[ مواجهات عسكرية بعدن ]
لم يكن مفاجئا بالنسبة للناشط السياسي علي أحمد الجبل، قيام ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي - وهو فصيل من الحراك الجنوبي أعلن عنه مؤخرا ويحظى بدعم اماراتي - برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي بالتصعيد العسكري لإسقاط الحكومة الشرعية، التي يرأسها احمد عبيد بن دغر في العاصمة المؤقتة عدن، فهذه الخطوة كان قد أعلنها صراحة المجلس الانتقالي حين تم إشهاره، بل وضعها على رأس أهدافه المعلنه.
إذ هو الهدف الواضح والجلي الذي يسعى المجلس لتحقيقه، وهو إقامة دولة الجنوب العربي، أي فصل جنوب اليمن عن شماله.
الجديد هنا والكلام للجبل هو هذا الدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من قبل دولة في التحالف العربي لإعادة الشرعية، في اليمن، ويقصد هنا دولة الإمارات العربية المتحدة، الغريب في الأمر لدى علي وهو ايضا حديث الشارع كيف تقوم دولة ضمن التحالف بالعمل ضد أهداف التحالف، فقد كانت أهداف التحالف العربي واضحة، وتمثلت أهمها في إعادة الشرعية والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، فكيف تقوم دولة في التحالف بدعم انفصال اليمن، ودعم متمردين ضد الشرعية بالسلاح والمال؟
دعم إماراتي
لم يعد خافيا حقيقة دعم الإمارات لفصائل من الحراك الجنوبي اليمني، المطالب بالانفصال وخصوصا جناح اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس ما بات يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
دعم لم يقتصر على الدعم المادي، بل تخطى إلى الدعم العسكري والسياسي، وقد بدى هذا واضحا في الخطوات العسكرية الأخيرة للمجلس ضد الحكومة الشرعية.
اليد الطولى
صاحبة اليد الطولى في عدن، هكذا قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر عن الخطوات الإنقلابية للمجلس الانتقالي بعدن.
ودعا رئيس الحكومة دول التحالف للتحرك لوقف الانقلاب، وقال الأمل كما نراه نحن في الحكومة، معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن.
الأمر ذاته تكرر على لسان عددا من المسؤولين والقادة العسكريين في اليمن كان آخرهم العميد مهران القباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية والذي اتهم بشكل واضح دولة الإمارات بدعمها لما اسماها مليشيات المجلس الانتقالي" وقال في تصريحات إعلامية "إن المليشيات هاجمت القوات العسكرية الشرعية بمدرعات وأطقم إماراتية".
دعم واضح
من جانبه يرى الصحفي والكاتب صلاح السقلدي، أن الدعم الاماراتي للطرف الجنوبي وبالذات الحراك الثوري التحرري الذي شوهد خلال الايام الماضية، هو الأكثر وضوحا منذ تأسيس الانتقالي، بل منذ بداية الحرب.
واضاف السقلدي في حديث لـ "الموقع بوست" أن الدعم الاماراتي كان قبل لا يعدو عن الدعم الاعلامي الغير رسمي".
وبحسب السقلدي فإن "الدعم السياسي الإماراتي الصريح للانتقالي، لم يظهر بعد، حتى في ذروة الصدام العسكري الأخير".
فالإمارات - يقول السقلدي- لم تعلن صراحة حتى اللحظة اعترافها بالانتقالي، بالصفة التي يقدم بها نفسه كممثل للقضية الجنوبية، كما لم يشاهد حتى اليوم أي لقاء إماراتي رسمي، بأي من قيادات المجلس.
وبال على الشرعية
من جانبه يرى الصحفي والكاتب ابراهيم علي ناجي، أن "المجلس الانتقالي استخدم شعارات مطاطية لدغدغة مشاعر البسطاء، عن فساد الحكومة".
وقال ناجي في حديث لـ "الموقع بوست" على الرغم من الفساد الذي لا ينكره أحد، إلا الهدف الذي أراده المخرج، هو تقليص حجم الألوية الرئاسية، بحيث بدت مؤخرا منتشرة بشكل سليم على اغلب المرافق الحيوية على حساب الحزام الامني المرفوض شعبيا ونخبويا في عدن، او غيرها كونه لا يستند في تلقيه الاوامر من المؤسسة العسكرية والامنية التابعة للحكومة اليمنية.
وعن الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي قال إبراهيم ناجي إن "دعمها للمجلس طبيعي، فهي تدعم مولودها المدلل" –حسب وصفه. معللا ذلك بالقول كونه عصاها التي تهش بها من ينافسها السيطرة على الارض، وخاصة درة المدن عدن، مشيرا إلى أن هذا الدعم الاماراتي سيكون وبالا على التحالف ذاته والشرعية الصامتة، فيما المستفيد من هذا التصعيد الأخير فهو المليشيات الحوثية.
مطامع
من جانبه المحلل السياسي اليمني عبدالرقيب الهدياني، يرى أن دولة الامارات انكشفت، إذ حركت طيرانها لقصف معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، بعد أن كانت ميليشياتها في الانتقالي والحزام، قد خسرت كل شيء على الارض وجرى تكبيل الفلول التي تسللت إلى وسط كريتر.
واضاف الهدياني في حديث لـ "الموقع بوست" واضح جدا أن الإمارات لم تسمح بتحرير تعز والشمال كل هذه السنوات، ومخططها أن يتم خلق واقع جديد في الجنوب، قبل ذلك بمجموعة من العملاء تحقق مصالحها ومطامعها في الموانئ والجزر.
واختتم الهدياني حديثه بالقول تلك إرادة الامارات، مع صمت حد التواطؤ من الشقيقة الكبرى، وسيكون للشعب اليمني القول الفصل.
إجهاض الربيع
من جانبه قال القيادي في الحراك الجنوبي شفيع العبد، إن "الحراك منذ 2007 وهو يطالب باستعادة الدولة". وقال "لكن ما يحدث اليوم أن الإمارات تستغل تلك المطالب لتحقيق مصالح خاصة بها، بوصفها الراعي الرسمي لإجهاض الربيع العربي".
ويرى العبد أن "هذا هو الهدف من أنشاء أدواتها وفي المقدمة منها المجلس الانتقالي"، مشيرا إلى أن الجنوب الغائب الوحيد فيما يحدث.