[ ابتزاز متعدد الاشكال لضرائب وجبايات يمارسها الحوثيين في صنعاء ]
لم تكتفي مليشيات الحوثي وصالح في صنعاء بخنق مؤسسات الدولة، والاستحواذ على كل منابع الموارد والمؤسسات الايرادية، بل انها ابتكرت أساليب جديدة كثيرة في عملية ابتزاز الأموال من المواطنين بكافة الطرق والسبل.
وفرضت الجماعة العديد من الاشكال الضريبية لتحقيق عوائد مالية، بعضها ظل في إطار القانون لكنه مجمدا، وآخر تم رفع سعره، وثالث يأتي ضمن ابتكارات الجماعة في جباية الاموال بمختلف الوسائل.
فعلى امتداد شارع الخمسين المطل على العاصمة صنعاء، يلجا الأهالي أحيانا الى الجلوس هناك، بحكم انه متنفس مناسب الى حد ما ربما، في ظل غياب المتنفسات داخل العاصمة، الا ان مليشيات الحوثي تضيق الخناق على أبناء الشعب في كل مكان، حتى في أوقات الهروب من ضجيجهم وضجيج فسادهم وضغوطاتهم التي اوجدوها.
وكما هو واضح في صورة السند، قامت مليشيات الحوثي بفرض رسوم على السيارة الواحدة التي سيقف صاحبها على شارع الخمسين بواقع 100ريال، تحت مسمى رسوم محلية.
يقول أحد الزائرين والمتواجدين في حديثه لـ "الموقع بوست": "هذه الرسوم التي فرضت ما هي الا صورة من صور النصب والاختلاس التي قامت بها المليشيات، والتي قالت انها دخلت الى صنعاء الى اسقاط الجرعة على الشعب، واليوم نحن نرى جرع يومية في النفط و الغاز والشوارع والطرقات، وأدركنا ماذا تفعل المليشيات وكيف تترصد لنا".
الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه تابع حديثه: "تصور الان هذه الرسوم وكما هو واضح امام نظرك يقف بحوالي ألف سيارة تقريبا وأكثر ولو افترضنا انها ألف سيارة اضربها في 100ريال تصير مائة ألف ريال يوميا، ثلاثة مليون شهريا، 36مليون في السنة، الي اين تذهب هذه الأموال التي فرضت على المواطن أليس الى جيوبهم".
وعلق أحد الأهالي في حديثه لـ الموقع بوست بالقول: "حتى الهواء تريد المليشيات خنقه وها هي تقوم ببيعه لنا".
ابتزاز الأهالي في الحدائق
على مستوى الحدائق سعت المليشيات الى فرض رسوم وقوف سيارة بداخل الاحواش، وسند الرسوم مائتين ريال، وهذا ما يقول عنه الأهالي ما لم يكن موجودا من قبل.
أسلوب يقول عنه مهران القباطي في حديثه لـ "الموقع بوست" يكشف عن مدى استغلال هذه المليشيات للمواطن، والسعي نحو قتله بكل السبل وبكل الطرق، مليشيات لا تريد ولا تبحث الا عن المال فقط، وتكذب انها دخلت من اجل المواطن ومن اجل مصالحه واستقراره".
ويقدر القباطي عدد الأموال التي تجنيها مليشيات الحوثي من قبل أصحاب السيارات يوميا تصل الى قرابة خمسين ألف ريال، ويقول ان هذه الأموال كما اتضح ان جماعة الحوثي تتقاسمها بينها البين وهكذا".
دار جدنا
في دار الحجر واثناء جولة نهارية اكتشف محرر "الموقع بوست"، قيام مليشيات الحوثي برفع سعر تذكرة الدخول الى 200ريال في حين كان سعر التذكرة الواحدة هي 100ريال.
وجه معد التقرير سؤالا الى المسؤول عن قطع التذاكر، عن سبب رفع سعر التذكرة الى 200ريال، فأجاب الرجل له بقوله وهو يبتسم: "هذا هو دار جدنا أصلا، وليس دار الدولة".
تظهر التذكرة المرفقة التي وثقها "الموقع بوست"، سعر التذكرة التي قامت مليشيات الحوثي برفعها الى 200 ريال وهو جزء من الأساليب التي ابتكرها الحوثي في جميع القطاعات وفي جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
ابتزاز في محطات السفر والشوارع
على طول شوارع صنعاء، فرضت مليشيات الحوثي رسوم على أصحاب الباصات وأصحاب سيارات الأجرة، رسوم تبدأ من 100 وتصل الى 500ريال في فرزات المدن (محطات السفر)، أي التي خصصت للمواطنين الذين يقصدون المدن الأخرى كـ ذمار وتعز واب، وغيرها من المحافظات التي ينتقل اليها المواطنين من صنعاء وهكذا.
يشرح عبد الرحمن فرحان في حديثه لـ "الموقع بوست" جزء مما حصل ومما شاهده امام عينيه اثناء رحلته من صنعاء الى تعز، ويقول "تصور ان صاحب الباص بدا رحلته من باب اليمن، وهناك لم يحصل صاحب الباص الا على خمسة ركاب فقط، ودخل بمشاجرات مع شخص كان يرتدي زي مدني وسلاح، وقال انه مسؤول فرزة، وهي لم تكن فرزة أصلا، وأعطاه سائق الباص 500 ريال بعد شجار بينهما عندما طالب ذاك الرجل بألف ريال مقابل المرور.
ويتابع عبدالرحمن، وعلى طول الطريق كان صاحب الباص يحاول ان يتوقف في مكان ما وعند مداخل المدن عله يعثر على راكب او راكبين كانت تتقطع له مليشيات وتقول له ستعطي حق الفرزة ما لم عليك ان تغادر فورا".
وبحسب عبد الرحمن فان "صاحب الباص عثر على راكبين في ذمار بسعر الفين ريال اجبر على إعطاء أولئك المتقطعين 500ريال".
واثناء عودته من تعز، يقول عبد الرحمن، ان مليشيات الحوثي وصالح عند مداخل تعز وفي الحوبان، تلاحق أصحاب الباصات والسيارات الأجرة التي تقوم بنقل الركاب من تعز الى صنعاء، على متن دراجات نارية، وعلى متن اطقم وتقوم بإطلاق النار عليهم، وتروع السائق وتروع الركاب، وبعد ان تستوقفه تقوم بإهانتهم، واجبار السائق على دفع رسوم ثلاثة ألف ريال تحت مسمى "كوشن" ما لم تقوم بإنزال الركاب من على متن الباص، وإهانتهم بشكل مؤسف.
اختلاس المحال التجارية
كثيرة هي الصور التي ابتكرتها المليشيات، في اختلاس الأموال من المواطنين وتحت مسميات كثيرة، واينما وليت وجهك في العاصمة صنعاء، او في المناطق الخاضعة لسيطرتهم سيحدثك الناس في الشارع وفي المستودع وفي المحال التجارية عن أساليب تثير الدهشة.
يقول صاحب سوبر ماركت عن مدخل مذبح لـ "الموقع بوست": "اجلس هنا عندي أسبوع فقط وبتشوف كم يأتي مسلحين بعضهم يطالبوا بالضرائب، وبعضهم يطالبوا بحق نظافة، وبعضهم يأتون على انهم مراقبين وهيئة رقابية، وانهم من الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، ويقولون انهم يريدون ان يطلعون على تاريخ الانتهاء ولا يطلعوا لا على تاريخ الانتهاء ولاشي فقط يشتوا فلوس وكلهم ينصبوا علينا من الفين ومن خمسة الف ريال وينتهي الشهر وانا دافع اكثر من عشرين الف ريال مقابل مقابل .. ولا انا عارف مقابل ايش".
وحسب المتحدث ان هذا الأسلوب يكاد يكون أسلوب يومي، يمارس عليه وعلى أصحاب المحال التجارية، وأصحاب البقالات، وأصحاب الكافتيريات وغيرهم.