[ الزبيدي اثناء زيارته لجبهة مريس بالصالع ]
بعد مضي أكثر من سنتين ونصف من صمود المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في جبهة مريس شمال الضالع، ظلت خلالها تفتقر إلى الإسناد من قبل شركاء الحرب على مليشيا الحوثي، في ذات المحافظة، فقد توقفت المقاومة الجنوبية عقب تحرير المناطق الجنوبية من الضالع، في الحدود التي كانت تفصل بين شطري اليمن سابقا.
وخلال تلك الفترة كان السبب الوحيد في عدم إسناد الجبهة كونها تنتمي للمناطق الشمالية التي ترى كل فصائل الحراك الجنوبي ،والمقاومة انها لا تعنيها.
تطور جديد
مساء أمس وفي تطور مفاجئ قام رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بزيارة خاطفة إلى جبهة مريس شمال الضالع، في أول زيارة له.
موكبه الذي ضم عشرات الاطقم والسيارات توصل إلى مناطق قريبة من جبهات القتال المشتعلة في مريس، وبرغم أن الزيارة لم يكن قد جرى تنسيقها من قبل، فقد التقى الزبيدي أركان حرب اللواء ٨٣ مدفعية العقيد فضل النميري .
خلال اللقاء الخاطف أكد عيدروس الزبيدي دعم المقاومة الجنوبية لجبهة مريس وأشاد بصمودها وبسالة مقاتليها، ولم ينسى التأكيد على دعم المقاومة الجنوبية للمقاومة الشمالية حتى تحرير صنعاء على حد قوله.
تساؤلات
تزامن الزيارة مع أحداث عنف شهدتها العاصمة عدن، عقب مطالب رفعها المجلس الانتقالي الذي يقوده الزبيدي تصاعدت إلى مواجهات دامية بين قوات موالية للمجلس، وأخرى موالية للحكومة الشرعية، وما نتج عنها من تداعيات، استدعت التحالف العربي للتدخل وايقاف المواجهات، اثار الكثير من التساؤلات عن أسباب الزيارة واهدافها.
وزاد من حالة الجدل والتساؤلات توقيت الزيارة عقب تصريحات للزبيدي لوسائل إعلامية باستعداد المقاومة الجنوبية للقتال مع طارق محمد عبدالله صالح في المناطق الشمالية ضد مليشيا الحوثي، وهو ما تسعى إليه دولة الإمارات العربية المتحدة بحسب مراقبون.
مقاومة جديدة
الاعلامي والناشط في الحراك الجنوبي شائف الحدي قال إن زيارة عيدروس الزُبيدي، إلى جبهة مريس، جاءت بدعم من قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، خاصة بعد تعثر جبهات الشمال خلال الثلاث سنوات الماضية دون أيّ تقدم يذكر في أي جبهة من قبل ما يُعرف بالجيش الوطني، وفق كلامه.
واضاف الحدي في حديث لـ"الموقع بوست" أن المملكة ودول التحالف تريد حسم الموقف في اليمن سريعًا، خاصة بعد التقارير التي رفعت إلى الأمم المتحدة بارتكاب طيران التحالف مجازر دموية بحق المناطق السكانية، التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، كما أن هذه الحرب أفقرت قيادة التحالف دون تحقيق أي شيء ملموس على الأرض.
وتابع: لذلك ترى المملكة العربية السعودية وحلفائها، ضرورة سرعة الحسم العسكري في المحافظات الشمالية، قبل أي مفاوضات قادمة، أو وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه لذات السبب سوف تسعى دول التحالف العربي إلى إيجاد مقاومة جديدة في الشمال، مدعومة من المقاومة الجنوبية، يكون على رأسها طارق محمد عبدالله صالح، من أجل تحقيق انتصارات سريعة، وإيجاد حليف قوي يستطيع مواجهة حزب الإصلاح في الشمال، ولضمان وجود إقليمين في اليمن شمالي وجنوبي، الأول يديره أحمد علي عبدالله صالح والآخر يديره عيدروس الزُبيدي يكون هادي رئيسًا توافقيًا للإقليمين.
ترجمة فعلية
من جانبه قال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني مراد حسن بليم أن الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الى جبهة مريس، وتفقده للخطوط الامامية، هي ضربة معلم وترجمة فعلية لما قاله مع قناة فرانس 24 عن استعداد المجلس والمقاومة الجنوبية دعم المقاومة في الشمال، لمحاربة مليشيات الحوثي والتغلب عليها وتحرير صنعاء.
واضاف بليم في منشور له على صفحته الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك أن الزيارة التي اتت مباشرة بعد احداث عدن وبعد الانتصار على قوى الفساد والارهاب _ على حد وصفه _ فاجأت الجميع وألجمت الافواه التي لا تلجم من مطابخ الدس الاعلامي.
رد جميل
من جانبه قال الناشط الاعلامي وعضو المركز الاعلامي للجيش والمقاومة الشعبية في مريس محمد صالح المريسي أن الزيارة المفاجئة للزبيدي لجبهة مريس شمال الضالع تحمل الكثير من الرسائل.
فاختيار جبهة مريس بالذات _ كما يقول _ رساله لأبناء مريس وجبن ودمت، أنكم جزء من الضالع وجزء من أي اعتبار قادم ، كما إنه محاوله لرد جميل، فما صنعته مريس من دعم ومواقف اثناء الحرب على الضالع كان يعرفه الرجل الذي كان يقود المعركة حينها .
ويضيف المريسي في حديثه لـ"الموقع بوست" الى ذلك أن عيدروس يهدف ايضا لإظهار موقف امام التحالف، أنه مستعد للتعاون بالتحرير المناطق الشمالية ولاسيما باقي مديريات اقليم عدن (دمت وجبن)، ويؤكد أن الزيارة سيكون لها مابعدها من احداث ونتائج.
الاعلامي شفيع العبد قال معلقا على تلك الزيارة في تغريدة له: "لديهم ثقة أن الزيارة ليست من أجلهم او دعماً لهم، بقدر ماهي ترويجية لمشروع نجل شقيق المخلوع، فالذاكرة مازالت تحتفظ بمشاهد ترحيل المدنيين من أبناء المحافظات الشمالية من مدينة عدن عندما كان محافظاً لها" وأضاف: "المواقف لا تتجزأ.