غطاء لاستكمال برنامجها النووي، وأمهل الأوروبيين في يناير/كانون الثاني فرصة أخيرة لمدة 4 أشهر لتعديل الاتفاق.
تباينت ردود الأفعال بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، وأيدت السعودية والإمارات قرار ترامب، فيما أكدت دول أخرى أنها ستحاول الحفاظ على اتفاق إيران النووي، مُعربة عن أسفها لانسحاب الولايات المتحدة منه.
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وجه انتقادا لاذعا لترامب، ووصف انسحاب واشنطن من الاتفاق بـ"الخطأ الشنيع"، مبررا ذلك بالقول إن إيران كانت ملتزمة بتنفيذ الاتفاق.
وبدأت تداعيات إلغاء الاتفاق النووي مبكرا، فقد شهد سعر صرف الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي، انخفاضا حادا، نتيجة لتخوف المواطنين من الاضطراب الاقتصادي في البلاد.
ومن المتوقع أن تنعكس آثار انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي على المنطقة ككل، وعلى اليمن التي ما يزال ملفها مفتوحا.
تصعيد دون ضوابط
ومنذ مارس/آذار 2015، تخوض المملكة العربية السعودية حربا ضد مليشيات الحوثي التي نفذت انقلابا عام 2014.
وحول تأثير إلغاء الاتفاق النووي على الملف اليمني، يعتقد الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم، أنه يبعث شعورا سيئا بخصوص الوضع في اليمن.
وعلل ذلك بالقول لـ"الموقع بوست" بأنه كان من الأفضل أن يتم إيجاد حل للحرب في اليمن قبل إلغاء الاتفاق.
وتابع "الآن لن تجد إيران طريق لوقف دعمها للحوثيين، فالالتزامات الدبلوماسية ستنتهي، وستبدأ بالانتقام من السعودية عبر أذرعها باليمن".
تحجيم لدور إيران
وتمول إيران العديد من الجماعات في المنطقة العربية، بينها الحوثيين باليمن، الذي تخوض الحكومة اليمنية إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية حربا شرسة ضدهم.
في صعيد ذلك، يرى الإعلامي عبدالله دوبله، أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، سيثقل كاهل إيران، وسيعانون اقتصاديا بشكل كبير.
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن الأثر الاقتصادي السلبي على إيران، سيجعلها تُقلل من دعم الجماعات التي تمولها في المنطقة ومنها اليمن.
ووفقا لـ"دوبله" فقد استفادت إيران من الاتفاق النووي سابقا، وحصلت على أموال كانت مجمدة لدى الولايات المتحدة بلغت أكثر من 250 مليار دولار من أصل 800 مليار دولار، استغلتها في تمويل أذرعها بالمنطقة.
وتابع "لقد اعتبرت إيران الاتفاق النووي المبرم معها، بمثابة ضوء أخضر، للتوسع في المنطقة العربية".
وبدأ التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في أغسطس/آب 2013، إلى أن تم توقيع اتفاق إطاري له في أبريل/أيار 2015.