[ انتقد حضارم المجلس الانتقالي ]
جدد حلف قبائل حضرموت مطالبته الحكومة اليمنية بحصة المحافظة من الثروة النفطية وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكداً على استمرار الهبة الحضرمية حتى تحقيق كافة أهدافها.
جاء ذلك عصر السبت الفائت في المهرجان الجماهيري الذي نظمه الحلف احتفاء بالذكرى الرابعة لذكرى الهبة الحضرمية، التي انطلقت من الـ20 ديسمبر من العام 2013م بعد مقتل الشيخ سعد بن حبريش شيخ قبائل الحموم برصاص قوات تابعة للأمن المركزي في وادي حضرموت.
وفي ذات الساحة التي شهدت مهرجانا سابقاً للمجلس الانتقالي في مدينة المكلا احتشد الآلاف من أبناء المحافظة تلبية لدعوة حلف قبائل حضرموت.
وطالب رئيس حلف قبائل حضرموت ووكيل أول محافظة حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش في كلمته بإيجاد حلول للبطالة وتوفير فرص عمل للشباب الخريجين وإعادة المسرحين قسرا من أعمالهم ممن لازالوا في سن الخدمة القانونية أو توفير بدائل لاستيعابهم، فضلاً عن التوقف عن تحميل المواطنين أعباء إضافية بفرض زيادات في الأسعار أو ضرائب وغيرها.
وخلا خطاب بن حبريش من مفردات سياسية و اكتفى بالمطالب الحقوقية والتأكيد على مخرجات (مؤتمر حضرموت الجامع).
مشددا على أن حضرموت أصبحت جزءا أساسيا من التحالف الوطني والعربي لمواجهة التمرد والإرهاب تحت قيادة السلطة الشرعية.
من جهته طالب محافظ محافظة شبوة اللواء علي الحارثي رئيس الجمهورية بسرعة إعلان إقليم حضرموت بشكل رسمي بناء على مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وفي العشرين من ديسمبر المنصرم أعلن المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي تحرير مديرية (بيحان) في محافظة شبوة بالكامل، وبتحرير (بيحان) أضحى إقليم حضرموت خاليا من أي سيطرة للمليشيا الانقلابية.
خطاب عدائي ضد "الانتقالي"
وكان "حلف قبائل حضرموت" حذر من رفع أي أعلام غير أعلام الحلف، في فعالية إحياء الذكرى الرابعة لـ "الهبة الشعبية" في مدينة المكلا، السبت.
وقال مستشار رئيس "الحلف"، محروس بن حسن العوبثاني، في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" "يمنع منعاً باتاً، رفع أي أعلام غير أعلام حلف حضرموت، في احتفالات الهبة الحضرمية، يوم السبت".
وأضاف أن "كل من حاول أو فكر في سرقة الانتصارات أو جر الاحتفال الحضرمي إلى جهة معينة أو حزب معين ستتم محاسبتهم قانونياً"، مؤكداً أن "الكلام واضح الاحتفال وذكرى الهبه الحضرمية تخص شعب حضرموت فقط ولا تتبع لأي منطقه أخرى أبداً في إشارة ضمنية للمطالبين باستعادة الدولة الجنوبية السابقة، وأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي الذين دأبوا على رفع الأعلام الجنوبية في فعالياتهم المختلفة".
الحكومة تمنح حصة حضرموت
وأقرت الحكومة مطلع ديسمبر المنصرم تخصيص نسبة 20% من عائدات شحنات النفط لمحافظة حضرموت التي تنتجه ويصدر منها.
وقال محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني بأنه وبعد المتابعات الحثيثة من قبل السلطة المحلية للحكومة فقد قامت ولأول مرة بتحويل نسبة حضرموت والتي تقدر بـ( 20% )من إجمالي عائدات النفط التي تصدر من ميناء الضبة إلى حساب المحافظة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تخرج الدفعة الثالثة من قوات النخبة الحضرمية مشيراً بأن هذه النسبة سيتم توجيهها لتنفيذ المشاريع التنموية في كافة مديريات المحافظة.
تأتي هذه التطورات بعد تغييرات طرأت على خارطة التحالفات السياسية في اليمن بعد مقتل الرئيس السابق "صالح" وتعطي احتفالية حلف قبائل حضرموت مؤشرات ورسائل سياسية أبرزها خصوصية المحافظة وعدم رغبتها في الانسياق خلف الدعوات المطروحة في جنوب اليمن والمطالبة باستعادة الدولة، والتعامل مع كل تلك الأطروحات بندية.
تغيرات ميدانية
وشهدت حضرموت أولى النتائج الميدانية بتوجه دولة الإمارات لإعادة فتح مطار الريان وسحب قواتها منه بعد انتهاء أعمال الصيانة والتهيئة واعتماد فتح خط لطيران (الاتحاد) الإماراتية فور معاودة نشاطه الملاحي، وذلك عقب لقاء محافظ حضرموت بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد منتصف ديسمبر المنصرم أعلن خلاله التبرع بمبلغ (100) مليون درهم لدعم البنية التحتية في المحافظة.
وفي ظل تلك المعطيات فإن تحريك ورقة حلف قبائل حضرموت في هذا التوقيت والمعروف بموالاته للملكة العربية السعودية يؤكد فرضية تطابق سعودي إماراتي لوضع خاص لمحافظة و إقليم حضرموت في معادلة الصراع في اليمن.
وشكل التحالف العربي قوات النخبة الحضرمية بعد تطهير عاصمة المحافظة المكلا من قبضة تنظيم القاعدة في أبريل 2016م من أبناء قبائل حضرموت، كما دعمت السعودية تشكيل قوة لمكافحة الإرهاب في مديريات الوادي.
وتشغل محافظة حضرموت ما نسبته نحو 50% من إجمالي مساحة الحدود اليمنية السعودية والبالغ مساحتها (2000كلم2) وفقا لاتفاقية جدة في العام 2000م.
كما تمثل مديريات الوادي والصحراء الأكبر من حيث المساحة والسكان وتركز حقول إنتاج النفط الخام في عدة قطاعات.
هجوم ضد الرياض وأبوظبي
وتؤكد الفرضية أعلاه تذمر نشطاء وأعضاء الانتقالي الجنوبي وخيبة أملهم من دولة الإمارات التي يتهمونها بأنها تدعمهم بالأقوال لا الأفعال، ولا تبدِ أي موقف واضح تجاه القضية الجنوبية ومطالب الاستقلال واستعادة الدولة.
ومع ذات الموقف المتصاعد بالعداء ضد السعودية والإمارات فلم يصدر عن المجلس الانتقالي أي موقف يدين إطلاق الحوثيين الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية والتي كان آخرها صاروخ تم إسقاطه من قبل منظومة الدفاع الجوي جنوب العاصمة الرياض.
ولا تخفِ الرياض وأبوظبي مخاوفهما من علاقات قيادات المجلس بإيران.
وكان عضو رئاسة المجلس ومحافظ لحج المقال ناصر الخبجي قد طالب دولة الإمارات والتحالف العربي "بالكف عن تخدير الإرادة الشعبية الجنوبية وتقييد حريتها في التعبير عن مشروعها مع من تعتقد أن يكون حليفا استراتيجيا"، في إشارة إلى روسيا وإيران.
في حين دعا عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي د.حسين العاقل جماعة الحوثي الموالية لإيران إلى الحوار و تسليم الجنوب للمجلس الانتقالي مقابل الامتناع عن إسناد قوات التحالف العربي وسحب المقاتلين الجنوبيين من جبهات الساحل الغربي.