[ الصحفي وليد الشرعبي أصيب بكسور جراء إحراق مقر صحفية أخبار اليوم بعدن ]
أدانت منظمة سام للحقوق والحريات الانتهاكات المستمرة بحق الصحافة والصحفيين في اليمن والمرتكبة من قبل مليشيا الحوثي، وكذلك التي ترتكبها قوات الحزام الأمني في عدن الخاضع بصورة مباشرة لإشراف دولة الإمارات العضو في التحالف العربي، وكذلك التي ترتكب من قبل سلطة حضرموت الخاضعة للسلطة الشرعية.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها إنها رصدت خلال الفترة الماضية العديد من الانتهاكات بعضها مارستها مليشيا الحوثي والبعض الآخر مارستها قوات الحزام الأمني وسلطة حضرموت، طالت العديد من الصحفيين والمصورين وعشرات من الصحف والمواقع الإعلامية الإلكترونية.
وذكرت المنظمة أن اليمن شهد خلال الشهرين الماضيين مع بداية عام 2018 تزايداً ملحوظاً في استهداف المقار الإعلامية من قبل قوات عسكرية تشرف عليها دولة الإمارات في عدن، وكذلك جماعات مسلحة مجهولة، حيث وثقت المنظمة عددا من الوقائع المتعلقة باستهداف هذه المقار.
وأشار البيان إلى أنه في الأول من شهر مارس من هذا العام تعرضت مؤسسة الشموع للصحافة والطباعة المستقلة بمحافظة عدن جنوبي اليمن إلى هجوم من قبل عناصر مسلحة، حيث قاموا بإحراقها وإحراق المطبعة التابعة لها.
وأجرى فريق سام مقابلة مع رئيس مؤسسة الشموع بخصوص هذه الحادثة حيث قال " إن مجموعة من المسلحين يتجاوز عددهم العشرين مسلحاً ويرتدون الزي العسكري، قاموا الخميس الماضي بمهاجمة المؤسسة وإحراقها، حيث أدى الحريق إلى وقوع إصابات بعضها خطيرة والبعض الآخر كانت إصاباته متوسطة، كان منهم سكرتير صحيفة أخبار اليوم الصحفي وليد الشرعبي".
وفي إفادة حصلت عليها سام من أحد الشهود العيان قال "إن العناصر المسلحة كانت ترتدي الزي العسكري لقوات الحزام الأمني المدعومة من دولة الإمارات، حيث قامت العناصر بنهب أثاث المؤسسة والتليفونات والمطبعة الخاصة بها، وقد قدرت الخسائر بأكثر من مليون دولار".
وأوضحت المنظمة أنه في 27 فبراير 2018م تم استدعاء الصحفي فتحي بن لزرق من قبل إدارة البحث في مدينة عدن، وهي جهة غير مخولة بالاستدعاء والتحقيق، حيث قامت بالتحقيق معه في قضايا تتعلق بمنشورات خاصة به قام بنشرها على صفحته الخاصة في الفيس بوك.
في واقعة أخرى تعرضت صحيفة عدن 24 الواقعة في حي ريمي بالمنصورة في محافظة عدن يوم 29 يناير 2018 إلى اعتداء من قبل عناصر مجهولة طال مكتبها، حيث كادت تتسبب هذه الواقعة بمقتل رئيس تحرير الصحيفة السيد مختار اليافعي، كما قامت هذه العناصر بتخريب وإتلاف جميع كاميرات المراقبة الموجودة في المؤسسة - حسب البيان.
وأضاف البيان في تاريخ 16 فبراير 2018م تعرض كلاً من مركز عدن للدراسات الإستراتيجية والإحصاء ومقر صحيفة اليوم الثامن الأسبوعي بحي السعادة بمديرية خور مكسر للاعتداء بالرصاص الحي على واجهة المقر، مما تسبب بإلحاق أضرار كبيرة بالمبنى والمقر.
وفي تاريخ 28 فبراير 2018م تعرض برج البث الخاص بإذاعة (بندر عدن) لهجوم بقذيفة RBG من قبل عناصر مجهولة في حي المنصورة بمحافظة عدن، أسفر عن توقف بث الإذاعة على الفور.
وأشار البيان إلى أن سام وثقت استدعاءات وإخفاء قسريا قامت به سلطة حضرموت والقوات التابعة لها، في مواصلة مستمرة لسلسلة الانتهاكات الموجهة لقطاع الإعلام في المحافظات اليمنية الجنوبية.
وقالت "في 21 فبراير 2018م تم اعتقال الصحفي عوض كشميم في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت على خلفية آراء له نشرها على صفحته الخاصة في الفيس بوك تنتقد تدخل قوات الحزام الأمني -المدعومة والمدارة من الإمارات- في محافظات الجنوب اليمنية.
وفي مقابلة أجراها فريق سام مع أحد أقارب الصحفي كشميم قال " ذهب عوض بنفسه الي قيادة الاستخبارات، بعدما علم أنهم كانوا يبحثون عنه في مقر إقامته في أحد فنادق المكلا، وعند حضوره للقيادة تم احتجازه بحجة أنه مطلوب من قبل المحافظ، بسبب منشور له كان قد نشره عبر حسابه الخاص في الفيس بوك".
وأكدت المنظمة أن هذه الانتهاكات تقع في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الشرعية، ومن قبل قوات عسكرية وأمنية تتبع السلطة أو مدعومة من قبل القوات الأمنية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي سياق هذه الانتهاكات، قامت مليشيا الحوثي خلال شهر يناير من هذا العام بقتل وإصابة العديد من الصحفيين، في إشارة واضحة على عزم هذه المليشيات مواصلة الانتهاكات بحق هذه الفئة.
وأضافت المنظمة أن اليمن بفعل هذه الممارسات أصبحت بيئة خصبة تتنوع فيها الانتهاكات المرتكبة سواء من الحوثيين أو من القوات الأمنية التابعة لدولة الإمارات، والتي تستهدف بشكل خاص قطاع الإعلام من مؤسسات وصحف ومواقع إعلامية.
وقال توفيق الحميدي "إن تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين بصورة كبيرة أمر يبعث على القلق ويستوجب التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي حيث إن حجم الانتهاكات يكشف عن وجود سياسية ممنهجة تتبعها الأطراف ضد الصحفيين، رغبةً منهم لإخفاء الحقيقة وإسكات شهودها "، مؤكداً "أن بيئة العمل في اليمن أصبحت خطره وغير مواتية لعمل الصحفيين، مما يجعلها من أسوأ المناطق في العالم، التي يتعرض فيها الصحفيون للخطر الحقيقي"
ودعت المنظمة في بيانها المجتمع الدولي إلى ضرورة وضع حد لهذه الممارسات، والعمل على إيجاد حل سريع وعاجل لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها قطاع الإعلام في اليمن سواء من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء أو من قبل سلطة الحكومة الشرعية في عدن، وبذل الجهود اللازمة لتقديم مرتكبي هذه الانتهاكات للعدالة.