[ البيضاء - خريطة ]
تشهد البيضاء (وسط اليمن) معارك عنيفة، منذ سقوط المحافظة بأيديهم مطلع العام 2015، وعادت لتشتد عقب استكمال الجيش الوطني والتحالف العربي تحريرهم لما تبقى من أراضي شبوة قبل أيام.
وتواصل قوات الشرعية المسنودة من التحالف، التقدم في مختلف الجبهات بالبيضاء، بعد استعادتهم لأولى مديريات المحافظة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، واستمرارهم بتحرير عدة مديريات أخرى.
ويبدو هذه المرة الاهتمام أكبر بتلك المحافظة، فقد ناقش نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح أمس الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول خلال اجتماع له مع محافظ محافظة البيضاء صالح الرصاص وقيادات أخرى سبل تحرير المحافظة وبسط سلطة الدولة فيها وتأمين المواطنين من أعمال العنف والإرهاب.
وأكد نائب الرئيس اعتزام الشرعية والتحالف إنهاء الانقلاب ومحاربة الإرهاب، وحماية أبناء الشعب اليمني من مخاطرهما، من خلال استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي، القادر على تأمين حياة الناس وحماية مصالح الأشقاء والأصدقاء، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
ومن المتوقع أن يتواصل سير المعارك في البيضاء في حال استمرت هيمنة الحل العسكري، وإحراز تقدم كبير خلال وقت قصير، خاصة أن المليشيات الانقلابية، لا تمتلك حاضنة شعبية هناك، وظل نفوذها محدودا بسبب المقاومة الشرسة التي واجهتها.
نضال وحاجة للدعم
وبرغم نقص الدعم العسكري لمحافظة البيضاء طوال فترة الحرب، إلا أنها قاومت المليشيات الانقلابية وبشراسة، ولم تتمكن من التقدم في أكثر الجبهات.
القيادي بمقاومة ذي ناعم بالبيضاء صالح السيقل، أوضح أن المعارك في البيضاء مشتعلة منذ حدوث الانقلاب، وتحديدا في جبهات (قيفة، وجبهات آل حميقان، وجبهة ذي ناعم، وجبهة الصومعة).
وذكر لـ"الموقع بوست" أن المقاومة الشعبية هناك لم يتم بعد دمجها في الجيش الوطني، وهي تنتظر إسناد الحكومة الشرعية ودعمها، والذي سيكون لها الدور المحوري في عملية التحرير.
وبيَّن أن الجبهة التي تم فتحها بعد تحرير بيحان بشبوة، فهي مدعومة عسكريا وتتكون القوات فيها من ثلاثة ألوية عسكرية، بالإضافة إلى المقاومة الشعبية المنضوية ضمن تلك الألوية، ومسنودة من التحالف العربي.
ورأى أن تحرير المحافظة بات وشيكا، وهو ما يبدو من خلال اللقاءات الحكومية المنعقدة مؤخرا، والتي جمعت قيادة الشرعية والتحالف بمأرب، بقيادة السلطة المحلية بالبيضاء والقيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة.
مخاوف الانقلابيين
وعلى إثر التقدم المتواصل في البيضاء الذي تحرزه القوات الشرعية والتحالف، بدأت المليشيات الانقلابية بمحاولة تأخير تقدم تلك القوات، نتيجة لحرصها على عدم خسارة هذه المحافظة التي كانت من أولى المحافظات التي أحكمت سيطرتها عليها لقربها من صنعاء.
وقالت مصادر ميدانية إن مليشيات الحوثي لجأت إلى تفجير الجسور و"العبّارات" في محافظة البيضاء، عقب تقدم الجيش الوطني ودخوله أولى مناطق المحافظة.
وأوضحت المصادر لـ "الموقع بوست" أن المليشيا فجرت الجسور و"العبارات" على طريق الحبج قرب مديرية الزاهر -الخط الواصل بين المديريات المحررة وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا- خوفا من أي تقدم لقوات الجيش الوطني ومحاولة لمنعه من الالتحام بمقاومة البيضاء.
الأهمية الاستراتيجية
وبالنسبة لأهمية تحرير البيضاء -قال السقيل-، إن المحافظة تتمتع بموقع استراتيجي، فهي تتوسط البلاد وتتصل بثماني محافظات، أربع في الشمال (مأرب وذمار وإب وصنعاء)، وأربع جهة الجنوب هي(أبين والضالع ولحج وشبوة).
وبتحرير البيضاء يتم –وفقا للقيادي في مقاومة البيضاء- تأمين محافظتي شبوة ومأرب، وكذلك أبين ولحج من جهة يافع، لتكون المحافظة عقب ذلك نقطة انطلاق لتحرير ذمار فصنعاء، وبهذا تفتح الجبهة من جهة جنوب العاصمة لتضييق الخناق على مليشيات الحوثي الانقلابية.
ويغلب على البيضاء الطابع القبلي، وينتمي الكثير من أبنائها إلى التيار السلفي، والعديد من الأحزاب أبرزها حزب التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام.
كما يبلغ عدد مديريات محافظة البيضاء (267كم جنوب شرقي صنعاء)، (20) مديرية وتبلغ مساحتها حوالي (9314)كم2.