[ المخلوع صالح في أحد المهرجانات ]
بعد مرور ثلاث سنوات على تحالف مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، انتهى ذلك الفصل بعد أن فض الأخير شراكته معها، وتم قتله عقبها.
وأعلنت مليشيات الحوثي في صنعاء مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أثناء توجهه بسيارة باتجاه طريق خولان خارج العاصمة.
جاء هذا بعد اندلاع معارك عنيفة بين الجانبين طوال الخمس أيام الماضية في صنعاء، والتي لاقت تأييدا من قِبل التحالف العربي والشرعية.
ووصف زعيم مليشيات الحوثيين عبدالملك الحوثي، اغتيال الرئيس السابق صالح بـ"اليوم الاستثنائي والتاريخي"، لافتا إلى أن مناشدتهم له قوبلت بموقف سلبي، (في إشارة إلى المعارك التي نشبت بين الجانبين مؤخرا).
وبمقتل صالح، تتشكل ملامح جديدة لمستقبل اليمن، خاصة بعد أن أصبح لليمنيين عدوا واحدا يتمثل بـ"الحوثيين"، الذين يُهيمنون الآن على مختلف مفاصل الدولة في الشمال، بحسب مراقبين.
فيما يبقى الرهان قائما على تحرك الشرعية والتحالف العربي الجاد، من أجل تحرير اليمن من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، التي ستكون الطرف الأقوى فيما لو لم يتم التحرك ضدها.
تحوُّل استراتيجي
وأمام تغير المشهد في اليمن، اعتبر المحلل السياسي محمد الغابري، أن "رحيل صالح يُشكل تحولا، يمكن وصفه بـ"الاستراتيجي" في مستقبل البلاد".
وأضاف لـ"الموقع بوست": "بالنظر إلى أدوار صالح الفاعلة في الأزمات وصناعتها، وكذلك لعلاقاته المتشابكة مع الكثير من القوى الخفية والظاهرة محلية وإقليمية ودولية، يمكن القول إن رحيله سيُسرع من إيجاد حلول للأزمة اليمنية".
وبيَّن "لقد كان لصالح لعلاقاته الممتدة والتي يحول دون إنهائها، إضافة إلى علاقاته بتنظيمات هي مفاعيل متفجرة في الأزمة".
وتابع الغابري "بعد غياب صالح فإن الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي، لم يعد لديهم ما يراعونه ويراهنون عليه".
تحالفات وتغيُّر المشهد
أما المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني فذكر أن: "اليوم أُسدل الستار عن فصل من الحرب وفتح فصل جديد، كون إعدام علي عبدالله صالح من قِبل الحوثيين حدث كبير له ما بعده".
وتوقع في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن تشهد اليمن تحولا جديدا في مسار العمليات العسكرية والتحالفات والاستراتيجيات.
وأردف "ونحن الآن أمام فرز واضح، فميليشيات الحوثي هي ذراع إيران في مواجهة الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه"، مشيرا إلى أن صالح كان يُمثل لهم غطاء سياسيا وفي الوقت ذاته امتدادا معنويا في الجمهورية والقوى السياسية في تاريخ اليمن المعاصر.
واستدرك "لكنه أخيرا قد انقلب عليهم، بعد أن وجه حزبه (المؤتمر الشعبي العام) الوجهة الصحيحة، وكتب خاتمة مقبولة للوطن والجمهورية التي يناضل من أجلها اليمنيون".
وطالب الهدياني "التحالف العربي الذي تلكأ كثيرا في دعم الحسم العسكري بسبب الحسابات السياسية، وتواطئه في تهميش الرئاسة والحكومة اليمنية في المناطق المحررة لصالح مشاريع الفوضى، أن يختار اليوم إما العمل مع شرعية كاملة دون تفريق، أو ليختار ميليشيات الحوثي الإيرانية".
استئصال مشروع إيران
ويخوض الشعب اليمني معركته ضد الانقلابيين من أجل استعادة الدولة، منذ سبتمبر/أيلول 2014، الذي سقطت فيه العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات.
بدوره أكد الإعلامي عبدالله دوبله، أن "موت صالح لا يُنهي المعركة الحالية بين الإماميين والشعب اليمني".
وقال لـ"الموقع بوست": "يجب على القوى الوطنية أن تتوحد بمختلف الأحزاب، من أجل استئصال المشروع الإيراني الإمامي واستعادة الدولة".
ورأى أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والقوى الوطنية المختلفة، جادين هذه المرة من أجل القضاء على مليشيات الحوثي. مؤكدا على أن اليمن عربية وستظل كذلك، ولا يمكن أن تبقى بيد إيران.
يُذكر أن صالح حكم تولى مقاليد الحكم عام 1978 إلى أن أطاحت به ثورة فبراير/شباط 2011.