[ تعد الحديدة البوابة الاقتصادية الأهم لدى مليشيا الحوثي ]
تواصلت المعارك بين الجيش الوطني ومليشيات الحوثي الانقلابية في عدة جبهات، أبرزها محافظة الحديدة التي أحكمت قوات الجيش الوطني الخميس، سيطرتها على الخوخة الساحلية أولى مديريات المحافظة، وقطع الطريق الرابط بين مدينة البقع بمحافظة صعدة والجوف، شمال شرق اليمن.
ويأتي هذا التقدم في إطار عملية عسكرية واسعة، تنفذها الحكومة الشرعية مسنودة بالتحالف العربي لتحرير الساحل الغربي بالكامل وصولاً إلى الحديدة التي ترتبط بحدود جغرافية مع صنعاء.
وتعتبر الحديدة من أبرز مصادر الدعم الاقتصادية بالنسبة للحوثيين، لوجود ثاني أكبر ميناء فيها بعد ميناء عدن، ويستخدمون سواحلها في تهريب الأسلحة التي تصلهم من إيران.
وكان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، قد دعا الشعب اليمني في مختلف المحافظات التي ما تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى الانتفاض في وجههم ومقاومتهم، ووجه يوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء أبرزها جبهة خولان.
ويتوقع مراقبون استمرار المعارك وتقدمها في مختلف الجبهات، محذرين من خطورة عدم استكمال الحسم العسكري في هذا التوقيت، كون مستقبل البلاد سيكون في خطر وسيتم استنساخ التجربة الإيرانية وتطبيقها في اليمن.
ويبدو الحل في تحرك الشرعية والتحالف العربي، والتفاف مختلف القوى حولها، للقضاء على مليشيا الحوثي، وفق محللين.
وفي إطار مواصلة الأمم المتحدة دعمها مليشيا الحوثي، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى المين إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن التصعيد بلغ "مستويات غير مسبوقة" في الأيام القليلة الماضية، وأن الحاجة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تسوية تفاوضية، مشددا على أنه "ما من حل عسكري لهذا الصراع".
كما طالب مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف في اليمن بوقف التصعيد واستئناف المفاوضات، وذلك في ختام جلسة مغلقة استمع فيها إلى إحاطة من المبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في أعقاب مقتل صالح.
استمرار معارك التحرير
وتشهد بعض الجبهات تحركات عسكرية كتعز والحديدة، لكن الجمود هو السائد في عدة جبهات أخرى.
وتوقع الإعلامي توفيق الشرعبي أن الأحداث والتطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء، وتحديدا قتل مليشيات الحوثي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعدد من قيادات المؤتمر الشعبي العام، قد تُغير مسار المعارك السياسية والعسكرية في بلادنا.
وأضاف لـ"الموقع بوست": "أولى هذه الثمار تمثلت بسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على مدنية الخوخة، ومواصلة تقدمها باتجاه مدينة الحديدة، وكذا التحضير لمعركة صنعاء الكبرى".
ويعتقد أن "المعارك ستسير بشكل طبيعي وستستمر، لأن التحالف يدرك جيدا أن أمامه فرصة ذهبية، وفرها الحوثيون بقتلهم للرئيس السابق، فجردهم ذلك من غطاء عسكري وسياسي مهم".
وأكد الشرعبي أن "الاستمرار في معارك تحرير البلاد واستعادة الدولة، لا يحتاج أكثر من قرار من قِبل الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي المساند لها".
التسريع بعملية الحسم
ويتفق مع الشرعبي الكاتب محمد شداد، الذي يرى أن المعركة ستستمر ولن تتوقف، بين مليشيات الحوثي الانقلابية، والقوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي.
وأكد لـ"الموقع بوست" أن "عامل الزمن مهم جداً لأن الغضب السائد في أوساط الشعب اليمني على إثر مقتل الرئيس السابق، وهو عامل مساعد لتحقيق النصر، والتحاق ما تبقى من المترددين إلى صفوف الشرعية عسكريين ومدنيين من قواعد وأعضاء المؤتمر الشعبي العام". ومن جانب آخر ذكر "شداد" أنه ليس من مصلحة دول التحالف إطالة أمد الحرب، وعدم الحسم السريع حتى لا يؤدي ذلك إلى مضاعفة كلفة الحرب وتعطل مصادر الدخل القومي للدولة اليمنية، التي بإمكانها تحمل مسؤوليتها الاقتصادية والمادية بعد التحرير واستتباب الوضع، على حد قوله.
ولفت إلى أن "المتغيرات على الساحة الدولية تتسارع، ورقعة النفوذ الإيراني تتمدد بسبب تأخير الحسم وتعثرها في اليمن، كما أن الشعب اليمني بدأ يفقد الأمل ويصاب بالإحباط جراء تخاذل التحالف وعدم الجدية في حسم المعركة، الأمر الذي ينعكس سلباً على معنويات المقاتلين في كل الجبهات وتغير مجريات الحرب بشكلٍ قد يقود إلى ما لا يحمد عقباه".
الجدير بالذكر أن العاصمة صنعاء سقطت بيد الانقلابيين (الحوثي – صالح) في سبتمبر/أيلول 2014، وهي الآن خاضعة لسيطرة الحوثيين بعد قتلهم لصالح.